السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
اسمح لي مشرفنا الكريم أن أضيف وجهة نظر العلم بخصوص الجاثوم جزاك الله خيراً:
الجاثوم هو عدم قدرة الانسان على الحركة وهو نائم حيث يصاب بهلوسة مخيفة ويشعر فيها بأنه مستيقظ ولكن لا يستطيع التحرك، هذه التجربة المرعبة مر بها كل إنسان، وكنت أظن في البداية انها زيارة الجن للإنسان ولكن عندما قرأت عنها، وجدت أن هذه الحالة يشير إليها العلماء بالجاثوم أؤ شلل النوم، وهي حالة تستغرق من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض، أو عند حدوث ضجيج.
وقد اظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر، وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر، ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة، والذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة من الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل إحدى هذه المراحل يدعى “حركة العين السريعة وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا تدعى ارتخاء العضلات، لم تكن قد توقفت بعد وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه، ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور النائم باقتراب الموت أو ما شابه ذلك.
وكنت أسمع الكثير من التفسيرات حول هذه الظاهرة منهم من يقول هذا موعد اقتراب ساعة الموت وبعضهم يقول بأن جنياً أو عفريتاً يضغط على صدر النائم، إلا أن ذلك ليس له أي اساس علمي، كما لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر ويبقى التنفس طبيعياً وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.
يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو مرض عضوي خطير، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي، وأفضل ما يمكن أن يفعله النائم أثناء حدوث هذه النوبة أن يحاول تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الأعراض، ومن المعروف بأن الضغط النفسي والتوتر إضافة إلى عدم كفاية النوم يزيدان من حدوث هذه الأعراض وبالتالي يجب على من يحصل له هذه النوبة خلال النوم الحصول على القدر الكافي من النوم، والتقليل من الضغوط النفسية وممارسة التمارين الرياضية، فهي علاج لكل الأمراض، والمحافظة على جدول منتظم في النوم والاستيقاظ والمداومة على قراءة الورد اليومي ودعاء ما قبل النوم والحرص في النوم على الجهة اليمنى وتجنب النوم على البطن وعدم النوم والبطن ممتلئ بالطعام وأتمنى للجميع نوماً هادئ بعيداً عن الكوابيس.