عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-09-2007, 11:13 AM
الحبيب معمر الحبيب معمر غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
الجنس :
المشاركات: 117
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

ويستمر صفوت عبدالغني
كلمة للقضاء في مصر :
"إن القضاة يحاولون –ولله الحمد – الحفاظ على استقلاليتهم بصورة واضحة في زمن ركع فيه كل ذي منصب أمام الحاكم ولسوف تظل هذه علامة مضيئة في تاريخ القضاء المصري - أعني القضاة - ولا أقصد النيابة - في قليل أو كثير - ومما نحمده للقضاة سعي كثير منهم للتخفيف عن الإسلاميين في محنهم المتتالية ولا زلت أذكر ما قاله أحد القضاة في حيثيات حكمه بقبول تظلمات بعض إخواننا المعتقلين بعد أن ساق كلاما حسنا في مدح الشباب المسلم قال في شجاعة "وإنني بهذه الحيثيات أحاول أن اعتذر لهؤلاء الشباب عن بعض ما يلاقونه من ظلم وعنت" وقد نشرت صحيفة الوفد هذا في حينه .
ولا ننسى أيضا إدانة القضاة للتعذيب بكل صورة الذي يقع ليل نهار على الشباب المسلم .. بل قام أحد القضاة مشكورا بتحويل قضايا التعذيب إلى التحقيق ومن ثم للمحاكمة ..
بل لعلنا لم ننس توصية العديد منهم للنظام بوجوب السعي في تطبيق شريعة الله تعالى ..بل وصل الأمر بأحد القضاة بأن حكم فعلا في بعض قضاياه بأحكام الله
..لكننا وبكل صراحة نقول أن القضاة لا بد وأن يعزموا أمرهم على إهمال القانون الوضعي بالكلية ويتفقوا على أن يتحاكموا إلى القرآن والسنة ويحكموا بهما كما حكم قضاة الإسلام في كل عصر..وما لحاكم أن يجرؤ أن يضع لهم قانون يأمرهم بالحكم به.. بل ما كان لحاكم أن يجرؤا أن يشفع عند قاض لتعطيل حد من حدود الله ..
كيف وقد غضب سيدهم وسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما شفع أسامة بن زيد - حب رسول الله - عنده في شأن المخزومية التي سرقت ، وقال : أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة ؟!! والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها.
ولا نقول لقد شفع حكامنا وأعوانهم في كل حدود الله بل نقول انهم عطلوها كلها وجاءوا بقانون أوروبا.
أيها القضاة حق الله ألزَم من حق كل البشر ، والله أحق أن يطاع ،
وإن لم يفعل القضاة ذلك ويخلّصوا عن أعناقهم هذه القوانين الباطلة الجائرة فانهم للأسف سيساهمون في :
1- عدم مواجهة العلمانية في بلادنا بإجراء غير حكم الله في المحاكم وبين المتخاصمين و إنفاذ شريعة المخلوقين في عباد الله المسلمين الموحدين
2- سيقعون بسبب ذلك في مظالم كثيرة ويضيعون حقوقا عديدة .
3 - بل إنهم لو التزموا حرفية القانون فسوف ينالون به من كثير من الأبرياء من الشباب المسلم الملتزم بدينه أولئك الذين حرم القانون أعمالهم .. وهي عند الله ليست جرائم بل هي قد تكون واجبات وفروض و طاعات و قربات.
وأظنكم سمعتم عن تجريم المناداة بتعطيل الدستور بينما الدستور كما ذكر الشيخ احمد شاكر -رحمه الله- كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداراة فكيف تصير المناداة بتعطيله جريمة ؟!
أيردون من الناس الرضا به والمناداة بإبقائه .. هذا والله ما يريدون !!
4-ويوما بعد يوم ستزيد المظالم بزيادة القوانين الجائرة الظالمة التي يسنها كل يوم (مجلس التابعين) المسمي (مجلس الشعب) كما حدث أخيرا في تعديلات قوانين الإجراءات والعقوبات
5-ولعل القضاة يعلمون –كما يعلم كل الناس – أن النظام يستخدم شرطته في ظلم عباد الله المسلمين وقتلهم وتعذيبهم ثم لا يرفع شيئا من ذلك إلى القضاة لأن الدعوى الجنائية لا يحركها الأشخاص وإنما تحركها النيابة ..وبهذا يراد للقضاء أن يبتعد عن معاقبة فريق إذا ظلم فإن اعترض المظلوم أو تأوه سيق في أغلاله إليكم ملفقة له العديد من القضايا
فأين العدل في ذلك ؟ وأي ظلم ذاك الذي يحيق بالمسلمين من جراء ذلك ؟..
