عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 27-07-2008, 09:56 PM
الصورة الرمزية فوز الهموم
فوز الهموم فوز الهموم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: araq
الجنس :
المشاركات: 1,152
الدولة : Iraq
افتراضي وتعطلت لغة الكلام




وتعطلت لغة الكلام


مشهد مسرحي
اسمه ( انا وبغداد)
ابطال المسرحية :
انا - بغداد(الام) - الراوي- الضمير




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ


الراوي:


حين تلتفت عيون الامهات تبحث عن ابنائها ، ولا تجدهم، فكيف سيكون حال الامهات؟؟


في زمن انقلبت فيه الموازين .


استرسلت الام وهي تردد في خفوت متواصل :


( دللول يا الولد يا ابني دللول يمه عدوك عليل وساكن الجول)(هكذا تغني العراقيات لاطفالهن ليناموا على صوت كلمات اغنية قديمة)


تردد بحزن وتلذذ في الحزن وتسترسل:دللول...


وفجاة تنتفض وكأنها استعادت الذاكرة بعد غياب طويل .


قالت في تساؤل غريب ومتكرر:


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحوار


ـــــــــــ


بغداد-ارضي طيبة مياهي عذبة سمائي صافية زهوري عبقة ارضي طيبة مياهي ...


انا- مالك يا حبيبة روحي ؟ ما هذا الوجوم البادي على وجهك الوضاء ؟ما هذه الاحزان في صوتك ؟ ما هذا التساؤل؟؟؟.



بغداد - اليست طيبة ارضي؟ عذبة مياهي ؟ صافية سمائي؟ عبقة زهوري؟


انا - انهم ..انهم


بغداد - انهم ماذا ؟ ما لي لا اراهم؟ الا يحق للامهات ان يسالن عن فلذات الاكباد؟؟؟ .. اجيبي؟؟.



انا - نعم .. ولكن.. نعم.



بغداد - ولكن ماذا ؟ ماذا هناك ؟ ماذا تخبئين ؟ اجيبي.


انا محتاجة اليهم .. احضاني تبحث عنهم ، عن زيد عن زينب عن سيف عن جعفر ...



انا - ماذا اقول لك ؟ ( في حيرة )


بغداد - قولي الصدق .. ولكن مهلا .. (بخوف وفزع)


ماتوا؟ هل ماتوا؟ اجيبي.


انا - لا ادري كيف اخبرك ، انا في حيرة من امري ، ماذا اقول؟


بغداد- قولي الصدق الحقيقة ، ام انها اصبحت اليوم مفردات مع عداد الموتى . ( في سخرية )


انا - ساخبرك ولكن فليحتمل قلبك المسكين الخبر ... اشفق عليك



بغداد-لا اريد شفقة من احد هيا اخبريني هيا هيا ( في جزع )


انا - زينب - في تردد - قضت تحت الركام في المنزل بالقذائف لم نتمكن من انقاذها ... كان الموت اسرع.


بغداد ( بجزع) ها.. اكملي ..


انا- اما جعفر فلم يتسع صدره لاحتمال المأساة فهاجر تحت جنح الظلام خارج البلاد لا يلوي على شئ .. و ..


بغداد - ماذا بعد ؟ من بقي لي ؟ جميعهم ؟؟ من استند عليه اذا ادلهمت الليالي ؟


وأنا جريحة في الصميم وجراحي مفتوحة تان بالالم ؟؟


من للأمهات؟ من يعين على انحناء الظهور ؟؟


من يعين على البلوى ؟؟ من ؟من؟ ( وهنا تصرخ بجزع ):


هكذا انتهى ابنائي؟ لا سلوى لا معين .. ولا نديم ؟


بمن الوذ ؟ ااستجير بالجيران ؟؟ ثم ماذا ؟ ..


يوما يومان ؟ ربما ثلاث ثم ماذا ؟


سيدب الملل الى صدورهم وسيتذمرون ومن ثم سانزوي في ركن سحيق في هذا البيت المهجور المهجور



انا - ارفعي يا حبيبة روحي يديك عالية بالدعاء الى رب العباد .. اتجهي اليه حين عزَ الاهل وفرَ الصديق



بغداد - بتمهل- وكأنها تسترجع مفردات كانت غائبة عن البال .. نعم .. نعم .. الله ، نعم الله .. هو من الجأ أليه ..



قامت واتجهت نحو السجادة فأدت صلاة خشوع وشكر لله على البلوى.. ثم رفعت يد الضراعة والاتكال الكامل على من لا يخيب الامال ، والذي هو اقرب من صدور الامهات اذا عزت الام..



بغداد -رافعة يد الدعاء:" الهي ، عظم البلاء ، وضاقت النفوس وعز الولد وشحت النفوس من الخير ، وأوصدت الابواب ابوابها الا بابك ظل مشرعا للمنكوبين ، يا اله المظلومين ، يا اله الصابرين ، هذه بلوانا بين يديك وشكوانا ظاهرة امام عينيك ...


ارحم يا الهي ضعف الامهات واجبر قلب من فجعت منهن ، وعمر القلوب بالايمان والتقوى ، وزينها بالصبر والصلاة ، وابعد اللهم الجزع عن صدورنا وازرع بذرة الامل في نفوسنا ، واحمها وارعاها لتنم وتورق ازهارها وتفوح عطورها ،


فارضي ما زالت طيبة ، ومياهي مازالت عذبة ، وسمائي صافية ، وزهوري عبقة


لانها مفردات العراق ، طيب العراق ، هي العراق





هذه معاناة تتعطل فيها لغة الكلام لانها حقيقية



التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 08-09-2008 الساعة 05:42 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.13 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]