بداية الصراع بين اليهود وأعدائهم، يبدأ مع تاريخ التوراة حسب المصادر الإسرائيلية، حين تحدى الأراميون الإمبراطورية الآشورية الذين بدأت جيوشهم تزحف غربا من بلاد مابين النهرين بإتجاه فلسطين. في نفس الفترة وبحدود 950 قبل الميلاد، كان السوريون قد بدأوا بالزحف شرقا بإتجاه حدود الإمبراطورية الآشورية، بينما كانوا يقاتلون في الجنوب والغرب اليهود فيما يسمونه (مملكة إسرائيل).. إلا أن اليهود بادروا وعقدوا صلحا مع السوريين لغرض الوقوف معاً لتحدي الإمبراطورية الآشورية.. وتقول مصادرهم أن ذلك قد تم فعلا (بحكمة اليهود)، حيث قام الطرفين بمواجهة الجيش الآشوري واضطروه الى التراجع في معركة (قرقر) في سوريا..
بعد هذا النصر عاد الإسرائيليون والسوريون الى القتال بينهما من جديد..! هكذا تذكر المصادر مما يدلل على تكتيك يهودي أو خيانة لمعاهدة الصلح، حيث أن عدويهما كانا كل من السوريين والآشوريين على حد سواء..!!
في 841 قبل الميلاد، عاد الآشوريون الى الحرب مرة ثانية.. وهذه المرة، كما يذكر التاريخ التوراتي، قرر ملك إسرائيل (جيهو) أن يقاتل لوحده وينفرد بالنصر من دون السوريين، وفعلا صمد بوجه الهجوم العسكري الآشوري لمدة أربع سنوات، توفي خلالها (جيهو) وتسلم الحكم بعده الملك (مناحيم). في ذلك الوقت طلب الملك (آهاز) ملك يهوذا، المملكة الإسرائيلية الثانية الى جانب مملكة السامرة من مناحيم أن يعيدا تحالفهما مع السوريين، ولكن كان الوقت قد تأخر لذلك إذ هاجم الملك الآشوري السوريين، ربما بعد أن وصل الى علمه خبر الإعداد للتحالف الجديد مع الإسرائيليين ضده، وتمكن من إحتلالهم ودخل دمشق عام 732 قبل الميلاد.. ثم إستدار الى الإسرائيليين ودحرهم واقتاد معه الى (العراق) ثلاثة من قبائلهم كأسرى، وهم حسب ما يذكر التاريخ الإسرائيلي، قبائل (كادو) و(روبين) و(مانسايا) ـ هكذا ورد في كتاب "الملوك" من العهد القديم، أو التلمود الإسرائيلي.. ـ
بعد موت الملك الآشوري، تمرد الإسرائيليون على الحكم الجديد وأوقفوا دفع (الجزية) الى الآشوريين، وعقدوا هذه المرة تحالفا مع مصر.. إلا أن الآشوريين ردوا على ذلك بحملة عسكرية كبيرة حاصرت ثم إحتلت (مملكة السامرة)، وأخذت بقية القبائل الإسرائيلية العشرة كسبايا وأسرى الى (العراق) وإنهارت على إثر ذلك مملكة إسرائيل..!
إعتبر الأنبياء اليهود، أن ذلك هو عقوبة من الله لليهود بسبب الفساد الذي كان قد إستشرى بينهم، وإبتعادهم عن تعاليم التوراة (هذا النص ورد في كتاب "عاموس" من العهد القديم).
أما القبائل العشرة الذين أُخذوا أسرى الى العراق، فلم يسجل تاريخ الإسرائيليات أنهم قد عادوا بعد ذلك الى موطنهم، أي أنهم قد بقوا في العراق مع القبائل التي سبقتهم، وبالذات في مملكة آشور شمال العراق وجباله، حيث يذكر التاريخ لاحقا عن إمتزاجهم بالدم وخلال قرون عديدة مع سكنة الجبال الشمالية للعراق، ويعزي بعض المؤرخين الأكراد الحاليين الى كونهم من سلالة تلك القبائل اليهودية المسبية..!
في 701 قبل الميلاد، قام الملك الآشوري المشهور (سنحاريب) بهجوم جديد، حاصر به هذه المرة أورشليم (القدس).. ولكن الإمبراطورية الآشورية، كانت قد بلغت نقطة ضعفها وخصوصا بعد أن بدأت الإمبراطورية البابلية وسط بلاد مابين النهرين بالنهوض، ثم حصلت على إستقلالها من ألإمبراطورية الآشورية العجوز، وبدأت تظهر كإمبراطورية فتية منذ عام 626 قبل الميلاد عندما إنهارت الإمبراطورية الآشورية كلياً...
في العام 597 قبل الميلاد، قام البابليون بإكتساح مملكة يهوذا في فلسطين وأخذوا معهم حسب مصادر التلمود 3023 يهودي الى العراق.. وهذه كانت الحملة الأولى من ثلاث حملات عسكرية الثانية وقعت عام 587 قبل الميلاد، وأُسر فيها 832 يهودي، والثالثة وقعت عام 581 قبل الميلاد وأُسر فيها 745 يهودياً، وهؤلاء جميعا تم أخذهم الى (العراق)، "وردت هذه الأرقام والتواريخ في كتاب هرميا من العهد القديم".
واليوم، فإن كافة الباحثين والمؤرخين ومن مختاف الديانات والعقائد يتفقون على أن الملك البابلي الشهير نبوخذنصر (604 ـ 562) قبل الميلاد، قد أبقى على الأسرى اليهود واستخدمهم كعبيد لتوسيع بناء بابل...
في عصرنا الحالي، وفي وقت مبكر من القرن الماضي، بدأت مع ظهور السينما الصامتة في هوليوود في اميركا، عدة أعمال سينمائية أبرزت معاناة اليهود لاسيما في تاريخ سبيهم الى العراق، ومن أشهر تلك الأعمال السينمائية التي تبنتها ماكنة الإعلام الصهيوني فيلما بعنوان (ميلاد شعب) مدته 178 دقيقة، قام بتمثيله أبطال السينما الصامتة المشهورين آنذاك مثل ليليان كيش وروبرت هارون وماي مارش وغيرهم.. وقد عرض في أميركا وأوربا، وترجم الى عدة لغات وسبقته حملة دعاية كبيرة..
كان ذلك قبل 80 عاما من قرار صدام حسين بإعادة بناء مدينة بابل القديمة وتمجيد الملك البابلي نبوخذنصر الذي يناصبه اليهود في العالم الحقد والضغينة...!