ونبدأ من حيث توقفنا
هؤلاء الفتية ضرب الله على آذانهم فناموا أكثر من ثلاثمائة سنة ثم
استيقظوا !
فماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الزمن كان له تأثير عليهم ؟؟
فلو فرضنا جدلا أن اجلهم أمتد ولم يأتهم الموت ؟؟
كانوا على الأقل قد ناموا وشعرهم أسود ؛؛ وقاموا وقد ابيض شعرهم وطالت ذقونهم أو تحول شبابهم الى كهولة .!
ولكن الله سبحانه وتعالى أخرجهم من حكم الزمن..
ولذلك فعندما قاموا كان اول سؤال نطقت به شفاههم كما أخبرنا الله جل فى علاه فى سورة الكهف :
"وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ" ( من الأية 19 من سورة الكهف )..
مجرد السؤال هنا ؟؟ كم لبثتم ؟
وهذا يدلنا على ان هؤلاء الفتية خرجوا من حكم الزمن .. لماذا ؟؟
لأنهم حين استيقظوا نظر بعضهم الى بعض فلم يجدوا تغيرا كبيرا فى اشكالهم عندما لجأوا الى الكهف ولاذوا به !
ولقد قاموا من نومهم وهم تقريبا على نفس الهيئة التى ناموا عليها الا من تغير طفيف فى طيلة ذقونهم قليلا!
فقالوا لبثنا يوما أو بعض يوم
اذن فقياسهم زمن النوم على الزمن العادى الذى ينامه الأنساندليل على أنهم قد خرجوا من حكم الزمن طوال فترة نومهم ولأنهم لم يكن عندهم من لت قياس الزمن ما يحدد لهم الفترة التى قضوها أثناء النوم !
مثل آخر
" أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها " (من سورة البقرة الأية 259)
هذا الرجل الصالح تساءل عن قدرة الله سبحانه وتعالى ؟
تقول الأية :
"فأماته الله مائة عام ثم بعثه" ( من الأية 259 سورة البقرة ).
أراد الحق جل جلاله أن يريه آيه من آيات الله فى طلاقة القدرة .. فأماته مائة عام ثم بعثه .
وهنالا بد من وقفة بالنسبه لأهل الكهف ؛ لقد أخرجهم الله عز وجل من حكم الزمن وهم احياء وظلوا على قيد الحياة نائمين أكثر من ثلثمائة سنة ؛ ولكنه تبارك وتعالى لم يمتهم
ولذلك يقول الحق جل جلاله :
" وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " ( من سورة الكهف الأية 18 )
وكلمة وهم رقود ولم يقل وهم أموات دليل على انهم كانوا أحياء ولكنهم نائمون وقوله " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " يلفتنا الى ان الله سبحانه يريد أن يبقى أجسادهم سليمةخلال فترة النوم ؛؛ وهكذا كانت حكمة التقليب التى نقوم بها نحن الأن حتى تبقى اجساد المرضى سليمة والتى لم نفهمها الا بعد تقدم العلم..
و
والى لقاء أخر بأذن الله تعالى..