هذبوا رجالكم قبل ان تهذبوا نساءكم فان عجزتم عن الرجال فانتم عن النساء اعجز.
اسمحوا لي لن اقتحم ابوابكم واشارككم في مواضيعا تمس حياتنا وانا اخترت هذا الموضوع لانه يمس حياتنا وافكارنا وهو منقول فاسمحوا لي
قلتم لها : لابد لك ان تختاري زوجك بنفسك حتى لا يخدعك اهلك عن سعادة مستقبلك ،
فاختارت لنفسها اسوأمما اختار لها اهلها، فلم يزد عمر سعادتها على يوم وليلة ثم الشتاء الطويل بعد ذلك والعذاب الاليم.
وقلتم لها :ان الحب اساس الزواج فما زالت تقلب عينها في وجوه الرجال مصعدة مصوبة حتى شغلها الحب عن الزواج ، فعنيت به عنه .
وقلتم لها: ان سعادة المرأة في حياتها ان يكون زوجها عشيقا وما كانت تعرف الا ان الزوج غير العشيق. فاصبحت تطلب في كل يوم زوجا جديدا يحيي من لوعة الحب ما امات الزوج القديم ، فلا قديما استبقت ولا جديدا افادت .
وقلتم لها:لا بد لك ان تتعلمي لتحسني تربية ولدك والقيام على شؤون بيتك فتعلمت كل شئ الا تربية ولدها والقيام في شؤون بيتها.
وقلتم لها :نحن لا نتزوج من النساء الا من نحبها ونرضاها ويلائم ذوقها ذوقنا ، وشعورنا ، فرأت ان لابد لها ان تعرف مواقع اهواءكم ومباهج انظاركم لتتجمل لكم بما تحبون ، فراجعت فهرس حياتكم صفحة صفحة فلم تجد فيه الا اسماء الخليعات المستهترات والضاحكات اللاعبات والاعجاب بهن والثناء على ذكائهن وفطنتهن ،فتخلعت واستهترت لتبلغ رضاكم وتنزل عند محبتكم ،
ثم مشت اليكم بهذا الثوب الرقيق تعرض نفسها عليكم عرضا كما تعرض الامة نفسها في سوق الرقيق ، فاعرضتم عنها ونبوتم بها وقلتم لها : اننا لا نتزوج النساء العاهرات كأنكم لا تبالون ان يكون نساء الامة جميعا ساقطات اذا سلمت لكم نساؤكم .فرجعت ادراجها خائبة منكسرة وقد اباها الخليع وترفع عنها المحتشم فلم تجد بين يديها باب السقوط فسقطت .
ذلك بكاؤكم على المرأة ايها الراحمون وهذا رثاءكم لها وعطفكم عليها .
اعجب ما اعجب له في شؤونكم انكم تعلمتم كل شئ الا شيئا هو ادنى الى مدارككم ان تعلمون قبل كل شئ وهو ان لكل نبات تربة ينبت بها ، ولكل نبات زمنا ينمو فيه .
اننا نضرع اليكم باسم الشرف والحرمة الدينية ان تتركوا تلك البقية الباقية من نساء الامة مطمئنات في بيوتهن ولا تزعجوهن باحلامكم وآمالكم كما ازعجتم من قبلهن .
فكل جرح من جروح الامة له دواء الا الشرف ، فان ابيتم الا ان تفعلوا فانتظروا بانفسكم قليلا ريثما تنتزع الايام من صدوركم هذه الغيرة التي ورثتموها عن ابائكم وأجدادكم ، لتستطيعوا ان تعيشوا في حياتكم الجديدة سعداء آمنين .