بل إن النظام لم يكتف بهذا بعد أن وقف ضميرُ كثيرين عقبة أمام رغبته الجارفة في الظلم وسحق الإسلام وأهله فلجأ إلى القضاء العسكري بحجة السرعة في الفصل ونسي أن يذكر السبب الحقيقي حيث الأحكام الجاهزة وحقوق الدفاع المهدرة والحقوق المضيعة .
كما أن هناك تشكيلات بحجية المحاكم ذات أسماء غريبة وإن كانت لم تستخدم إلى يومنا هذا ولكن كلها يجمعها أمر واحد هو منع المتهم من حق الاستئناف.
ولعلنا نتساءل أين هذه المحاكمات التي يعقدها النظام لجرائم السخرية من الدين والطعن فيه..؟
إنها بلا شك لا ترفع لساحات المحاكم وكيف ترفع و مرتكوبها لم يفعلوها إلا بإذن الدولة وتحت سمعها وبصرها في صحافة الدولة وإعلامها.
وإن حكم القضاة الشرفاء بحكم فيها لا ينفذه النظام الذي بذلك يكون قد تدخل في أحكام القضاء!!
ولعل تدخل النظام في عمل القضاء يتم كل يوم وليلة بعدم تنفيذ أحكام القضاء التي تخالف هواه فهناك عشرات الألوف من أحكام الإفراج عن المعتقلين لا تنفذ ..حتى صار الحكم بالإفراج سببا في شقاء المعتقل وتعذيبه في معسكرات الأمن ومراكز الشرطة لإتمام تمثيلية الإفراج الصوري مما دفع كثير من المعتقلين أن يطالبوا القضاة برفض تظلمهم والحكم بتجديد اعتقالهم ليرتاحوا من عذاب الإفراج الصوري..
في حين أن هناك حكم بالسجن على علاء حامد ]كاتب أدانه القضاء بالتطاول على الله والنبي صلى الله عليه وسلم في قصة حقيرة له .. وأرسلت أمريكا وكيل وزارة الخارجية لشئون حقوق الإنسان ليمنع تنفيذ الحكم عليه[ لم يصدق عليه الحاكم العسكري !!
بينما يسارعون بالتصديق على أحكام الإعدام الغاشمة التي صدرت ضد ثمانية من الشباب المسلم منذ عدة اشهر دون أن يعرف أحد في مصر كلها ماذا فعل هؤلاء!!
وهناك قضية مصراتي تم سحبها من القضاء لأنهم يهود بينما المسلمون يعتقلون رغم أسف القضاة والقانون !!
وقديما خاصم يهودي أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه إلى شريح القاضي فلما دخلا عليه نادى القاضي اليهودي باسمه ونادى أمير المؤمنين بكنيته (أبا الحسن) فغضب علي لأن القاضي ميزه وهو الخليفة في مجلس التقاضي على حساب خصمه ، ميزه بكلمة فقط ثم حكم لليهودي ضد أمير المؤمنين .
هكذا كان العدل ..وهكذا كان حرص الولاة على حرمة القضاء
يرحم الله ولاة أقاموا الشرع
ويلعن الله حكاما ضيعوه.
ويستمر صفوت …
تكفير المجتمع:
وقد زعموا أننا نكفر المجتمع لأنه لا يحكم بكتاب الله ونسميه مجتما جاهليا.
وهذا يحتاج إلى تفصيل فان كانوا يقصدون المجتمع أفراده وعامة المسلمين به فقد كذبوا علينا إذ زعموا أننا نكفره .. بل كل من قال لا إله إلا الله هو عندنا مسلم إلا إذا فعل فِعلَ كفر على ما سبق بيانه.
وإن كانوا يقصدون بالمجتمع أنظمته وقوانينه فهذه قوانين ونظم جاهلية لا شك في ذلك .لأن كل قانون أو نظام أو منهج يخالف شرع الله فهو جاهلي قال تعالي: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) ولا يلزم من الحكم على الأنظمة والقوانين بأنها جاهلية أن ينسحب الحكم بالضرورة على الناس.
بل الفرد له حكمه المتعلق بفعله هو ذاته بغض النظر عن المجتمع الذي يحيا فيه ..فكم من نبي كان يعيش بين الكفار مقهورا كارها لما هم عليه متبرئا من شرائعهم .. وكم من فاجر كافر كان يعيش في ديار الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر.
فكما لم ينتفع هذا الكافر بحكم الدار ولم يصير مسلما لمجرد كونه في دار إسلام كذا لا يضير النبي أو التقي كونه يحيا في مجتمع لا يقيم شرع الله .
