عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-10-2007, 03:56 AM
الصورة الرمزية أبو خولة
أبو خولة أبو خولة غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 315
الدولة : Algeria
59 59 مس الجن للإنس حق :

بسم الله
مس الجن للإنس حق

س 1 :هناك علماء قالوا بعدم إمكانية مس الجن للإنس مثل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله . ما هي الأدلة على هذه الإمكانية ؟.
أنا أعتقد بأن هذه من زلات الشيخ رحمه الله ( مع كثرة حسناته وإصاباته ) التي لم يتابعه فيها إلا القليل من العلماء . وإن كنا نحترم الشيخ ونجله ونقدره ونأخذ منه الكثير من آرائه فإننا نرفض أن نأخذ منه هذا الرأي لأن الحق أحب إلينا منه ومن كل العلماء , والله أعلم . والمعلوم أن تجارب مئات وآلاف الرقاة في كل زمان ومكان تؤكد أن الجن يمكن أن يؤذوا الإنس إيذاء ماديا ملموسا , وكذا فإن بن تيمية رحمه الله قال بأن الإجماع منعقد على أن الجن يمكن أن يتسلط على الإنسي تسلطا حسيا . وفيما يلي يمكن أن نذكر البعض من الأدلة من السنة المطهرة على إمكانية مس الجن للإنس , أما الأدلة من القرآن الكريم فيمكن اعتبارها ظنية لا قطعية :
1- عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس-رضي الله عنه -:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟. فقالت : أصبر، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها" متفق عليه . وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء . وفي رواية أخرى أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، ( والخبيث هو الشيطان ) فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها . ويؤخذ مما سبق أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط ( أي أنه ليس عضويا) .
2- عن أم أبان بنت الوازع بن زارع ، عن أبيها " أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له- قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي– مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال : ( ائتني به ) ، قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب ، فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: (ادنه مني،اجعل ظهره مما يليني ) ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، ويقول : أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله ) ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه"رواه الطبراني. قال الأستاذ عبد الكريم نوفان عبيدات: " فهذا الحديث قد دل على أن الشيطان يصرع الإنسان بحيث يصير مجنونا ، وعلى أن جنون الصبي كان بفعل صرع الشيطان له ، فما كان الشيطان يملك إلا أن يطيع المصطفى فيخرج من الصبي ، فيعود مشافى معافى ، ليس في القوم أحد أفضل منه".
3- عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه- قال:( رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي ، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة، قال : ( ناولينيه ) ، فرفعته إليه، فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم فغر( فاه) ، فنفث فيه ثلاثا ، وقال : (بسم الله، أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله)، ثم ناولها إياه ، فقال: ( ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فأخبرينا ما فعل ) ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياه ، فقال( ما فعل صبيك؟ ) فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة ، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل خذ منها واحدة ورد البقية ". يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة : " تفل النبي- ص- في جوف المريض في هذا الحديث ، وتوجيه الخطاب إلى الجني في جوفه بأي لفظ كان هو أقوى دليل على دخول الجني ، واستقراره في جوفه . فضلا عن أن لفظ : " اخسأ " يعني الطرد ، والزجر ، والإبعاد كما تبينه المعاجم ، وهذا يدل على أن الجني إما مستقر في جوفه ، أو ملازم له مقترن به ، مماس له ، ولو من الخارج . ومعلوم أنه لو كان الجن خارجا عنه ما كان النبي- ص- يثـفل في جوف المريض ، بل كان يثـفل حيث يستقر الجني ".
س 2 : ما الرد على من ينكر مس الجن للإنس ؟.
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله "والصرع نعوذ بالله منه نوعان :
1- صرع بسبب تشنج الأعصاب : وهذا مرض عضوي يمكن أن يعالج من قبل الأطباء الماديين بإعطاء العقاقير التي تسكنه أو تزيله بالمرة .
2- وقسم آخر بسبب الشياطين والجن : يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه ويدخل فيه ويضرب به على الأرض ويغمى عليه من شدة الصرع . ويتلبس الشيطان أو الجني بنفس الإنسان ويبدأ يتكلم على لسانه ، والذي يسمع الكلام يقول أن الذي يتكلم الإنسي ولكنه الجني !. ولهذا تجد في بعض كلامه الاختلاف , لا يكون ككلامه وهو مستيقظ لأنه يتغير بسبب نطق الجني . هذا النوع من الصرع - نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات - هذا النوع علاجه بالقراءة من أهل العلم والخير . أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب الذي جعله يصرع هذا الإنسي , وأحيانا لا يتكلم . وقد ثبت هذا , أعني صرع الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ". انتهـى .
هذا ويذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله الإجماع الواقع بين العلماء على الوقوع الفعلي لمس الجن للإنس . وحتى هو – رحمه الله - أخرج الجن من المصابين به . قد ذكر ابن القيم - رحمه الله - عن شيخه ابن تيمية أنه جئ إليه مصروع قد أصابه الجن ، فقرأ عليه فخاطبته الجنية التي في هذا الرجل ، فقالت له إني أحبه فقال لها شيخ الإسلام : " لكنه لا يحبك "، فقالت : إني أريد أن أحج به ،فقال : " هو لا يريد أن يحج معك "، فجعل يحاورها وأبت أن تخرج فجعل يضربه يضرب الرجل المصروع ، لكن الضرب يقع في الظاهر على المصروع وهو في الحقيقة على الجني ، حتى يقول إن يده قد تعبت من الضرب ، ثم قالت : أنا أخرج كرامة للشيخ ( يعني : شيخ الإسلام ابن تيمية ) فقال : " لا تخرجين كرامة لي ، أخرجي طاعة لله ورسوله ". فخرجت فأفاق الرجل فتعجب الرجل . قال : " ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟! " ، قالوا :
" أما أحسست بالضرب الذي كلّت منه يد الشيخ ". قال : " والله ما أحسست به. ولماذا يضربني الشيخ ؟! " , لأن الضرب كان يقع على الجنية . فخرجت ولمتعد .
ومن حيث الواقع فإنني أشهد ويشهد معي وأكثر مني وأحسن مني الكثيرون في كل زمان ومكان - أنني عاينت بنفسي خلال ما يزيد عن ال 22 سنة من ممارستي للرقية الشرعية في كثير من ولايات الوطن , عاينتُ - بالأدلة والبراهين القطعية - عشرات بل مئات المصابين بكل تأكيد بمس من الجن . نعم ليس كل من ادعى أنه مصاب بالجن هو مصابٌ بالفعل , ولكن هذا شيءٌ وإنكار مس الجن للإنس مطلقا شيء آخر , وخيرُ الأمور أوسطها .
والله أعلم بالصوابُ .
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]