ومضت أيام سكننا الأولى وجاء يوم تلاقينا فيه على مفترق الطريق ألقيت التحية فردت بأحسن منها ، تصافحنا وأكملنا طريقنا معا نتجادب أطراف الحديث ،
وصلنا ، ودخلت كلا منا منزلها ذهبت إلى أمي أخبرها : لقد إلتقيت بجارتنا سناء في طريق عودتي وصمت لبرهة ثم قلت :لم أكن أعلم أنها على هذا القدر من العقل و الدين ، لقد لمست فيها طيبة لا حدود لها لا أخفيك يا أمي أنها دخلت قلبي وكأني أعرفها منذ زمن ،
وبعد ذلك اليوم بيومين جاءت سناء لزيارتنا إستقبلتها ودخلت البيت وتحادثنا وودارت أكواب الشاي والعصير وما إلى ذلك ،
كانت من أروع الجلسات وأقربها إلى قلبي ،
وفيها توطد العلاقات وتوثقت ، أذكر أنها في هذه الجلسة قالت لي
كنت عندما أرك مارة بالقرب من منزلنا أقول لزوجي أشعر أني أحب هذه الفتاة وكأني أعرفها وكأن بيني وبينها صداقة قديمة
ومنذ ذلك اليوم ونحن معا يوما تزورنا ويوم أزورها،
كانت هوايتها الطبخ كنا نطبخ معا ومن لجميل فيها أنه مهما صغر أنأها كان يكفي من حضر كنت أردد عليها قول جدتي الفائدة في البركة
وكانت هوايتي القراءة فكنا نقرأ معا نتناقش معا وكانت تعيرني الكتب
أصبحنا أختين وتعاهدنا أن نظل أختين ما حيينا
عشنا سويا ،تقريبا
فلقد تقاربت ظروفنا فهي متزوجة وزوجها رجل كثير المشاغل
وأنا فتاة قد تركت الدراسة مبكرا
فكلانا كان عندها فراغ فكانت أخوتنا ،ملأت كل الفراغ
ومضت تلك السنين الجميلة ، وجاء يوم أنتهت به هذه السنين ،
تعانقنا ، وبكينا ، وأملنا أن نلتقي ،
ورحلنا ، ولم يبق لنا إلا مكالمة هاتفية في الأعياد ،
كنت أنتظر العيدين بفارغ الصبر لأحادثها فالمنطقة لتي كنا فيها لا توجد بها هواتف وكذالك التى رحلنا إليها أنتظر العيد لأذهب لبيت جدي وتذهب هي لبيت أمها
وتزوجت ،ومن هنا أنقطع الطريق ،
حاولت جاهدة أن أصلها ولكن .....؟
ومضت سنين من زواجي
كنت ألتمس أخبارها عند أمي فما كان إلا سلام تبعثه ورد سلام أُرسله ،
حتى كانت النهاية التى أنقطع معها أملي في أن نلتقي ،
عندما أرسلت لي أمي تعزيني في صديقتي وأختي التى لم تلدها أمي
سناء ماتت كان نزول الخبر علي كالصاعقة ،
يا الله
أسترجعت ،ذكرت ربي ، وتذكرت أن الموت حق ، تصبَّرت
ولكن قلبي أبى إلا أن تكون له
أنين و عبرات ، نحيب وغصات ، فلقد كانت هنا
فأقبلو ذكراي وأعذروني فذا العنوان أثار أشجاني