وأما زعمهم بأنا نكفر من خالفنا فهو كذب صريح فمازال المسلمون مختلفين في قضايا فقهيه عديدة من لدن الصحابة إلى يومنا هذا وما قال أحد قط منهم بكفر مخالفة
وهؤلاء هم سلفنا وعنهم نأخذ وبهم نقتدي.
والمختلفون في الأحكام الفقهية إذا كانوا مجتهدين فأحدهم مصيب له أجران والثاني مخطئ وله أجر واحد وخطؤه مغفور ..
على ما ورد في الحديث " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد "
ومن السلف من قال كل مجتهد في الفروع الفقهية مصيب .
والقول الأول أولى وبه نقول.
فلا مجال إذن لتضليل أي من المختلفين ..فما بالكم بتكفيره هذا إذا اجتهدوا عن علم.
أما إذا قال أحدهم بغير علم فهو عاص وليس مصيبا وليس له لا أجرين ولا أجرا واحد لأنه أجتهد دون أهلية الاجتهاد .
فهذا يكون عاصيا وليس كافرا بأي حال .
اللهم إلا إذا قال أحدهم قولاً هو كفر صريح .. فهذا يكفر ليس لأنه خالفنا أو خالف زيدا أو عمرا من العلماء ..بل لأنه قال ما هو كفر وعاند الشرع .
فالصحفي الذي يقول:
لا بد من مواجهة الدعوات الإسلامية في أيامنا مواجهة شجاعة بعيداً عن اللف والدوران وأن الإسلام كغيرة من الأديان يتضمن قيماً خلقية يمكن أن تستمد كنوع من وازع الضمير أما ما جاء فيه من أحكام وتشريعات دنيوية فقد كانت من قبيل ضرب المثل ومن باب تنظيم حياة نزلت في مجتمع بدائي إلى حد كبير ومن ثم فهي لا تلزم عصرنا ومجتمعنا . ا.هـ
وعندما يقول ذلك يحكم عليه كل مسلم بأنه مرتد ليس لأنه خالفنا لكن لأنة أنكر المعلوم من الدين بالضرورة وأراد أن يعطل الشرع بالجملة بهذه الحجة الفارغة الباردة.
ومعلوم أن مثل هذا التأويل لتعطيل الشرائع لا يصلح عذرا يحميه من إيقاع حكم الكفر عليه لأنه تأويل لا يسوغ بأي وجه من الوجوه .
وبنفس حجته الساقطة وتأويله البارد يستطيع غيره أن يقول بتعطيل العبادات لأنها نزلت في زمان غير زماننا ويحتج غيره بترك ما أتت به الشريعة بحسن الخلق لأنها نزلت في أقوام لهم طباع تخالف طباعنا أو أنها هي الأخرى من باب ضرب المثل كما قال عن التشريعات .
وبمثل هذا القول قال غلاة الصوفية حينما زعموا أن العبادات فرضت لتهذيب النفوس وتخليص القلب مما سوى الله فمتي وصل العبد لهذه الدرجة سقط عنه التكليف ..وقالوا أن من طرق الباب وفتح له كف عن الطرق فكذلك من تعبد حتى وصل إلى محبوبه سقطت عنه العبادة.
وقد أفتي السلف قاطبة بأن هؤلاء كفار زنادقة ولم يعذروهم بهذا التأويل الساقط.
يقولون إننا نريد الحكم :
قالوا إننا نريد الحكم ونسعى للسلطة ؟
ومضاد قولهم أن هذا أمر معيب وتهمة قادحة فلنسلم معهم بذلك ثم نسألهم فلماذا تحرصون أنتم على الحكم ويسيل لعابكم لكرسي السلطة حتى أنكم تستبيحون في ذلك قتل كل من تشتمون أنه قد ينازعكم في هذا الشأن كما فعل جدكم الأكبر ومثلكم الأعلى فرعون حين ظن أن زوال ملكه يكون على يد صبي من بني إسرائيل فأمر بقتل كل مولود يولد في بني إسرائيل..ولماذا ترشحون أنفسكم المرة بعد المرة للحكم رغم بغض الشعب لكم ولماذا غيرتم الدستور ليصير من حق الرئيس أن يجدد رئاسته مددا متتالية وليس مدتين كما كان سابقا .
فأنتم أحق منا بهذه التهمة لأنكم غارقون فيها بالفعل تأتونها منذ زمن بعيد دون أن تفكروا ولو لحظة أنكم قد تتركونها إلا محمولين على الأعناق بعد أن يكبر عليكم المفتي أربع تكبيرات.
