عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20-04-2008, 11:39 AM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ..... موقف العلم والإسلام من تحديد نسل الأمة

ب‌- الخوف من العجز عن الانفاق اللائق بالمستقبل المؤمل للنسل :
يتخوف بعضهم من العجز المالي عن الإنفاق على الأولاد ـ إذا كثروا ـ لأمد طويل يمتد حتى التخرج من الجامعات، ثم التوظف أو القيام بمهن علمية ذات دخل جيد.
هذا الدافع يفكر به غالباً ذوو الدخل المحدود ولو كان جيداً نسبياً، وتفكر به الطبقة المتوسطة حتى والغني أيضاً، تفكر به عقب الزواج أو عقب إنجاب ولد أو ولدين أو ثلاثة، فتسعى إلى تنظيم النسل بالمباعدة بين الحمول، أو تتجه أيضاً إلى تحديد النسل عند عدد ترتئيه.
يمتنع الأبوان عن الإنجاب مخافة ألا يستطيعا إتمام الخطط والمشاريع التي يفكران بها من أجل مستقبل أولادهما، مع أنهما ليسا متأكدين أن الله تعالى لن يفتح عليهما أبواباً من الرزق، وليس متيقنين أن كل ولد من أولادهما سيكون ذا استعداد فكري وأهلية وسلوك رصين، للسير باستمرار في الطريق الذي يرسمانه له، للوصول إلى البغية التي يحلمان بها، وليسا بضامنين بقاءها حياً حتى بلوغ تلك البغية . فمن الخطأ أن يحددا نسلهما من أجل أماني غير يقينية الحدوث، فلكل إنسان استعداده وإمكانيات، فليستبق كل منا أوجه الخير ضمن وجهته واختصاصه وإمكانياته، وليراع ذلك في تربية ذريته منمياً فيهم الاستعدادات الطبية، قال تعالى: ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير). [17]

ت‌- خروج الزوجة للعمل :
إن توظيف الزوجة ونزولها إلى العمل، هو أحد دواعي تحديد النسل في أوربة لأن الزوجين يعملان خارج البيت ولا يستطيعان أن يقوما برعاية أولاد عديدين، وتربيتهم وإعدادهم إعداداً كاملاً ليكونوا أعضاء صالحين في المجتمع . فأرادا في أوربا أن يحددا نسلهما، ليجدوا بذلك مسؤوليتهما وأتعابهما .
ثم إن المرأة في أوربة تعمل وتتوظف، رغبة منها في مضاهاة الرجل بعد أن طالبت بسماوتهم، وتأميناً لمورد لها بعد أن سادت الأنانية في مجتمعهم وأكتفى كثير من الشباب بإرواء شهواتهم بغير الزواج المشروع، ولم يعد يهتم الرجل برعاية المحتاجين من أقربه، أما في المجتمعات الإسلامية فإن عقيدة المسلم والقانون يلزمانه بالإنفاق على أقاربه المعوزين .
إن خروج المرأة إلى العمل يؤدي إلى مساوئ[18] وهي :
أ‌- القصور في تربية الناشئ:
لأن الحنان شرط رئيسي لا غنى عنه أبداً، من أجل نمو الطفل وتطوره النفسي والعقلي والجسدي، لأن حب الأم وحنانها لا يماثلها أي حب أو حنان .
ب‌- ميوعة الأخلاق :
وذلك بكثرة المخالطات لمن هبّ ودرج من الرجال، الأمر الذي يفقد المرأة فضيلة جوهرية في عنصر جمالها هي الحياء والخفر، ومن ثم يتسلط عليها ذئاب البشر من طلاب المتعة الدنيا .
ت‌- فقدان الزوج لعنصر السكينة النفسية :
