عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-09-2008, 08:08 PM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
58 58 الطبق الرئيسي


فلنكن دعاة،داعيات...بأخلاقنا
بوح من مذكرات الأمة الفقيرة إلى ربها

قال الله عز وجل في محكم تنزيله ((وإنك لعلى خلق عظيم)) ، ذاك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نهلنا من سيرته العطرة واستقينا من خلقه وآدابه وتأسينا به في كل حركاته وسكناته ومشيته وحديثه ومعاملاته، فأحبه الجميع وائتمنه عليه الصلاة والسلام
فلماذا لا نسير على خطاه، وندع الغلظة والقسوة والتشدد (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) ولنقتد بخير الأنام ولنكن دعاة وداعيات باخلاقنا التي ترشفناها من سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
إن هذه لديباجة أبتغي من ورائها أن أعرض بعض الدعاة الغير معروفين على شاشات التلفاز أو بالمواقع الإسلامية،يمكن أن تكون أنت أخي الكريم، أو أنت أختي الكريمة، فلأدعكم تتعرفون إلى داعيين من هؤلاء الدعاة الغير معروفين




الداعي الأول: شخص غالي وعزيز أسأل الله له العمر المديد والعيش الحميد، اقتدى بسنة الحبيب المصطفى عليه السلام بصيام كل إثنين وخميس (فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس))، وأثناء استراحة العمل بعد أدائه صلاة الظهر جماعة وما قدر الله له من نوافل، يتلو آيات من كتاب الله الحكيم الذي اعتاد أن يحمله بحقيبة عمله، إلى أن يستأنف عمله من جديد، وكان له زميل في العمل لا يداوم على الصلاة مع الجماعة، ولا يحرص على أداء السنن، وكان بحكم جواره بهذا الشخص يراقب تصرفاته في التعامل مع باقي الزملاء، وحركاته في أداء الصلاة، وينظر إلى تلك الشفاة التي لاتكف عن الدعاء...فكان لذلك وبفضل الله سبحان تأثير عليه فقد قرر تغير تعامله ليصبح من المواظبين على الصلاة والصائمين والحريصين على أدء السنن ، فلما سئل عن سبب تغييره قال أن الفضل لله الذي يهدي إليه من يشاء، وإلى خلق فلان أسأل الله له ولنا الثبات