سبحان الله هل رأيتم قبل ذلك غارقا في خمر السلطة يتهم بريئا منها بأنه سكير..هل رأيتم سارقاً للمنصب يتهم المسروق منه بأنه لص بل ويريد قطع يده .
فهذا عن من اتهمونا وقديما قالوا
وإذا أتتك مذمتي من ناقص …. …. فهي الشهادة لي بأني كامل
أما عن حقيقة موقفنا فلابد هنا من أن نفرق بين أمرين.
الأول منهما: حرص الشخص المعين على السلطة وهو ما عبناه وأنكرناه على العلمانيين
والثاني: كون مجموع أهل الإسلام مأمورون بتقديم أصلحهم وأمثلهم وأعلمهم وأكثرهم مقدرة على سياسة البلاد والعباد ليقيم شرع الله في أرض الله وبين خلق الله.
فالأول مذموم إن أتاه ، مسلما كان أو كافرا ، وإثم الكافر فيه أشد وأعظم…وقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم .
(إنا لا نولي هذا الأمر من سألهُ ولا من حرص عليه)
وقد قال صلى الله علية وسلم (يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أُعطيتها عن مسألة وُكِلْتَ إليها ،و إن أُعطيتَها عن غير مسألة أُعِنتَ عليها)
فنهى صلى الله علية وسلم عن سؤال الإمارة وأمر بحرمان السائل حتى لا يفسد في الأرض ويستعلي على الخلق وينال مالا يحل له ..ثم إنه لشدة شغفة بها لن يدعها متى وصل إليها بل سيقاتل دونها ولن يتخلى عنها .
فان قال قائل : فكيف يتم تولية الحاكم وأعوانه من غير أن يسألوا الولاية ؟.. نقول : قد جاء الإسلام في ذلك بشيء راق فجعل أهل الحل والعقد يختارون من يرونه أصلح المسلمين لمنصب الإمام ثم يعرضون أمر ولايته على عامه الناس فان بايعوه صار خليفتهم دون أن يسألها من أحد ..ولا يحل لهم شرعا ترشيح من يلمسون منه الحرص عليها أو من يصرح بطلبها.
هذا الخليفة .. وأعوانه وأمراؤه على الأمصار ووزراؤه فيختارهم هو بنفس الشرط السابق الوارد في الحديث "إنا لا نولي أمرنا هذا من سأله ولا من حرص عليه"
وهذا يقودنا إلى الأمر الثاني في هذه القضية وهو أن المقصود من الولاية هو إقامة الدين والحكم بالشرع وحفظ الدين وسياسة الدنيا به.
فيجب تقديم من يقدر على القيام بهذه المهام ويحرم على المؤمنين التقاعس في هذا الشأن ..فإنهم متى قدروا على تولية من يصلح وامتنعوا وتركوا الأمر لمن ليس أهلاً له أثِموا.
فعلى هذا تكون الفئة المؤمنة الصالحة ملزمة شرعا بتقديم من يقدر على الحكم بالشرع.
وبهذا نستطيع أن نقرر أن الذي تريده الصحوة الإسلامية المعاصرة أن يكون الحكم بالشرع..بغض النظر عن كون الحاكم زيدا أو عمرا طالما أنه قادر على إنفاذ حكم الشرع.
فلو تصورنا جدلا أنه قد جاء إلى الحكم رجل لا علاقة له بالشباب المسلم من قريب أو بعيد ..ولا سابق معرفة بينهم وبينه وأقام حكم الله تعالى كما أمره ربه فالشباب المسلم مطالب شرعا بمبايعته وطاعته ويحرم معصيته طالما أنه يأمر بطاعة الله .
فأين الرغبة في الحكم في هذا ؟
بينما من يعيبوننا في هذا الشأن ويثرثرون بأننا نريد الحكم-وكأن الحكم من بقية تركة آبائهم التي ورثوها عنهم نجدهم يريدون الحكم لذواتهم وأشخاصهم بحيث لا يتصور أحدهم أن يتركه ولو لأقرب المقربين له وقديما قالت العرب في أمثلها "رمتني بدائها وأنسلت"
يقولون أننا أعداء التنوير ودعاة للظلام
ونحن عندهم أعداء للتنوير دعاة للظلام وأيضا رجعيون أما التنوير فيقصدون به ما عند أسيادهم الغربيين من مبادئ وقيم وأما الظلام فهو الاسم الحركي للإسلام فكل من يدعو للعودة للدين ومبادئه وشرائعه وأخلاقه وأحكامه فهو من دعاة الظلام عندهم وهو أيضا رجعي.
