الزيارة الأولى
حضانة الأطفال بمستشفى الملك عبد العزيز
قمت عصر يوم الأحد بالذهاب الى مستشفى الملك عبد العزيز بجدة
زرت فيها حضانة الأطفال حديثي الولادة
يااااااااااااااه
كم كنت سعيدة برؤية هذه العصافير الصغيرة الرقيقة
وما زاد سعادتي وفرحي أكثر أنه قبل تواجدي في الحضانة بقليل
أنجبت احدى الأمهات 4 توائم - ما شاء الله -
كنت سعيدة جدااا برؤية الكتاكيت الأربع
جلست فترة مع هؤلاء الأطفال
تذكرت حينها يوم أن كنت مثلهم
ركضت لحضن أمي ، أشكرها وأدعوا لها بالصحة وطول العمر ، وطلبت العذر والسماح منها مقابل ما شعرت به من آلام وتعب أثناء ولادتي
بعد ذلك توجهت الى القسم الخاص بأطفال حديثي الولادة ولكنهم تحت الرعاية الطبية (( فهي المطلوبة مني دراستها ))
قمت بدراسة حالة احدى الأطفال
وُلد الصغير ولم يكن له سقف حلق ، وهذا يعني أن طريقته في الطعام مختلفة عن بقية الأطفال
ما أدهشني وقطع قلبي أن أمه كانت ترفضه رفضا شديدا ، رغم أنه الطفل الأول لها ، فرِحت به فرحا عظيما ، ولكن بعد الفحص الطبي الشامل الذي يجرى للأطفال حديثي الولادة اكتشوا ذلك وبالطبع قاموا باخبار الأم لتهيء نفسها وتتعلم كيف ستتعامل مع فلذة كبدها وهو في حالته هذه
المطلوب مني الآن أن أقوم بالتعامل مع هؤلاء الأمهات ، نعلمهن الطريقة الصحيحة للتعامل مع فئة الأطفال هذه
بعض الأمهات يصبن بصدمة نفسية قوية عند تلقيها خبر أن طفلها ينقص فيه شي ، فهي كانت تحلم بطفل كامل يرفرف بين أرجاء المنزل ، وتصعق عندما تعرف خبر اعاقته خصوصا عندما تكون الأم صغيرة بالسن أو يكون المولود طفلها الأول
قمت بالجلوس مع والدة الطفل ، وأخبرتها أن الموضوع جد بسيط ، ولا يحتاج لهذا الهم والحزن كله ، فالتعامل سهل وبسيط
ولكن الأم أصرت أنها لن تقوم باطعامه ، ولن يكون طفلها ، ستتركه في المشفى ولا تريده
ضليت بجانبها أحكي لها وأذكرها بأيامها السابقة التي كانت تنتظر متشوقة اليوم الذي تلد فيه ، وها هو اليوم المرتقب قد أتى ، وها هو البدر الصغير قد ظهر ليملأ بيتها سعادة وهناء
فلماذا تتخلى عنه بكل سهولة وبساطة
قالت وبحدة : لا أستطيع الاهتمام به ، لا اعرف كيف سأعيش معه ، لا أريده ، سأتركه لكم ، اهتموا واعتنوا به كما شئتم
قلت لها يا خالتي الحبيبة ، يا خالتي الغالية ، الموضوع سهل لما التعقيد ؟
هي قواعد ضعيها في بالك وسيري عليها وينتهي كل شي
واستمريت في محاولة اقناعها لمدة ، حتى شَعَرْتُ بأنها اقتنعت بكلامي نوعا ما
أخبرتها بأني سأكون بجانبها ولن أتركها حتى أطمئن أنها أصبحت تعرف كيف تتعامل معه
فرحت الأم بذلك وشكرتني لوقوفي بجانبها
وهكذا انتهت المرحلة الأولى من الزيارة