السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكثرة المواضيع والروابط التي قمت بإنزالها لم أستطع متابعة كل ما تفضلت به مشكورا من على هذه الشبكة إلا اني قرأت لحضرتكم ثلاث روابط وأرجو أن تفيديني بما يدور في ذهني من تساؤولات وهي الرجل الأسطورة " أسباب فشل العلاج " وانعقاد جلسات الرقية وأبدأ بأسباب فشل العلاج فأرجو أن يتسع صدرك لمن هو أدنى منك علما وفهما .
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله _
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل جند الله
لا أخفيك شدة إعجابي بعلمك الغزير وتحليلك العميق فيما يتعلق بالرقية وتبعاتها ، وبعد قراءة متأنية استوقفني عدة استفسارات فيما تفضلت بشرحه وبيانه ومنها على سبيل المثال لا الحصر استشهادك أحيانا بآيات وأحاديث لا تمت بصلة لنظريتك ولنتركها جانبا الآن فهناك ما هو أهم لنتعلمه من جنابك فحامل المسك إما أن يعطيك من مسكه أو يصيبك من رائحته
سأبدي رأي في هذه المسألة الآن باستخدامي لورقة خاسرة تفيد الجميع بأني خاسر فيها لا محالة
وما مرد ذلك إلا لقناعات أو خبرات لديكم خالية من الأدلة الشرعية أو أثارة صحيحة من خير القرون والذين تلوهم تفيد مذهبكم في ذلك ومن هنا أتوجه إلى الشيخ الفاضل أن يصوب لي بالدليل أو يلتزم بما عندي من استقراء للآثار طالما لم يخالف الأصل الذي كان عليه الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
وبالله نستعين .
أبدأ أخي الكريم بموضوعك
أسباب فشل العلاج وطول مدته:
قلت أخي الكريم
لطول مدة علاج المس والسحر وفشله أسباب كثيرة، ولكن يجب أن نفرق أولاً بين مفهوم جدوى العلاج، وبين مفهوم فشل العلاج، فلا يجوز مطلقًا نفي جدوى العلاج بالقرآن الكريم، ولكن قد تطول مدة العلاج وتقصر، والتي قد تصل في بعض الحالات لعدة سنوات، أو قد يجهض العلاج فلا تجنى ثماره المرجوة، فالمفهوم السائد أن المعالج الماهر رجل مبارك وسره باتع، فبمجرد أن يراه العفريت سيولي مدبرًا من الرعب، لذلك يصاب المريض بخيبة الأمل إذا لم يشفى من أول جلسة، وهذا المفهوم لا صلة له بالعلاج، وربما سندهم في ذلك ما صح عن رسول الله r أنه أمر الشيطان بالخروج فخرج، وقد فاتهم أن هذا من خصائص النبوة، فلا يملك أحدًا مهما بلغ شأنه أن يأمر الجن والشياطين بالخروج فيطيعوه، والشاهد على طول مدة العلاج أن أحد الصحابة عالج ممسوسًا فلم يشفى إلا بعد ست جلسات على مدار ثلاثة أيام
أقول : الأصل بالرقية أن تشفي بإذن الله من أول جلسة إن انتفت الموانع واكتملت شروط القبول إلا بحالات نادرة لرفع الدرجات بشدة الابتلاء وفي ذلك حكمة قد لا نعلمها والله وحده أعلم بها وهذا الاستثناء لا يعتد به في فهم هذه المسألة فمن استقرئ السيرة والآثار الصحيحة من لدن الصحابة مرورا بالتابعين ومن خلفهم بإحسان إلى يوم الدين لعلم أنه لم يحدث أن مكث مريضا فوق ثلاث كما تفضلت في ذكرك لحديث المجنون مع العلم أن ذكر الثلاث مدرجة من الراوي لا من متن الحديث
أما قولك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن العاص أخرج عدو الله فخرج فهذا يحتاج لمخصص وإلا فهو على عمومه وعليه درج العلماء ولم يقل أحد أنه من خصائصه وقد تنجح مع الراقي وقد لا تنجح لموانع معينة إلا أن الأصل الشفاء بما ورد من أذكار ودعاء وقراءة للقرءان
من أي جزء أو سورة كان طالما اعتقاده أن القرءان كله رقية و شفاء بإذن الله ولأنه لم يثبت رقية معينة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من فضائل بعض السور والآيات وليس هنا مجال ذكرها
إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرع برقية عثمان بن العاص بل قال له قل لعثمان قل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر فأذهب الله عنه ما كان يشتكي منه فلم يكن الرسول هو البادئ بل كان المعلم فبرئ بإذن الله
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله واتفل عن يسارك ثلاث فقام بالفعل فأذهبه الله عنه
ومنها سحر النبي وقراءة جبريل عليه بالمعوذتين فبرأ بإذن الله فهل نخصص نجاعة قراءة المعوذتين لجبريل فقط أم هي عامة لكل موحد موقن بلا إله إلا الله فإن خصصنا الأولى فعلينا تخصيص الأثر الثاني بأن رقية المعوذتين مختصة بالملائكة دون الناس فإن قلتم لقد حث عليها الرسول بمواطن أخرى بأنها رقية لبني آدم قلت والأفعال التي قام بها رسول الله تفيد الإباحة والنجاعة إلا أن ياتي دليل يقيد هذا الفعل بخصوصيته صلى الله عليه وسلم فالرسول كان يوصل في رمضان وما أن وصل الصحابة حتى قال لهم لا توصلوا إنما يطعمني ربي ويسقين الحديث بمعناه
والشاهد فيه أنه قد جاء النهي مباشرة من النبي وكما هو معلوم لا يجوز تأخير البيان عن وقته في مثل حالة أخرج عدو الله وقول أخرج عدو الله لا تفيد يقينا خروجه كما حدث مع النبي إنما الاستشهاد في ذلك من قبلكم أنه شفي ببركة ونبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لئلا يقاس عليه أن حتمية الشفاء مع قبول المحل منتفية إلا بنينا صلى الله عليه وسلم فإن بطل الإستدلال بهذا الأثر يبقى الأصل الشفاء التام بإذن الله إن انتفت الموانع أو كان المرض عضويا أو نفسيا أو عصبيا
فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء له
وهنا نذكر على سبيل المثال إصابة سهل بنت حنيف بالعين فأفيض في إزراه فقام وكأنه نشط من عقال فهل نخصصها كرامة لسهل بن حنيف ونقف عندها لا نتجاوزها !
وهلّم جرا