
10-03-2006, 04:46 PM
|
 |
استاذ الباطنة والاورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: اليمن
الجنس :
المشاركات: 2,034
الدولة :
|
|
أولاد حارتنا" بشهادة مفكر إسلامي
أولاد حارتنا" بشهادة مفكر إسلامي
سعيد أبو معلا
نجيب محفوظيُنتظر صدور الطبعة "الرسمية" من رواية "أولاد حارتنا" للأديب نجيب محفوظ والتي أثارت الكثير من الجدل حولها، بعدما اشترط محفوظ لإعادة طبعها موافقة الأزهر الشريف أو أن يقوم مفكر إسلامي بكتابة مقدمتها.
وتأتي الطبعة الصادرة عن "دار الشروق" للنشر في القاهرة مرفقة بمقدمة وشهادة للمفكر الإسلامي أحمد كمال أبو المجد.. واختار أبو المجد مقالة له هي عبارة عن "شهادة" حول الرواية التي مُنع طبعها في مصر عام 1959 كان قد نشرها في صحيفة "الأهرام" المصرية يوم 29 ديسمبر 1994 لتكون مقدمة للطبعة الجديدة والرسمية من "أولاد حارتنا".
وقال أبو المجد: "إن جدلاً واسعاً ثار حول شخصيتين بالرواية بشكل أساسي هما عرفة الذي كان رمزاً للعلم المجرد، وليس رمزاً لعلم بعينه، والجبلاوي الذي فهمته على أنه تعبير رمزي عن الدين، وليس بحال من الأحوال تشخيصاً رمزياً للخالق سبحانه وتعالى"، وهو ما أثار انتقادات مختلفة للرواية.
الدين والعلم
وفي مقدمته قال أبو المجد: "إن الأمر يتعلق في مجمله بأمرين، ولم يتحول فكري ولم يتغير في شأنهما، وهما: أن من أصول النقد الأدبي، التمييز الواجب بين الكتاب الذي يعرض فيه الكاتب فكرته ويحدد مواقفه، ملتزماً بالحقائق التاريخية، والوقائع الثابتة، وبين الرواية التي قد يلجأ صاحبها إلى الرمز والإشارة، وقد يدخل فيها الخيال إلى جانب الحقيقة العلمية".
وأوضح أن الأمر الثاني يتعلق بحرية التعبير والموقف منه، مشيراً إلى أن حرية الفكر والاعتقاد أمر داخلي يُسأل عنه صاحبه أمام خالقه، دون تدخل من أحد.. ورأى أبو المجد أن نجيب محفوظ أراد من خلال روايته الإعلان عن حاجة "الحارة" التي ترمز للمجتمع الإنساني، إلى الدين وقيمه التي عبَّر عنها الرمز المجرد (الجبلاوي)، حتى وإن تصور أهل الحارة غير ذلك وهم معجبون ب"عرفة" الذي يرمز إلى سلطان العلم المجرد والمنفصل عن القيم الهادية والموجهة لأهل الحارة.
تفسير الكاتب
وأوضح أبو المجد أن شهادته تدور حول حوار دار بينه وبين نجيب محفوظ بشأن الرواية، وبالتالي "لم تكن رأياً شخصياً، وإنما هي تفسير كاتب أولاد حارتنا لما كتبه، وبيان واضح لا يحتمل التأويل لموقفه من القضايا الكبرى التي أثارتها تلك الرواية باعتبارها رواية للخيال، والرمز فيها دور كبير".
وقد اقتبس أبو المجد من هذا الحوار الذي نقله حرفياً كاتباً ما قاله محفوظ: "أحب أن أقول: إنه حتى روايتي التي أساء البعض فهمها لم تخرج عن هذه الرؤية (رؤية الإسلام والعلم للمجتمع معاً)".
وأضاف: "لقد كان المغزى الكبير الذي توجت به أحداثها، أن الناس حين تخلوا عن الدين ممثلاً في الجبلاوي، وتصوروا أنهم يستطيعون بالعلم وحده ممثلاً في عرفة أن يديروا حياتهم على أرضهم (التي هي حارتنا)، اكتشفوا أن العلم بغير الدين تحول إلى أداة شر، وأنه قد أسلمهم إلى استبداد الحاكم وسلبهم حريتهم، فعادوا من جديد يبحثون عن الجبلاوي".
وأضاف أن "الرواية تركيب أدبي فيه الحقيقة وفيه الرمز، وفيه الواقع وفيه الخيال... ولا بأس بهذا أبداً... ولا يجوز أن تحاكم الرواية إلى حقائق التاريخ التي يؤمن الكاتب بها؛ لأن كاتبها باختيار هذه الصيغة الأدبية لم يلزم نفسه بهذا أصلاً، وهو يعبر عن رأيه في رواية".
|