عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-09-2007, 11:16 AM
الحبيب معمر الحبيب معمر غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
الجنس :
المشاركات: 117
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

ثم يقول صفوت ...
يقولون أننا أعداء للإبداع والفن !!
زعموا أننا أعداء للإبداع والفن..ولم يقولوا أي إبداع يقصدون وأي فن يعنون ؟!.
فالإبداع وهو الإتيان بالشيء على غير مثال سابق أي الابتكار والفن ومعناه التزيين والمهارة .. وكلاهما مجرد أداة محايدة أعني وسيلة يمكن استخدامها في الخير والشر.
فإن أرادوا منا أن نقبل كل إبداع وكل فن فهذا لا يكون أبدا .. فإنه لا يقبل كل ما يلقى إلية إلا البهائم لا والله إن البهائم لها درجة تمييز فلا تقبل ما فيه مضرتها .. لذا جعل ربنا من ضل من بني آدم فلم يفرق بين ما ينفعه وما يضره شراً من الأنعام فقال جل وعلا (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)
فلما لم ينتفعوا بما أعطاهم الله من سمع وبصر وعقل نزلوا إلى درك أحط من البهائم.
فلا بد من تمييز بين النافع والضار والحسن والقبيح والحلال والحرام.
فليس كل من أبدع شيئا على غير مثال سابق رحبنا بإبداعه كيف وقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم : (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعلية وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)
وليس كل من زين شيئا ومهر فيه قبلنا تزيينه كيف وقد قال تعالى :
(وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم) وقال جل شأنه : (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
وقد سئل الشافعي رحمه الله عن الشعر فقال : "هو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح".
وقد استمع رسول الله صلى الله علية وسلم إلى الشعر وهو من أرقي أنواع الإبداع الفني وكان يطلب من أصحابه أن يسمعوه إياه وكان يحث حسان بن ثابت أن ينافح عن الدين ويهجو الكافرين وكذلك كان أصحابه ومازال المسلمون في كل عصر ينشدون الشعر ويتناقلونه من غير نكير.. وهذا كله فيما هو مباح..
وأما ما هو محرم فحاشا أن يكون مقبولا عند المسلمين لذا أفتى العلماء بعدم جواز سماع شعر فيه فحش من القول كالغزل الصريح أو الهجاء لمسلم وقد اشتري عمر بن الخطاب أعراض المسلمين من شاعر اشتهر بالهجاء وهو الحطيئة أي أنه دفع إليه مالاً ليكف عن هجاء المسلمين ويروى أنه هدده بقطع لسانه إن لم يمتنع عن ذلك الهجاء.
والنظر إلى العمل الفني للحكم عليه بالقبول أو الرفض يجب أن يشمل تقييمه من ناحيتين.
الأولى: الهدف الذي يسعى هذا العمل لتحقيقه ..أي القيمة التي يريد غرسها في عقل المتلقي .
الثانية: الوسيلة التي يستخدمها لتحقيق هذا الهدف ولغرس تلك القيمة.
فان كان العمل الفني شعرا أو قصة أو رسما أو غيره يساهم في غرس قيم قد اعتبرها الإسلام قيما صالحه كالشجاعة والعفة والطهر والرحمة بالضعفاء والزهد فيما هو فان والرغبة فيما عند الله و المروءة وحسن الخلق..
وكان في ذات الوقت يستخدم وسائل مباحة لا حرمة فيها فلا يستخدم صورة امرأة عارية أو صوت امرأة فيه تكسر أو رسم ما فيه روح -لورود النهي عن ذلك صريحا- أو تجسيمه على هيئة تماثيل .
إذا اجتمع في العمل هذان الشرطان فهو مقبول وصاحبه مثاب إن شاء الله تعالي إذا أراد بعمله وجه الله .
أما إذا افتقد العمل الفني أحد هذين الشرطين شرعية الهدف أو شرعية الوسيلة فهو محرم مردود وصاحبه مذموم آثم بل إن إثمه مضاعف لأنه لم يكتف بعرض ما هو منكر بل راح يزينه ويستدرج الناس إليه .
