عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-03-2006, 05:28 PM
الصورة الرمزية د / أحمد محمد باذيب
د / أحمد محمد باذيب د / أحمد محمد باذيب غير متصل
استاذ الباطنة والاورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: اليمن
الجنس :
المشاركات: 2,034
الدولة : Yemen
افتراضي تابع

وأما الوقت الذي يشرع فيه الختان فقد قال الماوردي: [ له وقتان: وقت وجوب، ووقت استحباب. فوقت الوجوب: البلوغ ، ووقت الاستحباب: قبله، والاختيار في اليوم السابع من الولادة ] (25).

وهذا أمر اختلف فيه العلماء، والمهم أن يكون الصبي عند البلوغ مختوناً، وقد جرى الناس على ختن صبيانهم في وقت مبكر بعد ولادتهم بزمن غير طويل، وهذه عادة طيبة، ولم يثبت في حديث تقوم به الحجة وقت محدد لهذا الواجب.

أخرج أبو الشيخ عن جابر أن النبي r ختن حَسَناً وحسيناً لسبعة أيام (21). قال الوليد بن مسلم: فسألت مالكاً عنه، فقال: " لا أدري! ولكن الختان طهرة، فكلما قدمها كان أحب إلي " (22).

وقال النووي في كتاب " الروضة ": [ وإنما يجب الختان بعد البلوغ.. ويستحب أن يختن في السابع من ولادته، إلا أن يكون ضعيفاً لا يحتمله، فيؤخر حتى يحتمله ] (23).
____________
(20) " فتح الباري " : 10 / 342 .
(21) قال حجر في " التلخيص " : 4 / 83 : [ أخرجه الحاكم والبيهقي من حديث عائشة ، والبيهقي من وراية جابر عن رسول الله r ] . قلت : وأخرجه البيهقي في " الكبرى" : 8/ 324 من طريق الوليد بن مسلم ، عن زهير بن محمد المكي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : " عق رسول الله r عن الحسن والحسين ، وختنهما لسبعة أيام " . وزهير بن محمد المكي قال أبو حاتم : محله الصدق وفي حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه ، فما حدث من حفظه ففيه أغاليط ، وما حدث من كتبه فهو صالح . مات سنة 162 . وانظر " التهذيب " للمزي : 9 / 417 .
(22) " فتح الباري" : 10 / 180 .


ختان الإناث

أما ختان الأنثى فقد اختلف فيه العلماء. والأحاديث الواردة فيه لم يصح بها شيء يدلى على الوجوب (24). ومن أشهر الأحاديث في هذا الموضوع حديث أم عطية التي كانت تخفض- ويسمى الختان في حق الأنثى خفضا (25)- وأن رسول اللهr قال لها: " يا أم عطية خفضي ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه، وأحظى عند- الزوج ". قال العراقي " المغنى عن الأسفار ": وحديث أم عطية رواه الحاكم والبيهقي من
حديث الضحاك بن قيس، ولأبي داوود نحوه من حديث أم عطية، وكلاهما ضعيف ] ، (26).


ونص الحديث عند أبي داوود: " لا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل ". وعقَّب على الحديث أبو داوود فقال: [ قال أبو داوود: روي، عن عبيد الله ابن عمرو عن عبد الملك بمعناه، وإسناده- قال أبو داوود: ليس هو بالقوي، وقد روي مرسلاً. قال أبو داوود: ومحمد بن حسان مجهول.، هذا الحديث (27).

