عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-05-2007, 08:18 PM
الصورة الرمزية نسمة الايمان
نسمة الايمان نسمة الايمان غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: دار الممر
الجنس :
المشاركات: 1,866
افتراضي أي الطريقين تسلك ايها العاقل ؟

حين ترى أمامك مفرق طريقين :

الأول : طريق شائك صعب وعر ..
أما الثاني : فطريق سهل ميسور ..


بقرب كل منهما لوحة إرشادية وضعتها الحكومة ..
اللوحة الأولى

بقرب الطريق الأول تقول : لا عليك ..

هذا الطريق رغم ما تراه من وعورته وصعوبته وقسوته ،

فإنه وحده الذي يوصلك إلى غايتك التي ترجو الوصول إليها ..


وأما اللوحة الثانية ،

بقرب الطريق الثاني: فتؤكد لك ،

محذرة إياك من سلوك هذا الطريق الذي تراه سهلاً ميسورا ،

فإنه مليء بالأخطار ، والهلاك فيه محقق ، ثم أنه _ على فرض قدرتك
على قطعه _ فإنه لا يوصلك إلى نهاية ..!!
_ قال الشيخ وهو يدير عينيه في وجوه الحاضرين :

السؤال الآن :

أيها العاقل : ترى أي الطريقين تسلك ..؟!!

وسكت قليلا ، كأنما يحاول أن يعرف صدى كلماته ثم قال :
لا شك أن النفس تميل إلى السهل الميسور ،

ولكن العقل يتدخل ويوازن بين ألم قصير ،وعاقبة حسنة ،

وبين لذة قصيرة ، وهلاك محقق .

فيختار سلوك الطريق الصعب __ وإن شق عليه __ ..

أليس كذلك أيها الكرام ؟

اكتفى كثيرون بهز رؤوسهم بالإيجاب :

كأنهم يقولون : ما في ذلك شك .. غير هذا حماقة واضحة ..

ابتسم الشيخ وأطلق تهليلة مد بها صوته في نبرة مؤثرة ، ثم قال :
هذا بالضبط هو مثال طريق الجنة ، وطريق النار ..
_ في الحديث الشريف يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( حفت الجنة بالمكاره
وحفت النار بالشهوات )
رواه مسلم.
فطريق النار طريق ميسور ، مليء بالمتع والشهوات واللذائذ ،

ولكن ما نهايته ؟ نهايته غضب الله وسخطه والعياذ بالله ..؟!

نهايته قد تكون : خاتمة سوء يلقاها هذا الغافل عن ذكر ربه ..

طريق خلاصته : ضنك في الدنيا ، وعذاب في الآخرة ..

فأي حماقة أكبر من هذه الحماقة التي يرتكبها أكثر الخلق

وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!!؟

وعاد يطلق تهليلة يرفع بها صوته ويمده ،

وتحسب أنها تخرج من قاع قلبه فتصل إلى قاع قلبك فتهزه هزا .

أما فأحسب أني رأيت دمعة كانت تترقرق في عين الشيخ

وواصل حديثه قائلا :
إن طريق الجنة ، يحتاج إلى مجاهدة للنفس الأمارة ، حتى تستوي على الطريق المستقيم

( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى **

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )


( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )

وتحدث عن معالم على طريق مجاهدة النفس ، ثم قال:

أيها الأخ الحبيب :

حاسب نفسك على ضوء هذه القاعدة _ مثال الطريقين _

..فإن الأمر جد لا هزل فيه ..
وإن دقيقة واحدة باقية من العمر ، إن فيها لأمل عظيم في رحمة الله .

فأين من يعزم ويقرر ويمضي ليصعد إلى القمة رغم أشواك الطريق .

ومن لا يحب صعود الجبال ** يعش أبد الدهر بين الحفر

وتذكروا بديهية أخرى :

إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسامُ

فوطنوا أنفسكم أن تكونوا أصحاب همم سامية راقية
همم لا ترضى بغير القمم ..

وهذا ما يعلمكم إياه رسول كم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :

( إذا سألتم الله الجنة ، فاسألوه الفردوس الأعلى )
اخرجه البخاري


إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ ** فلا تقنع بما دون النجومِ


منقول

__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.98%)]