لكن بأي مقياس قاسوا الأمور وكيف صار الشرع الروماني ظلاما بينما الشرع الأوربي استنارة فهذا ما يحتاج إلى إجابة.
والحق أن القوم يصدق فيهم قول الشاعر:
ومن يك ذا فم مر مريض … … يجد مرا به الماء الزلالا
منهم مرضى القلوب والعقول لذا لم تنفتح قلوبهم وعقولهم لهذا الدين بل ، ابغضوه حتى عدوه ظلاما بينما توافقت طبائعهم مع ما يجري في الغرب من عهر وفحش وتمرد على الله فعدوا ذلك تقدما وتحضرا واستنارة .
سيصيحون بأنا رأينا أوروبا متقدمة فنادينا بالنهل من معين تقدمها العلمي.
سنجيبهم كذبتم .. فأنتم لم تنهلوا من هذا ولو فعلتم لما أنكرنا عليكم ، بل تركتم هذا عمدا –وهو الجانب الإيجابي الوحيد في الأمم الغربية -مع سوء استخدامهم له- تركتموه وسعيتم وراء كل دنس حقير من أخلاق الغرب وعاداته وأفكاره .
فأنتم في سدة الحكم منذ عشرات السنين بل مئات السنين بلا منازع ، والإسلاميون طوال هذه الفترة إما في السجون أو على المشانق أيضا بلا منازع .. فلماذا لم تستقدموا من الغرب علومه ؟!.. ولماذا لم تستقدموا منهم احترامهم لشعوبهم ونزول الحاكم على اختيار المحكوم ؟! .. لماذا اكتفيتم بأفلامه ومسلسلاته وأخر خطوط الموضة وتعري المرأة ومخالطتها الرجال-الذي تسمونه تحررا ؟!!
لقد فعلتموه عمداً إذن..أو على أقل تقدير لقد منعكم سادتكم في الغرب من الاقتباس من علومهم وصدروا إليكم أخلاقهم ..ثم ضحكتم على شعوبكم وتقولون استنارة وتنوير !!.
ولقد كان من المفترض أن تستحوا من ذلك .. فما تسمونه استنارة وتنويرا هي الأفكار والمبادئ التي زرعها المستعمر الإنجليزي ومن قبله الحملة الفرنسية..
زرعوها بالحرب في تربة بلادنا وظل اللورد كرومر وأمثاله يرعونها ويرعون قائليها ولم يرحلوا إلا بعد أن اطمأنوا لوجود طابور خامس بين أبناء الوطن ينعق بها في الناس.
كان من المفترض –لو كان عند العلمانيين كرامة ولا أقول دين لأن هذا شيء قد تبرؤا منه أن يستحيوا من الدفاع عن أفكار غرسها المحتل قسرا في أرضنا ، لكن أنى لهم ذلك وهم من جملة من قال فيهم رسول الله صلي الله علية وسلم (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
وهذه محصلة مسيرة التنوير التي بدأها نابليون بونابرت وسار عليها محمد علي -وهو بالمناسبة كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وأصابه الجنون قبل موته – ثم أكملها المحتل الإنجليزي ثم أكملها عسكر يوليو .. فقر وديون وتخلف وضعف وهزائم عسكرية وفشل اقتصادي وعمالة للغرب وتحلل خلقي وتفسخ وانهيار اجتماعي وأمية متفشية.
هذا هو تنويرهم ..الذي يحاربون للإبقاء عليه !!.
وفى المقابل نكون نحن الظلاميين ، لأننا ندعو إلى العودة إلى أصل الأصول ، الذي عندما استمسكنا به سدنا العالم بالحق وأقمنا في ربوعه العدل وملكنا ناصية التقدم وحزنا أسباب القوة حتى وقف الشرق والغرب أمام أمتنا بين خائف منها ومحترم لها.
نعم ليس عندنا إلا كتاب الله وسنة رسوله ولا ندعو إلا لهما فهل في هذا ظلام ؟!!

(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)
بل فيهما النور والهدي والشفاء والرحمة.
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
(ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا)
(نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء)
فإذا تبين أن دعوتهم إلى مبادئ الغربيين وأخلاقهم وأن دعوتنا إلى كتاب الله وسنة رسوله .
فلست أظن أني في حاجة لأن أعقد مقارنة بين ما عند الغرب وبين ما جاء من عند الله .
تأبى والله على عزة الإسلام ذلك .
فما كان منهج من صنيع مخلوق أن يرقى لمنزلة تسمح له بمجرد ان يطمح في عقد مقارنة بينه وبين منهج الله ولو في جزئية واحدة .
قل لا يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمع مَن في القبور).

ولم ينته بعد فيقول ...............
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.36 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]