وهذا يدل على أن أبا داوود رحمه الله أخرجه ليبين ضعفه. وقد ورد ، فى الحديث من طرق كلها ضعيفة (28) قد جمعتها في التخريج الذي أوردته في الحاشية: وكلها ضعيفة وبعضها أشد ضعفاً من بعض. وبذلك يتبين صدق مقولة ابن المنذر التى أوردها ابن
___________
(24) " فقه السنة " : 1 / 37 .
(25) " تحفة المودود " : 152 .
(26) " المغني عن الأسفار ": 1/148.
(27) " سنن أبي داوود ": 4/497 برقم 5271 .
(28) وحديث أم عطية رواه أبو داوود: 497/4 برقم 5271 بالإسناد الآتي: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، كلاهما عن مروان بن معاوية، عن محمد بن حسان الكوفي، عن عبد الملك بن عمير، عن أم عطية الأنصارية.
" ورواه البيهقي في " الكبرى ": 8/324 من طريق هشام بن عمار، عن مروان، عن محمد بن حسان، عن عبد الملك بن عمير، عن أم عطية: أمر خاتنا، تختن فقال. "إذا ختنت فلا... " وفيه محمد بن حسان، قال أبو داوود عنه: مجهول، ثم قال: وهذا الحديث ضعيف.
قال ابن حجر في " التلخيص ":4/83 [وتبعه ابن عدي 6/2223: والبيهقى 8/324 : في تجهيله، وخالفهم عبد الغنى بن سعيد فقال: هو محمد بن سعيد المصلوب]. وجاء في " التقريب ": أن هو محمد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشافعي المصلوب... وقد ينسب لجده. قيل: إنهم قلبوا اسمه على مئة وجه ليخفى. كذبوه. وقال أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث! رقال أحمد: قتله المنصور
على الزندقة وصلبه].
" ورواه الحاكم : 3/525 من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالملك بن عمير، عن الضحاك ابن قيس، قال: " كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء يقال لها أم عطية فقال لها رسول الله.... " وقد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير فقيل عنه كذا، وقيل: عنه عن عطية القرظى
قال: كانت بالمدينة...
ورواه البيهقى: 8/324 من طريق عبيد اللة بن عمرو قال: " حدثني رجل من، أهل
الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال: كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية... ". والحديث ضعيف لجهالة الرجل الكوفي.
وقال يحيى بن معين: " الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري ". ولم يذكر من هو؟ والضحاك بن قيس الفهري أبو أنيس، الأمير المشهور، صحابي صغير، قتل في "معركة مرج راهط سنة 64.
وقال ابن حجر في " التلخيص ": 4/83: [واختلف فيه على عبد الملك بن عمير،] .
* ورواه الطبراني في " الصغير ":1/93 برقم 122 من طريق محمد بن سلام الجمحي، عن زائدة بن أبى الرقاد، عن ثابت، عن أنس. وكذلك رواه البيهقي:8/324 من طريق محمد بن سلام.، عن زائدة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي r.
قال ابن عدي: 3/1083: [ هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد، ولا أعلم) يرويه
غيره ]. وزائدة هذا ضعيف؟ جاء في " الميزان ": 2/65: [ زائدة بن أبي الرقاد ضعيف وقال البخاري منكر الحديث؟ وهو بصري، له عن ثابت وجماعة].
وروى البزار [ مختصر زوائد مسند البزار لابن حجر 66911 برقم 1227، نحوه عن عبد الله ابن عمر من طريق مندل ابن علي، عن أبي جريج، عن إساعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال : دخل على النبي نسوة من الأنصار فقال: " يانساء الأنصار. اختضبن غمساً واخفضن ولا تنهكن، فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين " ومندل ضعيف.


وبهذا يتبين أن الحديث ضعيف ولم تزده طرقه الضعيفة إلا ضعفاً. والله أعلم.

حجر في التلخيص وهي: " قال ابن المنذر: ليس في الختان خبر يرجع إليه ولا سن تتبع " (29).

فانظر رعاك الله إلى هذين الإمامين الجليلين أبي داوود والعراقي وغرهما ممن مر ذكره في التخرج وكيف حكموا عليه بالضعف، ولا تلتفت إلى من، صححه من المتأخرين. وبعيد أن يخاطب الرسول r امرأة عن هذا الموضوع بهذه الصراحة فيقول: أحظى للمرأة وأحب للبعل.

وحتى لو صح الحديث فليس فيه أمر بختان الأنثى. والذي فيه: نهي، عن المبالغة في القطع . فإذا كان هناك خفض فلا يجوز أن تكون مبالغة.

ومن هنا قال بعض العلماء: الختان واجب على الرجال مكرمة عند النساء. وقد رووا حديثاً قريباً من هذا اللفظ عن أسامة الهذلي مرفوعاً إلى النبي r أنه قال: " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء " .

وقال الحافظ العراقي فيه: " رواه أحمد والبيهقي بإسناد ضعيف " (30)
__________
(29) تلخيص الحبير : 4 / 83 .
(30) " المغني عن حمل الأسفار " : 1 / 148 . أقول وحديث " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء " حديث ضعيف ، وقد عزى إلى أربعة من الصحابة :
- فقد روي من حديث أسامة بن عمير الهذلي والد أبي المليح:
- جاء في " المسند ": 5/75: حدثنا عبد اللة. حدثني أبي. ثنا سريج. ثنا عباد.
عن الحجاج. عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه أن النبي r قال : " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء ".
والحجاج بن أرطاة مدلس لا يحتج بحديثه، وكان قاضياً ولم تكن، سيرته في القضاء محمودة، وفيه تيه لايليق بأهل العلم (الميزان: ا/458-.46).
وأخرجه البيهقى في " الكبرى ": 324/8 325، بسند فيه الحجاج، عن أبي مليح
بن أسامة، عن أبيه. وقال: الحجاج لا يحتج به.
- وروى من حديث أبي أيوب:
· أخرجه البيهقي:8/324 بسند فيه الحجاج، عن مكحول، عن أبي أيوب، قال:
قال النبى rإ ….
وذكر ابن حجر في " التلخيص ":4/82 أن الحجاج بن أرطاة [اضطرب فيه، فتارة رواه كذا، وتارة رواه بزيادة شداد بن أوس بعد والد أبي المليح... وتارة رواه ، عن مكحول عن أبي أيوب أخرجه أحمد. وذكره ابن أبي حاتم في " العلل " وحكى عن أبيه أنه خطأ من حجاج أو من الراوي عنه: عبد الواحد بن زياد. وقال البيهقي: هو ضعيف منقطع].
- وروي من حديث شداد بن أوس: " أخرجه ابن أيى شيبة في " المصنف ": 9/58 برقم 6519 بسند فيه [ الحجاج عن رجل عن أبي المليح عن شداد بن أوس قال قال r...] وهو ضعيف لوجود الحجاج المدلس وقد عنعن، ولانقطاعه بذكر الرجل المبهم.
" وأخرجه الطبراني في " الكبير ": 7/273- 274 برقمى7112 و 7113 بإسنادين:
أولهما من طريق محمد بن فضيل ، عن حجاج، عن أبي مليح، عن أبيه، عن شداد بن أوي قال: قال r... وثانيهما من طريق حفص بن غياث، عن حجاج، عن أبي مليح، عن أبيه، عن شداد بن أوس قال: قال r...
- وروي من حديث ابن عباس: أخرجه البيهقي في " الكبرى ":8 / 324 - 325 بسند فيه: الوليد بن الوليد، ثنا ابن ثوبان. عن محمد بن عجلان. عن عكرمة. عن ابن عباس. عن النبي r.
قال البيهقى: هذا إسناد ضعيف، والمحفوظ موقوف. قلت: وهذا الموقوف ضعيف أيضاً. والوليد بن الوليد مختلف فيه. قال أبو حاتم: صدوق. وقال الدارقطنى وغيره: متروك. ثم أورد موقوفا على ابن عباس بإسناد فيه سعيد بن بشير، عن قتادة ، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال... وسعيد بن بشير ضعيف. وأخرج الطبراني في "الكبير": 12/182 برقم 12828 الحديث الموقوف من طريق سعيد بن بشير أيضاً. وأخرجه في " الكبير ": 11/359 برقم 12009 من حديث عبد الغفور، عن أو هاشم، عن عكرمة، عن ابن عباس موقوفاً. وعبد الغفور متهم بالوضع (انظر" الميزان ": 2/ 641 و" المجروحين " لابن حيان: 2/148). وبهذا يتبين أن الحديث ضعيف ولم تزده طرقه الضعيفة إلا ضعفاً والله أعلم.
قال ابن حجر: ( وفي وجه للشافعية: لا يجب في حق النساء (31)، وهو الذي أورده صاحب " المغني " عن أحمد، وذهب أكثر العلماء وبعض الشافعية إلى، أنه ليس (32) أي في حق النساء.


