
23-09-2007, 09:56 AM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة :
|
|
ويبدأ المشهد الأول من الفصل الثاني في حياته
في هذا المشهد تبدأ محنة يوسف الثانية وهي أشد وأعمق من المحنةالأولى جاءته وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم -رحمة من الله- ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله الله له في قرآنه يذكر الله تعالى هذه المحنة في كتابه الكريم
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِالأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَمَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23)وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّبِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24) (يوسف)
لا يذكر السياق القرآني شيئا عن سنها وسنه فلننظر في ذلك من باب التقدير لقد أحضر يوسف صبيا من البئر كانت هي زوجة في الثلاثة والعشرين مثلا وكان هو في الثانية عشرا بعد ثلاثة عشر عاما صارت هي في السادسة والثلاثين ووصل عمره إلى الخامسة والعشرين أغلب الظن أن الأمر كذلك إن تصرف المرأة في الحادثة وما بعدها يشير إلى أنها مكتملة جريئة
والآن لنتدبر معنا في كلمات هذه الآيات
(وَرَاوَدَتْهُ) صراحة (عَن نَّفْسِهِ) وأغلقت (الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) لن تفر مني هذه المرة هذا يعني أنه كانت هناك مرات سابقة فر فيها منها مرات سابقة لم تكن الدعوة فيها بهذه الصراحة فيبدوا أن امرأة العزيز سئمت تجاهل يوسف لتلميحاتها المستمرة وإباءه فقررت أن تغير خطتها خرجت من التلميح إلى التصريح أغلقت الأبواب ومزقت أقنعة الحياء وصرحت بحبها وطالبته بنفسه
يقف هذا النبي الكريم في وجه سيدته قائلا (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) أعيذ نفسي بالله أن أفعل هذا مع زوجة من أكرمني بأن نجاني من الجب وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن ولا يفلح الظالمون الذين يتجاوزون حدود الله فيرتكبون ما تدعينني اللحظة إليه
ثم (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَرَبِّهِ)
قال أبو عبيدةولولا أن رأى برهان ربه لهم بها
يبدو أن يوسف -عليه السلام- آثر الانصراف متجها إلى الباب حتى لا يتطور الأمر أكثر لكن امرأة العزيز لحقت به لتمسكه تدفهعا الشهوة لذلكفأمسكت قميصه من الخلف فتمزق في يدها وهنا تقطع المفاجأة فتح الباب زوجها -العزيزوهنا تتبدى المرأة المكتملة فتجد الجواب حاضرا على السؤال البديهي الذي يطرح الموقف فتقول متهمة الفتى: قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَبِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
واقترحت هذه المراة -العاشقة- سريعا العقاب -المأمون- الواجب تنفيذه على يوسف خشية أن يفتك به العزيز من شدة غضبه بيّنت للعزيز أن أفضل عقابله هو السجن بعد هذا الاتهام الباطل والحكم السريع جهر يوسف بالحقيقة ليدافع عننفسه: قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي
تجاوز السياق القرآني رد الزوج لكنه بين كيفية تبرأة يوسف -عليه السلام- من هذه التهمة الباطلة:
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَمِنَ الكَاذِبِينَ(26) وَإِنْكَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ(27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (يوسف)
لا نعلم إن كان الشاهد مرافقا للزوج منذ البداية أم أن العزيز استدعاه بعد الحادثة ليأخذ برأيه كما أشارت بعض الروايات أن هذا الشاهد رجل كبير بينما أخبرت روايات أخرى أنه طفل رضيع كل هذا جائز وهو لا يغير من الأمر شيئا مايذكره القرآن أن الشاهد أمرهم بالنظر للقميص فإن كان ممزقا من الأمام فذلك من أثر مدافعتها له وهو يريد الاعتداء عليها فهي صادقة وهو كاذب وإن كان قميصه ممزقا من الخلف فهو إذن من أثر تملصه منها وتعقبها هي له حتى الباب، فهي كاذبة وهو صادق
فَلَمَّارَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ(28) (يوسف)
فتأكد الزوج من خيانة زوجته عندما رأى قميص يوسف ممزق من الخلفلكن الدم لم يثر في عروقه ولم يصرخ ولم يغضب فرضت عليه قيم الطبقة الراقية التي وقع فيها الحادث أن يواجه الموقف بلباقة وتلطف نسب ما فعلته إلى كيد النساء عموماوصرح بأن كيد النساء عموم عظيم وهكذا سيق الأمر كما لو كان ثناء يساق ولا نحسب أنه يسوء المرأة أن يقال لها: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) فهو دلالة على أنها أنثى كاملة مستوفية لمقدرة الأنثى على الكيدبعدها التفت الزوج إلى يوسف قائلا له (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا) أهمل هذا الموضوع ولا تعره اهتماما ولاتتحدث به هذا هو المهم المحافظة على الظواهر ثم يوجه عظة -مختصرة- للمرأة التي ضبطت متلبسة بمراودة فتاها عن نفسها وتمزيق قميصه(وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ)
انتهى الجزء الاول
السؤال العاشر
لقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن قصة سيدنا يوسف بانها احسن القصص واختلف العلماء في سبب هذه التسمية
فما هي اهم تلك الاسباب التي ميزت هذه القصة فكانت احسن القصص ؟

__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك
|