بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله.
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والحمد لله الذي وضع موازين لهذا الكون العظيم المليء بعجائب قدرته والتي لا يستطيع أنسي ولا جني أن يخلقوا مثلها فله الحمد أولا و آخرا كما أن الفضل منه أولا و آخرا.
ثم أما بعد...
النمل مخلوق صغير جدا لا نأخذ بالنا منه وهو موجود في كل مكان وتختلف أنواعه من بيئة إلى أخرى حيث وصل عدد الأنواع المعرفة في عام 2006 إلى 11844 نوع أغلبها يعيش في المناطق الحارة وللنملة ستة أرجل ولقد عرف النمل منذ القدم
حيث عايش الديناصورات في العصر الطباشيري ومعظم أعداد النمل من الشغالات وكلهن إناث وهي التي تقوم ببناء المستعمرات ولكل مستعمرة توجد ملكة وظيفتها وضع البيض ويرجع عدد البيض الذي تبيضه الملكة إلى نوع النمل فإنه يصل في النوع الأفريقي من ثلاثة إلى أربعة ملايين بيضة شهريا.
ووظيفة الذكور منها التزاوج فقط (تلقيح الملكة) وبعد تلقيح الملكة يموت الذكر مباشرة, والنمل حشرة اجتماعية ولا تستطيع العيش منفردة إنما تعيش في مستعمرات,ومستعمرات النمل ليست واحدة لجميع أنواع النمل, فمثلاً نمل المحاصيل يبني حجرات متصلة تحت الأرض، بينما يشبك النمل الخياط أوراق الشجر ويصنع عشا أخضر أسطواني الشكل, هناك أعشاش أخرى للنمل قد تكون على شكل حجرات داخل الأشجار مثل ما يفعل النمل الحفار, وأعشاش النمل تحت الأرض قد تبلغ أربعين قدما عمقا تحت الأرض، فقد تمكن فريق من العلماء الأوروبيين من اكتشاف مستعمرة هائلة للنمل تمتد لالاف الأميال من إيطاليا إلى شمال غرب إسبانيا,وبيت النمل مقسم إلى عدة حجرات منها للصغار ومنها كمخازن للطعام وحجرة خاصة للملكة,وتنقسم المستعمرة إلى عدة مجاميع لكل منها واجبه الخاص والمحدد,كالحراسة والتنظيف والفلاحة,ونحن لا نتعجب إن قلنا أن مجتمع النمل فاق مجتمع البشر.
ولقد ورد ذكر النمل مرتان و نملة مرة واحدة في القرآن وهناك سورة النمل والتي تقص حديث لنملة مع سيدنا سليمان عليه السلام وجنده, (حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) الآية (18) من سورة النمل, التي تعكس الصورة الربانية العظيمة التي خلق عليها هذا المخلوق الصغير.
فالنمل يبني المدن، ويشقُّ الطرقات، ويحفر الأنفاق، ويخزِّن الطعام في مخازن و مستودعات ، وبعض أنواع النمل يقيم الحدائق، ويزرع النباتات ليتغذى عليها. وبعض أنواع النمل يحتفظ بمواشي خاصة به، فيحلب رحيق في بطنها. والنمل تشن حروباً على قبائل النمل الأخرى، وتأخذ الأسرى من النمل المهزوم وتسخره لخدمتها، وبعض أنواع النمل تستأنس حشرات أخرى في أوكارها للاستفادة منها. وصدق الله عندما قال في محكم كتابه العزيز (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون) الآية (38) من سورة الأنعام
فسبحان الخلاق العظيم
مــنــقـــول