ولو تأملنا كثير من العادات والقيم القبيحة التي زرعت في الشعب المصري مثلا لرأينا للفن دورا كبيرا في تعويد الناس عليها.
فالعرى واختلاط المرأة بالرجال ومصادقتها لهم والحب والعشق والزنا والخيانة الزوجية والغدر والاحتيال والتكالب على متاع الدنيا الزائل ونسيان الآخرة والركوع أمام الحكام واعتقاد عصمتهم ، والإدمان على المخدرات ، وتعظيم الأوربي والتأسي به واعتقاد فضله ، والتفاهة والسطحية وترك معالي الأمور والاهتمام بسفاسفها وغيرها من المظاهر والقيم الرديئة الهابطة .. قد ساهم الفن خلال نصف القرن الماضي في زرعها في تربة المجتمع وراح يغذيها شيئاً بعد شئ بالأغنية واللحن والفيلم والتمثيلية والمسرحية والكاريكاتير والنحت والتصوير .. حتى صارت قيما راسخة في الشخصية المصرية.
وفي بعض الأحيان تجد العمل الفني يكاد يصرح تصريحا لتجنيده هذه الأشياء وفي أحيان أخرى يدس السم في العسل وكلاهما مرفوض محرم .
ومن عجب أن بعضهم قد استنكر علينا تفريقنا بين فن وآخر وإدخال الحلال والحرام في تقييم الفن والإبداع .. وزعموا أن هذا إقحام للدين فيما لا دخل له فيه وهذا قول علماني رديء مبني على نظريتهم الباطلة في عزل الدين عن الدنيا .
وقال بعضهم إن الفن للفن ..أي لا يلتفت في تقييمه لغاياته أو وسائله أو غيرها بل يقيم فقط من الناحية الفنية .
وهذا القول أضل من سابقة سبيلا ولو صح إمكان تحييد العمل الفني وجعله لمجرد الفن لكانت هذه تفاهة لا يليق بالعقلاء الانشغال بها فكيف بأمة ضعيفة ضاع مجدها وتملك الأعداء مقدساتها وقتلوا أبناءها فحري بهذه الأمة أن لا تنشغل إلا بمباحات الأمور لا بسفاسفها وأن تدع الفن جانبا إن كان لمجرد الفن فقط.
فما بالكم وهذا الزعم كاذب لا يصح بأي حال من الأحوال بل لا بد للعمل الفني من تأثير على مشاهده أو متلقيه بل إن له مجموعة كبيرة من التأثيرات المباشرة .. هذه التأثيرات إما مفيدة حسنه و إما ضاره قبيحة ولا ثالث لهما .. ذلك أن صاحب العمل كاتبا أو شاعرا أو غيرهما له تصوراته وقيمة ومفاهيمه وهذه لابد أن تنعكس على عمله شاء أم أبي .. حتى لو ادعي خلاف ذلك وزعم أن عمله الفني محايد لا علاقة له بفكره وعقيدته فهو كاذب في دعواه .. بل لا بد أن ينضح الإناء بما فيه .. ثم لابد -بعد ذلك – أن يتأثر من شرب هذا الإناء بما فيه .
ولو تساءلنا عن الأعمال الفنية في بلادنا وعن انتمائها وأهدافها لوجدناها بكل أسف أعمالا تابعة متأثرة إما بالغرب ومدرسته الانحلالية ورؤيته المادية للحياة التي تبيح كل متاعها حلاله وحرامه وتحرض الناس على النهل من شهواتها بأكبر قدر ممكن .. وإما متأثر بالشرق ومدرسته الإلحادية القائمة على إنكار الأديان والسخرية بما جاء به الإسلام من عقائد وشعائر إما صراحة وإما ضمنا كما كتب أحدهم عليه من الله ما يستحق :
,,قدر أحمق الخُطى … سحقت هامتي خطاه,,
وتغنى بها الناس ورددوها ملايين وهى كفر بالله العظيم لأن القدر من الله والإيمان به واجب .. والله تعالى حكيم لا يقدر شيئا إلا لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
أما الحماقة فقائل البيت ومغنيه ومرددوه هم أهلها وأصحابها.