حيث يرجع إلى بيته فلا يجد الإبتسامة المتهللة والأذن الصاغية تستمع إليه وهو يشكو ما ناله من العمل والتعب كي تحثه وتثبته، وإذا به يجد بدلاً من ذلك شكوى أشد وإرهاقاً أعظم فيزداد ألماً وإرهاقاً .
ث‌- تأثر الناحية الاقتصادية :
يقوم اختيار العامل في عرف الاقتصاد على أساس وفرة إنتاجه وطاقته للقيام بالعمل، وهذا العنصر يختل في تشغيل المرأة اختلالاً ظاهراً، فالمرأة تتعرض في كل شهر للطمث، ومعظم النساء يصبن بعسرات طمث أو بتوتر عصبي متقدم عليه، وذلك مما يغير في مزاجهن ونفسيتهن، ويضعف مقدرتهن في ذلك الظروف . ثم إنهن يتعرضن لتفرة نم الضعف في زمن الحمل فالوضع فالنفاس .
فهل من مصلحة الاقتصاد تعطيل المرأة عن وظيفتها الحيوية العظمى، كي تصبح خارج بيتها عاملاً مبتور الطاقة، تنافس الرجل في ميادين العمل التي لا تحتاج إليها، فتسد على الشباب الطريق وتعطل فريقاً منهم عن العمل أهـ .
ج‌- دعوى الحب الحر :
يريد فريق من الرجال والنساء أن يتمتعوا بالملذات ويشبعوا نهمهم الجنسي، دون أن يصبح الرجل أباً يتحمل أعباء الأولاد، ودون أن تتحمل المرأة مضض الحمل وآلام الولادة وهمّ الحضانة والتربية . تبنى تلك الرغبات كتاب متفلسفون هدامون منحرفون زيفوا الحقائق، وقالوا بما أسموه (الحب الحر ) يقول شامغور (الإنكليزي) : إذا لم نصدر إلا عن تفكير حر، فأجيبوني أي رجل يقبل بملء اختياره أن يكون اباً ويتحمل أعباء الأولاد طول حياته، وأي امرأة لقاء اختلاج بضع دقائق ترضى أن تتحمل مضض مرض يطول سنة كاملة ثم هماً يدوم مدى الحياة أهـ .
هذه الفلسفة التي تنادي بالحب الحر تعطي المرأة حرية الرضا بالأمومة وتنادي :يجب أن تساوي المرأة الرجل في كل شيء حتى في إشباع نهمها الجنسي . فكما أن الرجل لا يخشى حملاً ولا أولاداً فهي أيضاً مثله ...
إن الحب الحر وحرية الرضا بالأمومة، يقودان مباشرة على تعاطي (موانع الحمل ) بصورة واسعة، ويقودان بصورة غير مباشرة إذا فشلت هذه الموانع إلى الإجهاض . فاستعمال موانع الحمل واللجوء إلى الإجهاض ـ كما يقول الكتاب الذاهبون هذا المذهب ـ حقان طبيعيان للمرأة، بل هما أقدس حقوقها .
إن في تلك الرغبات والدعاوى بعداً عن النظر إلى أهداف الحياة، وإلى حقوق الوطن أو المجتمع الوطن أو المجتمع على المواطن، لقاء ما ينعم به من خيرات الوطن وثمرات الحياة الاجتماعية وإن فيها بعداً عن مثل الدين والأخلاق .
إن حرية الإنسان في استعماله حقاً من حقوقه، يجب ألا تتعدى حقوق الآخرين وحريتهم، فحرية الإنسان تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .
فليس الإنسان، ذكراً كان أم أنثى، حراً في جميع تصرفاته ولو آلت إلى ضرر اجتماعي طالما أنه عضو في مجتمع وجزء من أمة .
فكما أنه يستفيد من الحياة الاجتماعية فعليه أن يقدم لها، وكما أن له حقوقاً فعليه واجبات . ولا يجوز أن تكون النظرة الشخصية الأنانية حائلاً دون تقبل الواجبات والحقوق التي تمليها سلامة المجتمع وتماسك كيانه .

