بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الثامنة من مشروع نلتقي لنرتقي بعنوان
أخي الكريم أختي الحبيبة .. قد يتبادر إلى ذهنك من قراءتك لهذا العنوان أنني سأتحدث عن أصناف من البشر طوال القامة .. ضخام الأجسام .. لهم صولات وجولات في ساحات الرياضة ،، أو الطعام.
لكن الحقيقة غير ذلك .. فهؤلاء إذا كانوا مجرد أجرام بلا مضمون، فإنهم بحق لا يستحقون أن يتحدث عنهم، أو أن نضيع الأوقات في وصف أجسادهم.
إذًا من هم العمالقة الذين نجني ثماراً من مجرد الحديث عنهم وعن أوصافهم؟؟؟
إنهم رجال ونساء النصيب الأكبر من حياتهم سخروه للدعوة إلى سبيل الله، في كل مجتمع ومكان، حتى طغت على حظوظ أنفسهم من هذه الدنيا..
إن همهم الأكبر أن ينشروا دعوة الإسلام .. وأن يعم الخير والصلاح بين الناس .. وأن يُحيوا بوحي الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - قلوباً ميتة ..
إنها فئة من الدعاة.. لا يبالون بأقوال المثبطين .. ولا غمزات المستهزئين..
إنهم فئة من الناجحين .. لا يترقبون النتائج فيبنون عليها الإستمرار في هذا الطريق من عدمه.. لا!
إنما هم سائرون كالسحاب .. حتى إذا ما وجدت أرضًا قد أصابها قحط .. أنزلت الماء .. لتصبح تلك الأرض المروعة أرضًا خصبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
أرواحهم وأبصارهم متألقة بالسماء .. يبذرون والله يرعى تلك البذور ويثمرها .. ينميها ويباركها .. ثم الملائكة .. تسجل جهد البذر.. وبركته .. وحصاد ثماره ..
وهم .. لربما نسوا كل ذلك من جراء الجهد المتواصل .. فلايعلمون ذلك الكم الهائل من الأجور التي تعجز حاسبات ومخيلات البشر الإحاطة بها ..
يقول الله -عز وجل-: "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا"
وأنت ؟؟؟
منذ متى وأنت لابس ثوب الإلتزام؟؟
منذ متى وأنت تأخذ ولاتعطي؟؟
أرجوك يا رعاك الله دع رقادك فقد مضى عهد النوم .. قم فأنذر واصدع بما تؤمر وكن مصعبًا السفير .. كن مثل هؤلاء الذين يثقلون كل مجتمع يوجدون فيه بالحراك والنشاط ..
ومع ذلك .. فالناس في الغالب تلتفت لمن يسمون بعمالقة الدنيا .. وتنسى هؤلاء الذين سخروا أنفسهم لنجاتهم وهداتهم الطريق القويم .. حيث السعادة الدائبة .. والخير والفوز والفلاح.
نسوهم في محياهم لكننا لم ننساهم .. فهم المعين الذي ننهل من مجراه، وهم البستان الذي نقتطف من ثماره، وهم السراج الذي يضئ لنا درب قدوتنا المثلى .. رسولنا الكريم-صلوات الله وسلامه عليه- فأنى بنا ننساهم؟؟؟