فان قيل إن كنتم تنكرون على الفن الذي يقوم حاليا فأين البديل الذي تقدمونه أنتم أم هل اكتفيتم بالرفض فقط ؟.
قلنا: لا لم نكتف بالرفض فقط ولكن الحركة الإسلامية حاولت وتحاول تقديم هذا البديل بقدر إمكاناتها فمن المعلوم أن النظام قد قصر وسائل التعبير والإعلام على العلمانيين فلا يسمح فيها إلا بالفن العلماني فقط ..ومن المعلوم أن الصحوة الإسلامية المطاردة لا تكاد تجد إلا منافذ قليلة وإمكانات قليلة لإبراز إنتاجها الفني والأدبي.
ومن المعلوم أن أبناء الصحوة الإسلامية مطاردون لا يجد كثير منهم مأوى يأوي إليه.
كل هذا كان له أثر في تغييب إنتاجيات الشباب المسلم الأدبية والفنية.
وسوف اقدم للمحكمة –إن شاء الله- نماذج منها في الشعر والقصة القصيرة والمسرحية والرسم والغناء أقصد الإنشاد الذي ليس معه معازف لورود الحديث بحرمة المعازف .
بقيت كلمه حول الفن والترويح .. تتعلق بالحكمة في عدم جوازهما بما هو محرم ..ذلك أن الله تعالي يريد صلاح النفس البشرية وأبعادها عما فيه فسادها في الدنيا وشقاؤها في الآخرة .. ولا أحد غيره سبحانه يحيط علما بما يساهم في صلاحها وما يعين على فسادها ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. .. ومن ثم فقد أباح لها ما علم أنه يصلحها ويعينها على قطع مغارز التكاليف الشرعية ما يغنيها عن الحرام، وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم "اللهم أغنني بحلالك عن حرامك " .. وليس ثمة غريزة من الغرائز أو حاجة من الحاجات التي فطر الله النفس البشرية عليها إلا وقد شرع عليها إلا وقد شرع لها من المباح ما يمكنها من إشباع هذه الغريزة وقضاء هذه الحاجة فلم يأت الشرع ليكبت حاجات الإنسان الفطرية بل ليقضيها ولكن من أبواب المباح الطيب الطاهر الذي يصلح النفوس ولا يفسدها ويشقيها .. فلماذا إذن الإصرار على استخدام الفن فيما هو محرم شكلاً ومضموناً ؟ ولماذا التقليد الأعمى لأوروبا في استخدامها للكلمة المكتوبة والمسموعة والصورة الثابتة والمتحركة في نشر قيم فاسدة عقلاً وشرعا ولكنها مباحة عندهم هم بسبب انتكاس فطرتهم .. لماذا هذا التقليد الأعمى للأوربيين ؟!
مازلنا نبحث لهذا السؤال عن إجابة ..
يقولون أننا أعداء المرأة :
يقولون إننا نهضم المرأة حقها ونريد ظلمها .. وقبل أن نجيبهم نود أن نكشف مدعي هذه التهمة .. لأن قيمة القول قيمة قائليه .. فإذا كان من يتهموننا هم الذين قال أحدهم ]كيف تكون شهادة بواب عمارتنا تعادل شهادة "أمينة السعيد" .. و"سهير القلماوي" معا !! هل نستطيع الآن أن نقول هذا؟[
وقالت إحداهن ]أنا لا أطمئن على حقوق المرأة في بلادنا إلا إذا تساوت مع الرجل في الميراث[ !! وقالت: ]كيف نأخذ بأقوال الفقهاء الأربعة وقد ولدوا في عهود الظلام وعندنا الميثاق [ .. لعنة الله على الميثاق .
إذا كان أعداؤنا هم هؤلاء :
فإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
وقبل أن نرد عليهم نحب أن نقدم بأربع مقدمات .
المقدمة الأولى:
قال تعالى :ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون. وقال تعالى : سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسكم ومما لا تعلمون.