الداعية الثانية: كنت سأحضر مجلس علم لكن للأسف وجدت الدرس قد ألغي، لكن رغم ذلك أنعم الله علي بدرس آخر من دروس الحياة، فبينما أنا انتظر إحدى صديقاتي للعودة إلى المنزل، تجلس بجواري إحدى السيدات فتجاذبنا أطراف الحديث، إلى أن بدأت تروي لي قصتها مع إحدى زميلاتها، تقول: كنت طالبة بإحدى المدن الصغيرة، فلما نجحت بالثانوية العامة كان يتوجب علي الذهاب إلى العاصمة لأتابع دراستي الجامعية، توكلت على الله وذهبت ودعوت الله أن يرزقني الرفقة الصالحة التي تؤنسني في وحدتي وبعدي عن أهلي، سكنت بأحد الأحياء الجامعية وبالغرفة المخصصة لي كانت تشاركني إحدى الفتيات المتحجبات حمدت الله على ذلك، وقررت أن نتعاون مع بعضنا البعض لنوفر لبعضنا البعض الظروف الملائمة التي تعيننا على الطاعة وعلى الدراسة، لكن للأسف وجدتها تستغلني وتعتمد علي في كل صغيرة وكبيرة وترمي بكل المسؤولية على كاهلي، فقررت تغيير الغرفة لكن للأسف لقيت نفس المصير،
تواصل قائلة: وبينما أنا بالجامعة ذات يوم، بعد أن أنهيت حصتي، جلست أفكر في الحل ودعوت الله أن يعينني، بينما أنا منهمكة في التفكير، إذا بإحدى الفتيات تنادي علي، لقد كانت إحدى زميلاتي ببلدتي الصغيرة، لم أكن على علاقة قوية بها، سلمت عليها، وسألتني عن أحوالي الدراسية وعن السكن، فكنت كالذي وجد ضالته فأخذت أسرد لها ما يحدث معي، وعما أعانيه ، فاقترحت علي أن أرافقها إلى شقتها وأشاركها الشقة التي تمتلكها، فلم يكن لدي خيار آخر سوى مرافقها خصوصا وأن الامتحانات قد اقتربت وما يلزم ذلك من سكينة ونفسية مستريحة ،
جهزت أمتعتي، ودخلت الشقة لن أصف لك الشعور الذي لاقتني به، حتى تعاملما معي مليء بالأخوة الصادقة، استشعرت ذاك التعاون الذي كنت أنشده، فحين كنت أدرس طيلة اليوم أرجع إلى الشقة لأجد كل الظروف التي أحتاجها من مأكل ومشرب قد وفرتها لي، وأنا أيضا لم أكن أبخل عليها في الأيام التي لا أدرس فيها بأي مساعدة، استمررنا على ذاك الجو الأخوي الطيب، وشكرت الله على هذه النعمة التي أنعم الله بها علي، ولكن كانت بداخلي أمنية تمنيت أن يستجيب الله لي، وهي أن يهديها الله تعالى إلى أداء الصلاة والمحافظة عليها وارتداء الحجاب لأنهما كانت متبرجة، لم تسنح لي الفرصة للحديث إليها بالموضوع، لكن سبحان الله فبينما نحن في فترات التهييء للامتحان، كنت أجلس أنا وزميلتي معا طيلة اليوم، لم أكن أفارقها إلا لتلبية النداء وأداء الصلاة ، كانت تراقبني دونما كلمة، وأنا أسجد لخالقي، إلى أن شاء الله في ذاك اليوم حين عدت إلى مكتبي بعد أداء صلاتي إذا بي وجدتها تجهش بالبكاء، فأسرعت إليها سائلة ماذا بك؟ فقالت: ما الفرق بيني وبينك؟ لما أنت تلبين دعوة من خلقك، وتحرصين على التقرب إليه بينما أنا جالسة غير مبالية، وكأني لست أمة من إمائه، فظلت تلوم نفسها وتلوم أسرتها التي لم تنشئها على تربية دينية، فجلست أحدثها بلطف إلى أن أدخلت الفرحة لقلبي بأنها سترتدي الحجاب وستحرص على أداء الصلاة في وقتها، وستكون أمة صالحة،وفعلا كانت إرادتها قوية وتوبتها صادقة لأني فيما بعد علمت أنها رغم أنها ووجهت من قبل أسرتها بمسألة ارتداء الحجاب إلا أنها ظلت صامدة متوكلة على الله إلى أن هداها الله وكانت السبب في هداية أفراد أسرتها،أسأل الله لهم ولنا الثبات


فرسالتي إلى نفسي أولا
وإليك أخي الكريم ... وإليك أختي الكريمة
لماذا لا نتأسى بالمصطفى عليه الصلاة والسلام لنكون نورا يهتدي به الآخرون،ونبراسا يستنير به التائهون، بأخلاقك وحسن تعاملك مع الجميع ستكون منبرا متحركا، لماذا لا نكون مرآة ناصعة لإسلامنا فندعو إخواننا في الإسلام للاقتداء بخير الأنام؟ ونكون صورة شفافة واضحة للغرب ونريهم بحق صورة المسلم الحق؟ فلا تبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم فقد قال صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عملبها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ... )) خرجه مسلم في صحيحه
قد تتخذ الدعوة إلى الله أشكالا متعددة فلماذا لا نسلك إحداها

ولنكن دعاة،داعيات ... بأخلاقنا


يلا نختم بالطبق الحلو
__________________

()

{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}
[الأعراف: 156]


اللَّهُمَّ مَغْفِرَتِكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي وَرَحْمَتَكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]