خطابات لا أنوِ إرسالها..
الخطاب الأول :
وقفت أمام نفسي ..ذاتي ..سريرتي ..في مكان هاديء..
وقفة مصارحة ..
وقفة محاسبة ...
وقفة القاضي أمام القضية ...
وقفة الطبيب أمام الداء العضال ...
وضعت ذاتي تحت المجهر ..
وتتفحصتها بدقة ..
وكأني غريبة عنها ...
أخضتعها للمسائلة ..
سبرتُ أغوارها ..
سألتها ..
يا نفس فيما وسوستِ...!!
في أيِّ أنواع السوء فكرتي..؟
يا رجل إلى ما سرتِ..؟
يا يد بما بطشتي ...؟
يا بطن ماذا إشتهيتي ..ماذا أكلتِ ..؟
وحذرتها قائلة..
قبل أن تدنو الخطوب ..
وتسد الدروب ..
قبل الغياب تحت التراب ..
قبل الحساب ومر العذاب ..
قبل الندم ..وقبل العدم..
قبل السؤال وسوء المآل ..
بادري بالرجوع إلى الله ..
فلا منجا ولا ملجأ لكِ سواه ..
عودي إلى الله ..
الخطاب الثاني :
تذمرت نفسي الأمَّارة من عمل جديد ألقي على عاتقها ..
وما هي إلا ثواني حتى عاجلتها نفسي اللوامة باللوم قائلة ..
أنظري إلى الخير الوفير الذي ستجنيه من هذا العمل ..
ياهذه ..هل جعلتي الدنيا همكِ..؟
وتنتبهي إلى ما تقاسي فيها من ألم وتعب ..
هل تنظرين إلى ربحكِ المادي فيها ..؟
هل ترجين شهرتك فيها ..؟
أفيقي...أفيقي من غفلتكِ..
هل نسيتِ قول الله تعالى:
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133
وقوله جل جلاله :
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الحديد21
خلال هذا اللوم الذي كان في لمح البصر انهمرت معه دموع الندم..
وكثيراً من الاستغفار..
وسارعت إلى تدارك ما حصل وإصلاح الخطأ..
كتبته أم سلمى2
بتاريخ 23ـ 6ـ 1429هـ
الموافق 27 ـ 6 ـ 2008