11 , ...13 :
س 11 : كيف نستطيع أن نفرق بين الأمراض العضوية ،والأمراض الروحية ؟.
هذا سؤال مهم جدا , لكن الجواب عنه فيه شيء من الظن وشيء من اليقين , أي أنه ليس كله يقينا :
1- الأمراض العضوية يتم الكشف عنها بواسطة الأطباء الإختصاصيين والأجهزة المتطورة والأشعة والتحاليل ونحوها،بينما لا يمكن بأي حال من الأحوال الكشف عن السحر أو العين أو الجن بتلك المكتشفات والمخترعات مهما بلغت من التطور والرقي.
2- الأعراض المتعلقة بالأمراض العضوية ثابتة ودقيقة ومضبوطة وتختلف باختلاف نوعية وطبيعة كل مرض من الأمراض التي قد تعتري الإنسان ، بمعنى أن مرض السرطان مثلا له أعراضه الدالة عليه , وهذه الأعراض معروفة لذوي الاختصاص ويستطيعون في الغالب تشخيص المرض بناء عليها مع إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية وتصوير الأشعة وأمور أخرى يستخدمها الطب الحديث.وما قيل عن السرطان يقال مثله عن الأمراض المتنوعة الأخرى.وأما الأعراض المتعلقة بالسحر أو العين أو الجن فهي أعراض متقلبة من حين لآخر بمعنى أنها غير مستقرة , فتارة يشعر المريض بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المعدة ، وقد يعتريه الخمول في بعض الأحيان أو القلق أو الضعف العام أو الأرق أو ..وهكذا…وكل ذلك دون القدرة على تشخيص ذلك من قبل الأطباء المتخصصين أو القدرة على تحديد الأسباب الداعية لذلك .
3 - المصاب بأمراض عضوية لا يشعر بأية أعراض جانبية أثناء الرقية الشرعية أو بعدها ، بينما صرعى الأرواح الخبيثة (أي المصابون بسحر أو عين أو جن) يشعرون بتلك المؤثرات كالصراخ والصداع والارتعاش ونحوهما.
4 - ظهور بعض الكدمات المائلة إلى الزرقة أو الخضرة الداكنة وفي أماكن متفرقة من الجسم بالنسبة للمصابين بسحر أو عين أو جن ، ولا تظهر مثل تلك الكدمات بالنسبة للمصابين بالأمراض العضوية إلا لأسباب طبية معينة يتم تحديدها من قبل الأطباء . وتأتي الكدمات الحاصلة جراء الإصابة بأمراض النفس البشرية كالصرع ( بسبب مس الجن ) والسحر والعين , تأتي غالبا بشكل فجائي وتختفي كذلك بشكل فجائي . ومنه إن لم تشخص وتحدد أسباب تلك الكدمات من قبل الجهات المعنية بالطب فلا بد عندئذ من عرض الأمر على راق متمرس ليحكم بعد الدراسة والتحليل إن كانت الدواعي لمثل تلك الأعراض متعلقة بالصرع والسحر ونحوهما أم لا ؟.
س 12 : هل يمكن أن يؤدي السحر أو العين أو الجن إلى مرض عضوي ؟.
قال بعضهم"قد يؤدي السحر أو العين أو الجن إلى أمراض عضوية في بعض الأحيان،وقالوا بأن الذي يميز تلك الأمراض أنها عارضة أي بمعنى أنها قد تختفي كلية في بعض الأحيان ، وقد تعود أحيانا أخرى . ومثال ذلك أن تثبت التحاليل أن المريض يعاني من مرض السكر، وبعد أيام يتم الفحص مرة أخرى فيلاحظ اختفاء أعراض ذلك المرض بالكلية ، شريطة أن لا تكون هناك أسباب طبية أدت إلى زوال تلك الأعراض". ومع ذلك فإنني أتحفظ قليلا على هذا الكلام وأقول بأنه من خلال تجربتي البسيطة في مجال ممارسة الرقية لحوالي 22 سنة ومن خلال مطالعاتي البسيطة في الدين والطب والرقية أرى بأن القول بأن المرض "الفلاني" ناتج حتما عن سحر أو عين أو جن قول يحتاج إلى دليل . نعم ليس لي دليل على بطلانه لكنني أظن أن من يقول به ليس لديه كذلك دليل على صحة ما يقول.
س 13 : هل الشخص المؤمن الطائع لله الذي لا يحب سماع القرآن, هل نفوره من سماع القرآن دليل على أنه مصاب بسحر أو عين أو جن ؟.
إذا كان الشخص منحرفا عن منهج الله وكره سماع القرآن فإن كراهيته تلك طبيعية وعادية كما مر بنا من قبل. أما إذا كان المرء مستقيما على أمر الله وكره في فترة معينة سماع القرآن فقد يكون السبب سحرا أو جنا , وقد يكون غير ذلك , ولا يجوز أبدا أن نعتبر السبب وحيدا.يمكن أن توجد أسباب أخرى غير السحر والجن وراء كراهية الشخص أو نفوره من سماع القرآن . ومن أمثلة ذلك فتاة ( عمرها حوالي 22 سنة ) عاشت سنوات طويلة مع جد لها بعيدا عن والديها وإخوتها , ولما مات جدها حزنت عليه حزنا شديدا . وفي أيام العزاء ( الذي يطول عند كثير من الناس عندنا في الجزائر على خلاف ما يقول به الشرع الحنيف ) سمعت القرآن في بيت جدها لأكثر من أسبوع بمعدل حوالي 8 ساعات كل يوم !!.وكان من نتيجة ذلك أنها تحولت إلى دار والديها وإخوتها وأصبحت تعاني من ظاهرة جديدة وغريبة ومزعجة تتمثل في نفورها من سماع القرآن مع أنها تقرأ وتستمتع بما تقرأ . وواضح هنا أن السبب في النفور من سماع القرآن نفسي ولا علاقة له بالسحر أو العين أو الجن .
يتبع :...
__________________
|