النتائج السيئة لحركة تحديد النسل :
1. إمكانية ضعف الأسرة أو انقراضها:
هل يضمن الذي لا يريد أن يزيد أولاده عن طفلين مثلاً أن يتوفى هذان الطفلان، أو أن يصاب بعاهة أو أن يصابا بعاهة أو أن يكونا غير صالحين في مجتمعنا، ولا ينفع عندئذ عض الأصابع بالندم . ولقد تقدمت أهمية الإنجاب .
2. كثرة وقائع الطلاق:
إن زهد الزوجين بالإنجاب واكتفاءهما بالملذات، يعرض الرابطة الزوجية للتفكك بالطلاق حتى في الخصومات الصغيرة، وذلك لسهولة الانفصال وفقدان أو ضعف أقوى رابطة تربط بين الزوجين وهي رابطة الأطفال.
يقول تالكون بارسن بعد أن قدم في هذا الشأن الأرقام الواضحة : إن وقائع الطلاق إنما تحصل أكثر ما تحصل في السنوات الأولى بعد الزواج أو بين الأزواج الذين لا تكون لهم ذرية
[19] .

3. ضعف الأمة اقتصادياً :
حيث تنخفض نسبة المواليد فتقل نسبة الشبان إلى المسنين والشباب هم عنصر الإنتاج وعليهم يبنى الأمل . أما المسنون العجائز فأغلبهم مستهلكون ولا يرجى منهم الإنتاج خصوصاً بعد تقدم السن .
ولذا فإن قلة المواليد تقود حتماً إلى التدهور الاقتصادي وخاصة إذا كانت خيرات البلاد بحاجة إلى المزيد من العاملين ودعم اقتصاد الأمة .
إن تحديد النسل إذا عمّ مجتمعاً ما، فإنه يقوض بنيان الجماعة التي يتفشى بين أفرادها ويجعلها دون منافسيها في كل شيء .
4. ضعف الأمة عسكرياً :
وذلك لتدني عدد السكان بانخفاض نسبة المواليد إلى الوفيات، ولانخفاض نسبة الشباب إلى المسنين ..
والمسنون غالباً أقل حماسة وصلابة وقوة وعزيمة وصموداً في وجه الأخطار والشدائد وتجاه المخاطر التي تحف الوطن .
أما الشباب فهم غالباً أكثر جرأة وحماسة واندفاعاً في بذل النفوس والمهج في سبيل مبدأ من المبادئ النبيلة .
يقول الكتاب الشهير أميل فاكه: " إن شعباً غير ولود إذا جاور شعوباً ولودة، أو أقل ولادة منه فقط، يكون عرضة لاستيلائهم لا محالة " .
ويقول الرئيس روزفلت : " إن أمة لا يريد رجالها الحرب ولا تريد نساؤها الحمل هي أمة قد أصيبت في صميم قلبها " [20].
نحن أمة شاء المستعمر أن يغتصبوا من أوسط بقاعها بقعة بقعة اصطنعوا فيها دولة هي رأس حربة لهم، من سياستها التوسع. فيكفينا الجهاد في سبيل الله تعالى طريقاً لتحديد نسلنا، فلا نغفل عن هذا فننقص مواليدنا وننقص شبابنا الذين هم حماة ديننا ووطننا[21] .
5. ضمور الأمة وزوال كيانها :
إن تحديد النسل إذا عمَّ مجتمعاً ما، أو شعباً أو أمة، فإنه سيؤدي بها إلى الضمور والانتكاس أو الفناء بانخفاض نسبة المواليد إلى الوفيات . ويعجل لها ذلك تعرضها لحرب أو إصابتها بقحط أو جائحة وباء كما تقدم .
يقول المؤرخ سوروكن في كتابه (الثورة الجنسية في أمريكة ) صفحة 78ـ 79: " إن من قانون الفطرة أن الأمة إذا لبت نداء الشهوات النفسية وانقطعت إلى التشرد والجنس، فإنها تغفل عن إنجاب الذرية وتحسب أن الأطفال يشكلون عقبة في سبيل حريتها ولذاتها ورخائها الاقتصادي، وهذا السلوك ـ أي تحديد النسل ـ المعادي للفطرة، يرغب العاكفين على عبودية الشهوات الجنسية إلى استخدام الوسائل المتنوعة لمنع الحمل وإسقاط الجنين، ويكون نتيجة ذلك انحطاط الأمة وتناقضها، وهكذا هو الانتحار .. " .

[1] انتحار الأمة التدريجي أو تحديد النسل للأستاذ إبراهيم مسلم .

[2] قد يطلق اسم تنظيم النسل ويراد تحديد ه، والعبرة للمعاني لا للألفاظ والمباني .

[3] إحياء علوم الدين ـ مبحث الترغيب بالنكاح

[4] جزء من حديث شريف رواه الإمام مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه

[5] سورة البقرة ـ 187.

[6] الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله بن أحمد الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المتوفى سنة 671 هـ وكان صالحاً متعبداً من كبار المفسرين، رحل إلى الشرق واستقر في مصر ومات فيها."كما في الأعلام " .

[7] سورة البقرة 223

[8] في كشف الخفا برقم 1021 ( تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) : روى عبد الرزاق والبيهقي عن سعيد بن أبي هلال مرسلاً (نتكاحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ) قال في المقاصد : جاء معناه عن جماعة من الصحابة، فأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن معقل بن يسار مرفوعاً : (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ).

[9] فن الصحة والطب الوقائي للأستاذ الدكتور أحمد حمدي الخياط

[10] رواه الإمامان البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه واللفظ لمسلم .
الباءة : النكاح واستطاعتها هي القدرة على المهر والنفقة والقيام بحقوق الزوجة .
وجاء : عبارة عن رض الخصيتين للفحل حتى تزول فحولته فهو مستعار للضعف عن الوقاع في الصوم كما في إحياء علوم الدين .

[11] قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إن كان عبيد بن سعد صحابياً وإلا فهو مرسل، ورجح الحافظ ابن حجر في " الإصابة " أنه تابعين وعزاه الحافظ العراقي في تخريجه الإحياء إلى أبي يعلى من حديث ابن عباس بسند حسن . كما أفاد بذلك الأستاذ محمد عوامة مدرس علوم الحديث في معهد العلوم الشرعية بحلب

[12]. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وابن ماجة وصححه والبيهقي في السنن قال الهيثمي : وإسناده حسن .

[13] سورة النور ـ 32.

[14] رواه أبو داود (2:175) بشرح عون المعبود، والنسائي (6:65) قال المناوي في شرح الجامع الصغير ورواه الطبراني باللفظ المذكور عن أنس، وقال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح إلا حفص بن عمر وقد روى جمع أهـ فالحديث حسن كما أفاد بذلك الأستاذ عوامة .

[15] سورة القصص ـ 68.

[16] انتحار الأمة التدريجي بتصرف .

[17] سورة البقرة : 148

[18] ألخصها من الكتاب القيم (ماذا عن المرأة ؟ ) للدكتور نور الدين عتر .

[19] كتاب استقرار النظام العائلي في أمريكا ـ كما في حرتة تحديد النسل للأستاذ أبو الأعلى المودودي.

[20] الطب الشرعي .

[21]انتحار الأمة التدريجي
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.14 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.03%)]