فاقتضت حكمته جل وعلا أن يخلق ثنائيات ليست متشابهة بل متكاملة كالليل والنهار والذكر والأنثى .. والحرارة والبرودة .. إلى آخره مما نعلم ومما لا نعلم. وهي بتكاملها تضع هذه المنظومة الكونية الرائعة التي لا خلل فيها ولا نقص ولا عوج. ولو جاءت متشابهة لأختل نظام الكون واضطربت أموره .. فمثلاً لو جاء النهار مظلما كما الليل إذن لانقطعت المعايش وبالعكس لو جاء الليل مضيئا كما النهار لانقطع السكون وفي كلتا الحالتين ستنتهي حياة النبات والحيوان والإنسان إلى دمار وفناء أو اضطراب عظيم لا ينتفعون معه بدنياهم .
المقدمة الثانية:
وهي أن كل مخلوق في هذا الكون له دوره المحدد له بحيث لو تركه وأهمله اختل نظام المعايش .. فتصور مثلاً أن الشمس كان لها اختيار وعقل فقررت أن تقترب قليلاً من الأرض حتى صهرتها وصهرتنا معها .. ولنتصور جدلاً أن أحد الكواكب قررت أن أن تقترب من كوكبنا لتلقي التحية علينا وغمزت الأرض غمزة خفيفة فنفضتنا جميعاً إلى خارج غلافها الجوي .
بالطبع شئ من هذه لن يحدث على الأقل قبل يوم القيامة .
المقدمة الثالثة |:
تتلخص في أن خالق كل شئ سبحانه قد أودع في كل مخلوق من الصفات والطباع والقدرات الجسمية والنفسية والعاطفية والعقلية ما يؤهله للقيام بوظيفته التي خلق لها .. فلم يعطه الصفات والقدرات اللازمة لأي وظيفة ولا لكل وظيفة .. بل لوظيفته التي خلق لها . وفي هذه المقدمة تفصيل طويل ليس هذا مكانه.
المقدمة الرابعة :
أن كل مخلوق قد كلفه الله بتكليف هو مسئول عنه بين يدي ربه ولا يحق له تركه والتشاغل بغيره فمهمة القاضي غير مهمة المقاتل .. ووظيفة طالب العلم تخالف وظيفة الحاكم .. ولو ترك المقاتل ميدان معركته وانشغل بالقضاء لكان أخطأ من وجهين الأول أنه أخلى جبهة القتال فربما افسد بل هو قطعا سوف يفسد.
فإذا نظرنا في القضية موضع النزاع على ضوء المقدمات السالفة فإنا نستطيع أن نستخلص دون عناء عدة نتائج حاسمة .
فالمرأة كالرجل كلاهما عبد مخلوق لنفس الغاية.. لكن كلا منهما له دوره في عمارة الكون .. والوظيفتان وظيفة الرجل والمرأة تتكاملان لتسيير شئون الحياة ولا تتشابهان بالضرورة بل تختلفان في مواضع كثيرة لأن الاختلاف أساس التكامل ولو ترك أحدهما دوره وقلد الآخر في عمله لأفسد مكن وجهين :
الأول :- أنه ترك وظيفة بلا أداء.
والثاني:- أنه اضطلع بعمل هو ليس مؤهلا له أصلا ولا يستطيع تحصيل مقوماته لأنها شئ قسمه الله يوم خلق الخلق.
ومن ثم يكون من ترك وظيفته وتشاغل بوظيفة صاحبه قد عصى ربه وخالف مولاه وأفسد في الأرض .
وهذا هو الفساد الذي صنعه العلمانيون لما ضحكوا على المرأة واستدرجوها لتترك دورها الذي خلقت مؤهلة له وهو دور خطير وهام ولا يقدر غيرها قط على القيام به وأقنعوها بأن تناطح الرجل في مجالات عمله فاصطدموا بصفات المرأة وطباعها التي تعوقها دون الانطلاق في هذه المجالات واصطدموا بالمصاعب الناشئة عن فراغ وظيفة المرأة الأساسية في بيتها .. فبدءوا يخترعون حلولاً زادت الطين بلة.
