بسم الله الرحمن الرحيم ..
أمَّا بعد حمد الله على آلائه ، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله ،
فنحمد الله الذي اصطفانا من بين خلقه وشرَّفنا بحمل لواء العربية ،
وجعل عزّنا في عزتها ..
المتأمل في اللغة العربية ، وإعجازها ، وبلاغتها ، ودقة ألفاظها ،
لا يملك إلا الدهشة من أفانينها الممتدة في جمالها ،
وكنوزها المتفجرة من قعرها ، وسحرها الذي يخطف اللب ولا يعيده ..
ورغبة منّا في سبر أغوار لغتنا الحبيبة ..
[ سنسير وإياكم في رحلة فائقة الجمال ،
نحو دقائق ألفاظ العربية ، وسنرى أن كل لفظ له دلالته التي ينطق بها ،
وسرّه الذي يبثه ...
(1) ..
كلُّ ما علاك فأظلَّك فهو سماء * كلُّ أرضٍ مستوية فهي صعيد *
كل حاجزٍ بين الشيئين فهو مَوْبِقٌ * كل بِنَاء مٌرَبَّعٍ فهو كَعبة *
كلُّ بِنَاء عالٍ فهو صَرْحٌ * كلُّ شيءٍ دبَّ على وجه الأرض فهو دابَّة *
كلُّ ما غاب عن العيون وكان مُحصَّلًا في القلوبِ ، فهو غَيْب *
كلُّ ما يستحيا من كشفه من أعضاء الإنسان ، فهو عَوْرَةُ *
كلُّ حرام قبيح الذكر ، يلزم منه العار ،
كثمن الكلب والخنزير والخمر ، فهو سُحْتٌ *
كلُّ شيء من متاع الدنيا ، فهو عَرَض *
كلُّ أمرٍ لا يكون موافقًا للحق ، فهو فَاحِشة *
كلُّ شيء تصير عاقبته إلى الهلاك ، فهو تَهلُكةٌ *
كلُّ ما هَيَّجْتَ به النار إذا أوقدتها ، فهو حَطَبٌ *
كلُّ نازلة شديدةٍ بالإنسان ، فهي قَارعةٌ *
كلُّ ما كان على ساقٍ من نبات الأرض ، فهو شَجَرٌ *
كلُّ بستان عليه حائط ، فهو حَدِيقةٌ ( والجمع حدائق ) *
كل ما يصيدُ من السِّباع والطير ، فهو جَارحٌ ( والجمع جوارح ) ...