تابع :
21-قال الشعراوي رحمه الله :" إن الإسلام تدبير وليس تبريرا . إنه يُـدير المسألة قبل أن تحدث , أما أن نرى المسألة بعد أن تقع فنجلس عندئذ ونحاول تبريرها عن طريق الإسلام فهذا منهج مرفوض في ديننا" لأننا بذلك نطلب من الإسلام أن يَحُلَّ مشكلات هو ليس مسؤولا عنها ,كما أننا نطلبُ منه أن يجيب عن أسئلة يمكن جدا أن لا تُطرَح لو أنه حُكِّمَ وأُعطيَتْ له الكلمةُ .
والإسلام جاء ليحكُم لا ليرقِّع ,كما أنه جاء ليحكُمَ لا ليُحكَمَ .
22-وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله أيضا :"إن من لم يقطع يد السارق في نيته أن يسرقَ ,وكذلك من لم يرجم الزاني وكذلك ...إن الشريعة الإسلامية لو طُبِّقت لما كان للشباب المتشدد (أو المتطرِّف أو المتزمت أو المتعصب أو الأصولي أو الإرهابي أو ..) حجة فيما يفعلونه بالخروج على حكامهم .إنما هم يتشددون الآن ويناوشون السلطة لأن الشريعة الإسلامية غير مطبقة . ولو طُبِّقَت الشريعةُ لاختفت كلُّ هذه المناوشات والمهاترات والمشاحنات بين الجماعات الإسلامية والسلطات الحكومية,ولما كان عندنا ما يُطلق عليه الآن بالتطرف الديني ".
23-لا يُمكَّن رجلٌ حتى يُبتلى ,فإن الله ابتلى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم أجمعين , فلما صبروا مكنهم . فلا يَظُنُّ أحدٌ أن يخْلُصَ من الألم البتة , وأن يصلَ إلى ما يريد ويبتغي بدون طول بلاء .
هذا إذا أراد المسؤولية كتكليف في الدنيا وكأجر زائد في الآخرة , أما إذا أرادها تشريفا فلينحرف كما يشاء وليتبع هواه كما يحب , فستأتيه المسؤولية غالبا بسهولة , لكن عليه ألا يلوم إلا نفسه في النهاية .
24-إذا طال الخصامُ بين شخصين فلابد أن يكون كلاهما على باطل , لأنه لو كان أحدهما على حق فإن حقَّه لا يلبث أن يظهرَ بإذن الله .
25-قيل:"هذه هي التربية الواقعية والدرس العملي الذي يجب أن يعيش فيه كل من تولى أمرَ شعب أو جماعة : راحة الشعب أو الجماعة أولا ثم راحته هو شخصيا لا في المقام الثاني ولكن في آخر المقامات". لكن للأسف أين نحن من هذا ؟! أين نحنُ من أمثال عمر الذي كان يحرصُ على أن لا يشبعَ حتى يشبعَ كلُّ فردٍ في أمتهِ والذي قال قولته المشهورة :"لو عثرت بغلةٌ في أرض العراق لخِفتُ أن يسألني الله عنها :لمَ لَمْ تصلحْ لها الطريقَ يا عُمَر ؟!". وأذكر أنني سألتُ بعض المترشحين للإنتخابات البلدية في السنوات الماضية (يعرفونني جيدا ويحترمونني جدا والبعض منهم يُـعتبرون تلاميذي , لأنهم كانوا يحضرون دروسي الدينية التي كنت أقدمها للطلبـة في جامعة قسنطينة وفي بعض الأحياء الجامعية عندما كنتُ أدرسُ في الجامعة - في السنوات 1975- 1978 م-), قلتُ لهم :"صارحوني بالله عليكم : من منكم يريد المسؤولية ليخدم شعبه ووطنه وبلده و.., أو من منكم لا يريد المسؤولية من أجل مصالحه الشخصية أولا , من ؟! ؟! ".وأؤكد للقراء أن أغلبية من طرحتُ عليهم السؤال (حتى لا أقول كلهم ) نظروا إلى بعضهم البعض وابتسموا ثم ردوا علي "يا شيخ عبد الحميد ,رفقا بنا لا تتشدد معنا!". والجواب فيه الاعتراف الضمني بأنهم يبحثون عن المسؤولية ليشبعوا هم لا ليشبع الشعبُ و...
إن مصيبة المصائب عندنا هو أن حكامنا يفكرون أولا وثانيا في أنفسهم , ولا يفكرون في شعوبهم إلا في المقام الأخير-هذا إن فكروا-.وهذا هو سبب أزمتنا الأساسي قبل أن يكون السبب اقتصاديا أو سياسيا أو..
يتبع :
__________________
|