وختان الأنثى كما قال الماوردي-: هو قطع جلدة تكون في أعلى الفرج.. كالنواة أو كعرف الديك، قطع هذه الجلدة المستعملة دون استئصالها (33).

وقال النووي: هو قطع أدنى جزء من الجلدة التي في أعلى الفرج (34).

ولكن الأمر- كما هو مطبق الآن في بعض البلاد الإسلامية من أفريقيا- لا يقف عند هذا الحد الذي ذكره العلماء، بل يجاوز ذلك كما في الخفاض الفرعوني، (35) الذي مازال منتشراً في بعض البلاد، إذ يزيلون كل شىء ويقطعون الأشفار والعضو، ويتركون فتحة للبول والدم.

ويذكر الأطباء أن لهذا الختان- ولاسيما الخفاض الفرعوني- مضاعفات سيئة نلخصها فيما يأتى:
_____________
(31) انظر " الروضة ": 10/ 180.
(32) " فتح الباري ": 10/340 .
(33) " فتح الباري ": 10/ 340. علق صديقنا القديم الحميم الدكتور محمد هيثم الخياط حفظه الله على هذا فقال: " هذه الجلدة في التشريح تسمى قلفة البظر، فإذا كانت هي المقصودة بالقطع، وكان النهك منهاً عنه، فإن قطع أي شىء ولو قليل جداً من البظر نفسه يدخل في
حد تحريم النهك ويأثم فاعله. وواضح أن القطع ليس معناه الاستئصال، كما ذ كر الماوردي بحق، فحتى هذه الجليدة لا تستأصل وإنما يقتطع منها. وانظر إلى قول النووي ( قطع أدنى جزء من الجلدة) فليت شعري أي جراح تجميل هذا الذي يستطيع ذلك "؟
(34) " المجموع ": 3/148.
(35) انظر رسالة " الخفاض الفرعوني في رأي الطب والشريعة " للدكتور الأمين داوود وقد أهداني نسخه منها عندما زرت السودان أستاذاً زائراً في جامعة أم درمان الإسلامية ولأهميتها ألحقتها برسالتي هذه. وجزاه الله الخير.
1 ــ إن هذا الختان تشويه للعضو، يترك آثاراً نفسية سيئة على المرأة، كالشعور بالاكتئاب، والتوتر العصبى، والقلق النفسي.
2- إن هذا الختان يضعف الناحية الجنسية، وهذا يؤثر في إفساد الحياة الزوجية في المستقبل، ويقيم صعوبة كبرى أمام الإرواء الجنسي للفتاة.
3- إن هذا الختان قد يؤدي إلى التلوث ودخول الجراثيم إلى حوض المرأة بعد إجرائه بواسطة المشعوذين الجهلة في أماكن غير صحية، مستخدمين آلات غير معقمة، وهذا يؤدي إلى مرض الفتاة، وإصابتها بالتهابات، وانسداد قنوات فالوب، وربما أدى إلى حصول نزيف حاد بعد العملية، وقد يؤدي إلى موت الفتاة.
أقول : واستخدام الآلات غير المعقمة ليس خاصاً في ختان الأنثى، بل هو
وارد في ختان الذكر. ولكنني ذكرته هنا لأنه الواقع القائم في السودان وبلاد
أخرى (36).
4- إذن هذا الختان قد يكون سبباً للعقم. وإن لم يؤد إلى العقم وحملت الفتاة، فإنه يعوق نزول الوليد، ويقضى أن تتم الولادة بعملية جراحية.
5- إن هذا الختان- كما يقول الطبيب الدكتور صلاح أبو بكر (37)- يؤذي الجهاز البولي، ويسبب الناسور البولي، ثم حبس البول، وحبس دم الدورة الشهرية. ويقول أيضاً: وهناك مضاعفات تتمثل في التهابات تصيب بقية الأعضاء "كعنق الرحم أي هو ما يعرف بقرحة الرحم، ثم التهابات الغشاء الرحمي... إلخ إلخ...

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.52 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]