عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-08-2008, 01:35 PM
الصورة الرمزية وســـــــــام*
وســـــــــام* وســـــــــام* غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: ¨°o.O مصر الحبيبة O.o°"
الجنس :
المشاركات: 18,722
الدولة : Egypt
افتراضي الموضوع الثالث التابع للمجموعة السادسة..جمالية الرضا والإكتفاء





جمالية الرضا والإكتفاء



مع كل إشراقة شمس وبدء يوم جديد ، تتنفس النفوس الراضية الصعداء قائلة الحمد لله على إحيائنا ومد أعمارنا يوم لنطيع الله ونرضيه راضية بحالها ورزقها وتشكر وتحمد ربها عليه.
على العكس من النفوس الطامعة التى تريد الكثير والكثير بأقل جهد مبذول جاهلة لما يفعله ضعاف الكائنات كالعصفور فهو يجوب المكان ليحصل على غذائه ورزقه ، والنمل الذى يظل طوال الصيف يحضر مخزوناً يكفيه فى الشتاء.
فمثل هذة النفوس المتواكلة لا تجد عندها صبر النحل فى أن يصنع عسلاً مصفى ويكون خليته ، والعنكبوت الذى يبنى خيوط بيته من الداخل ويشقى فى نسجه.
تلك نفس غير حامدة لا تقنع بما معها وناظرة لما هو أعلى منها دائما لذلك لا تعيش حياة هانئة ولا تشعر برغد عيش مهما وصلت ونالت من كنوز ،
فهى تريد فى كل حين الأكثر والأكثر فلا شىء يملىء عينها ويسد جوفها.


مثل هذين النفسين النفس الراضية المكتفية بما لديها والنفس الطامعة المتكثرة
رجلان إحداهما يملك أرض بها أبهى المحاصيل ونفسه حامدة شاكرة لما يتكسبه ، وآخر يملك أرض بها من المحاصيل أشكال وألوان
ولكنها ليست فى جودة محاصيل الأول وروعتها ، يرى أن الأقبال من التجار يتزداد علي الأول وهو واقف متربص له بعين حاسدة طامعة فيما لديه
غير شاكراً لله عن نعمه وأفضاله عليه فهو يتطلع إلى ما فى يد غيره .
وذات يوماً أتت عاصفة أفسدت المحاصيل ،
فالحامد الشاكر لم تصب محاصيله أى مكروه ،
أما الثانى حزن أشد حزناً على ما فعلت العاصفة بأرضه .
أرض الأول كانت فى رعاية الله وآمنه
فكسب رضاء الله عليه وآمن خوفه
والثانى نزل سخط الله عليه وضاع ماله .


فالنفس الطائعة العابدة الراضية يزيدها الله (جل شأنه) لكثرة تحميده وشكره
يتضح ذلك فى قوله تعالى(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
فترى رضا يتتلألأ فى نور أعينهم،
بسمة إكتفاء ترتسم على شفاتهم ،
ونفحة عطرة تنبثق من أنفسهم
فترسم هذة النفس الراضية المطمئنة
لوحة تعبر فيها عن أسمى معان الرضا والسعادة،
وتحكى بها عن نتيجة صبرها
عن لحظات ألم وسنين صعاب
وساعات مر طالت ولتمسكها ويقينها بربها وثقتها به
فازت بآمن النفس وهدوء البال وسعادة الرضا وسرور الإكتفاء.


التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 04-10-2008 الساعة 11:14 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.98 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]