لم أكن متسرعا فمثل هذا نقابله في اليوم عدة مرات، بل الأمر واضح جدا لا يحتاج إلا أدنى استدلال، وأمثال هذا لا بد من الضرب على أيديهم بقوة حتى ينتهوا عما يفعلون
* مجال العلاج قائم على العلم فمن ليس لديه علم فليس له الحق بإقحام نفسه فيما يجهل، والنتيجة اليوم أن أغلب المعالجين مجرد رقاة فقط، وكثيرين منهم جهال بما تحمله الكلمة من معنى، والشاهد هو كم المرضى الذين يفشل المعالجون في علاجهم على مدار سنوات تصل إلى عشر وعشرين سنة وأكثر، ومنتديات الرقية تفضح جهلهم من خلال كتباباتهم وتضارباتهم وتصارعاتهم ذات المبررات اللاأخلاقية.
* وهذا الرجل ليس جاهلا حتى نعذره بالجهل فهو يتقاضى أجرا، أي أنه محترف وليس متطوعا أو ساذجا، ومن يحترف فقد تطبب، ومن تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن كما في الحديث الصحيح، وبالتالي لا يعذر بالجهل.
* الحكم بالجهل لا ينفي الحكم على الفعل نفسه بأنه سحر، وبالتالي فإن اسم الفاعل يصير هنا ساحر، أما الحد الشرعي بقتله لأنه يمارس السحر فهذا امر آخر يترتب على التعمد والعلم وغير ذلك من الضوابط الشرعية، فليس كل السحرة يجوز قتلهم، وإلا لقتلنا أغلب البشر لأنهم يكارسون عادات سحرية ويدهلون حقيقتها، فهناك من يستحق عقوبة تعذيرية من الحاكم وهناك من يستحق إقامة الحد بقتله.
* الأدلة التي ضربتها لي ليس فيها عذر بالجهل، بل أدلة العذر بالخطأ وقد رفع الخطأ عن الأمة، والعذر بالجهل هو باب عظيم من أبواب الفقه، فليس كل من أخطأ يعذر بالجهل، فرجل يتقاضى أجرا لا عذر له بالجهل بمسألة البخور، فمن جهل ما وصلت إليه من حقيقة البخور لا يجهل أنه تشبه بالسحرة.
* الأصل في الأشياء الحل إلا بنص، وقد أوردت نصا صحيحا في حرمة النبذ، وكما هو يسري في حق الإنس فهو سار في حق الجن أيضا، وقد بينت لك أن الزيوت تنبذ بالحرارة وليس بالماء، مما يحسم المسألة في حق الجن.
* ليس التحريم هنا درءا للشبهات وسدا للذرائع، ومخالفة السحرة، ولكن التحريم لدي مرجعه مخالفة النص في حق الجن، فما حرم سدا للذرائع يباح لمصلحة راجحة، لذلك لا بد من قول ثابت لا يفتح الباب للشيطان، فالشريعة سارية في حق الجن كما هي سارية في حق الإنس أيضا، والبخور نصا هو طعام للجن، وعليه فلا يحل للمعالج أن يستخدم طعاما منبوذا مع الجن، فهذا يقوي الشياطين على المريض وينفر الجن المسلم ويضعفهم.
* البخور المفرد نافع للجن المسلم، فالأصل فيه الحل لأنه ورد في السنة، وبالتالي لا يمكن تحريم التبخير المفرد لأنه نافع للجن المسلم إذا ذكر اسم الله عليه، ولا ينتفع به الشياطين، فلنسد الثغور أمام الجن المسلمين قبل أن نقدم لهم البخور. لذلك فاستخدامه في الأصل كمفرد ليس حراما، واستخدامه في العلاج فيه مشابهة بالسحرة، لذلك لا استخدمه، لكن استخدام البخور المخلط يوافق عمل السحرة فهو حرام لأنه صار سحرا.
* البخور المخلط السر فيه المزج وهو النبذ، لذلك يستخدمه السحرة لتقوية اتباعهم من الجن، وكقربان للشياطين، فالغرض منه واضح جلي، وبالتالي يحرم استخدامه من جهتين من جهة النبذ ومن جهة الغرض من النبذ، ولأن السبب الأساسي هو تقريبه للشياطين فنبذه حرام.
* قراءة القرآن ليست سببا لتبرئته، بل هو مدان على أضعف الأحوال لأنه يتطبب بغير علم، هذا إن أحسنا الظن به، وإلا فهو ساحر.
__________________
موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي للباحث (بهاء الدين شلبي)
التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 12-06-2007 الساعة 10:08 PM.
|