ارتفع النحيب ، جرت الدموع ...
ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلةأخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته خلاص يا أمي خلاص ...
قامت الأم مذهولة ،صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوهالقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب ...
أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ...
المشهد رهيب ، والمنظرمؤلم ...
سقطت الأم على الأرض...
الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ...
والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ...
تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات وهن يحملن أمهن ...
حضر بعض النسوة من الأسرة ...
نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسهاانطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ...
أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلةهناادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا ...
أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء ...
أين جثة المتوفاة ؟...
سارت العمةأمامها ، فتحت الباب ...
الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ..
وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها ...
أمسكت بورقة الوفاة ،الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عاماسبب الوفاة : سكتة قلبية ...
شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع ...
كشفت الغطاء ،تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموها على هذا الوضع لقد تصلبت أعضاؤها ، كيف نكفنها ؟...
الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً ...
زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء ...
لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقداتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها ...
لقد سقطت على المسرح وهي ترقص حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقريرأيقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليهارحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمنى ترتفع ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقدتراجعت للوراء أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن ويبكين نهايتها المؤلمة ...
انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتهاأنا من غشها ،ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً ...
كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ......
وستدفن في قبرها ........ يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها ...
محاولات لإعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة ...
بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها ...
وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة ...
وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين ...
نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص ...
اللهم ثبتنا عند الموت واجعل خاتمتنا أشهد أن لا إله إلاالله
وأن محمداً رسول الله
اللهم ارحمنا إذا غسلنا أهلونا وارحمنا إذاكفنونا يا ارحم الراحمين
( منقول للفائدة )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________