عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-07-2007, 02:28 PM
الصورة الرمزية @أبو الوليد@
@أبو الوليد@ @أبو الوليد@ غير متصل
كلمـــــة حق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: @قلب غــــــــــزة@
الجنس :
المشاركات: 6,779
الدولة : Palestine
افتراضي

مسرحية الأحداث التي وقعت في المسجد الأحمر بمدينة إسلام أباد الباكستانية تثير التساؤل حول ما إذا كان الأمر برمته مسرحية من إعداد النظام الباكستاني لتشويه صورة الحركة الإسلامية ومن ثم كل حركات المعارضة في البلاد. وقد بلغت الأمور ذروتها بالحديث عن محاولة إمام المسجد وقائد ما أسمي بالتمرد الهروب مرتدياً زي امرأة منقبة، وهو ما أعاد الى الأذهان عملية تشويه النقاب بالحديث المستمر في بلدان عربية عديدة حول تخفي اللصوص والفساق من الرجال وراء النقاب لتحقيق مآرب إجرامية.



وتحقيقاً لنظرية المؤامرة تعمدت السلطات الباكستانية في حركة مسرحية إظهار الرجل على شاشة التليفزيون وهو يرتدي النقاب ثم يقوم بكشف هذا الستر من على وجهه وظهر وهو يغالب الخجل والخزي ويدعو أتباعه المفترضين الى الإستسلام.



وخلال كل الأزمة كان دور الإعلام واضحاً في رسم ملامح المسرحية. فالحديث الذي دار كان يقدم صورة مجموعة من المتخلفين عقليا أو من عملاء الطالبان الذين أعلنوا إمارة خاصة بهم داخل حدود المسجد وانطلقوا منها ينفذون أحكام الشريعة التي لم تتعد خطف بعض النساء اللواتي وصفن بأنهن سيئات السلوك. وبجانب ذلك فإن كل بضاعة هذه الإمارة تعلقت بالصياح والصراخ من داخل المسجد والتهديد بارتكاب أعمال عنف.



هذه هي الصورة التي أنتجتها التغطية الإعلامية لواقعة المسجد الأحمر والتي استغلتها السلطات الباكستانية لتبرير عملية إقتحام المسجد التي سقط فيها العشرات من الطلاب داخله بين قتيل وجريح وتم إلقاء القبض على المئات الذين خرجوا في مشهد مهين وكأنهم أسرى حرب لدى القوات الأمنية الباكستانية.



وقد حققت هذه المسرحية الإعلامية الأمنية عدة أهداف في آن واحد.. فهي من ناحية أولى أظهرت الحكومة الباكستانية أمام أصدقائها وسادتها من الأمريكيين والغربيين على أنها مستعدة للقيام بأي شيء لضرب ما يوصف بالتيارات المتطرفة حتى ولو كان هذا هو إقتحام مسجد كبير في بلد قام على الإسلام، وقتل وجرح وإهانة أعداد كبيرة من طلاب العلم الديني بينهم فتيات. وبدا من الواضح أن نظام الجنرال مشرف يستغل هذه الواقعة المصطنعة لكي يعيد تأكيد الولاء للأمريكان وإستعداده لتقديم الخدمات المطلوبة وكفاءته وقدرته على ذلك.



أما الهدف الآخر الأكبر للعملية فكان إحداث أكبر قدر ممكن من التشويه والإهانة والسخرية من قطاع معين ينتسب الى التيارات الإسلامية وإظهاره بمظهر المفلس والتافه والمتعصب والجاهل وتسفيه قياداته كما ظهر من خلال صورة الإمام المزعوم الذي كان حريصاً على المزايدة والتحريض ودفع الطلاب المتحلقين حوله الى الصدام والصراع لكن حينما حان الجد وتأزمت الأمور سارع الى الهرب وبطريقة مهينة للغاية، ثم بادر الى حض نفس الأتباع الذين كان حتى دقائق قليلة يدعوهم للصدام العنيف مع الحكومة الى الإستسلام وهو ما فعله مئات منهم كان مآلهم أن سيقوا نصف عرايا ومعصوبي الأعين على يد قوات الشرطة كمجموعة من اللصوص.



ويتبقى من الأزمة أنها تمخضت عن حدث غير مسبوق في أي بلد إسلامي – ناهيك عن بلد مثل باكستان قام على الإسلام – وهو إقتحام بالنيران لمسجد وقتل بعض رواده من جانب القوات الامنية .
ومن اهداف افتعال هذه القضية
1) الرئيس ابرويز مشرف أكد للعالم أن بقاءه في الحكم هو الذي سيضمن التخلص من المتطرفين و الإرهابيين



2) صرف الأنظار عن قضية الحكومة ضد قاضي القضاة الباكستاني والتي هددت بازمة كبيرة لحكومة مشرف خاصة بعد ان اعترضت المحكمة على الدلائل التي قدمها محامي الحكومة




3) جمدت العملية العسكرية الشعب الباكستاني كله أمام شاشة التلفزيون يستمع و ينظر إلى ما يجري حول المسجد الأحمر دون أي شعور بالمحنة التي يمر بها إخوانهم المواطنون بإقليم السند و بلوشستان جراء الأمطار الغزيرة و الفيضانات خلال الأسبوع الماضي والتى اظهرت ضعف العمل الحكومي والتفرقة الواسعة بين الولايات الباكستانية من حيث ما تحظى به اقاليم اسلام اباد وكراتشي وغيرها من المدن من اهمية بالغة وما تصرف لها من اموال على حساب المدن والاقاليم الاخرى



4) صرفت النظر نهائيا عن مؤتمر جميع الأحزاب الذي عقد بلندن و دعا إليه نواز شريف رئيس الوزراء السابق وانتهى اول أمس باتفاق المشاركين فيه على المطالبة من الجنرال مشرف باستقالته و لم يشعر المواطن العادي بذلك المؤتمر الذي كان ذا أهمية بالغة في إطار الوضع السياسي الراهن في البلاد والغاضب جدا من مشرف.

التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 13-07-2007 الساعة 11:08 AM.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.66 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]