وها نحن نعيش في طين العلمانية التي لطخت به مجتمعاتنا ولولا الحياء لاستعرضت نبذا من الصور القذرة التي صارت للأسف قاسما مشتركا في يوميات حياة الشعب المصري .. فالإسلام لم يهمل المرأة .. بل جعل لها دورا خطيرا لا يقدر عليه غيرها .. أعني تربية الناشئة وحضانتهن لإخراج جيل صالح مهيّأ لأداء دوره في خدمة المجتمع.
وعندما تهمل المرأة هذه الوظيفة فإنها تظلم المجتمع كله لأنها ستلقي إليه بعناصر لم يتم إعدادها.
والإسلام إذ يقرر للمرأة هذا الدور يوجب أيضاً إعدادها له تعليماً وتثقيفا.
بقيت كلمة عن تفاعل المرأة والرجل في حركتهما في الحياة
هذا التفاعل في بعض صوره ينتج آثارا ضارة ومن ثم جاء الشرع بقيود على هذا التفاعل لتجنب آثاره الضارة بل المدمرة لأخلاق المجتمع .
وعندما تتمرد المرأة والرجل على هذه القيود لا يكون ثمة نتيجة إلا ما نراه في الغرب من أخلاقيات .. فليست أحكام الشرع من منع الاختلاط وحظر سفر المرأة سفراً طويلاً بغير محرم، وتحريم الخلوة ، وأمر المرأة بستر جسدها وتحريم لمس الرجل المرأة الأجنبية عنه ولو بالمصافحة وأمر الرجل وكذا المرأة بغض البصر.
أقول ليست هذه الأحكام مجرد تضييق من الشرع على المرأة أو على الرجل بل هي تنظيم للعلاقة بينهما كي لا يترديا إلى هذه الحياة البهيمية التي يريدها لنا العلمانيون اقتداء بسادتهم في أوربا.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخل أحدهم جحر ضب خرب لدخلتموه وراءهم .. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ؟"
يقولون أننا مهتمون بالشكليات وسفاسف الأمور.
يقولون إن الشباب المسلم مهتم بسفاسف الأمور منشغل بالمظهر دون الجوهر متعلق بالقشور دون مهمات الأمور.
ولهم نقول إن العبد له ظاهر في لباسه وهيئته وسائر تصرفاته، وطريقته في التعامل كما أنه لابد له من عمل وهدف يسعى لتحقيقه.
لا يوجد إنسان يتخلى عن بعض شئون الظاهر بدعوى انشغاله بما هو أهم من الأعمال .. فلا يوجد إنسان لا ثياب له مثلا.
والرسول صلى الله عليه وسلم هو أقل الناس تكلفا في أمور هيئته ومشيته بل كان في ذلك كله متواضعا يجري هذه الأمور على قانون سهل يسير لا كلفة فيه وهو الذي أدبه ربه أن يقول وما أنا من المتكلفين. فما كان عليه الصلاة والسلام متكلفاً في شأن من شئونه صغيرا أم كبيرا، لذا كان الرجل من الأعراب إذا قدم المدينة ودخل على مجلس رسول الله لم يعرفه من بين أصحابه لعدم تميزه منهم بعلامة ظاهرة لا في لبسه ولا مجلسه ولا غير ذلك.
بينما كان الملوك في عصره يتميزون في كل شئ ويتكلفون في كل شئونهم ومظاهرهم. وبالمثل نجد أتباعه صلى الله عليه وسلم في كل عصر من العصور المقتدين به أبعد الناس عن التكلف. وسنتناول مثالا واحدا يوضح ما نقوله أبين توضيح ويبين كذب من افترى علينا وأنهم أحق منا بهذه التهمة.
فقد كثر هجوم الإعلام العلماني على المنتقبات والملتحين وكثر حديثهم عن اهتمام التيار الإسلامي بالشكليات ولا يجدون إلا اللحية والنقاب كمثال على هذا الاهتمام الزائد بالشكليات بينما ينعون علينا في ذات الوقت ترك عظائم الأمور المهمة.

ولم ينته بعد واكمل قراءة ماقال ...
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.76 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]