لكن أكثر ما ظل عالقاً في ذهني من تلك الحقبة المنورة بالحكايات عن النساء و الشياطين والسحر ....
هلوسة طفولية ....في ذاك الزمان كانت تدفعني الى التفكير :
ما الذي يدفع المرأة الى ان تتحمل هذه الاتهامات التي تخرجها عن جنس البشرية !! لماذا لا تتخلص من الشيطان وتتخلص من كل تلك المصائب !!!!
ثم ، لماذا كل هذا الكره والخوف من الشيطان ( الذي هو المرأة ) !!
اذا كانت هذه المرأة ( وهي بنظرنا نحن الاطفال ........ كل ام ) بسيطة ، وديعة ، هادئة ، طيبة ، غير مؤذية
ما هذا الشيطان ( المسكين ) الذي لا يفك الحرف ولا يعرف جدول الضرب ( الا جدول الضرب والتعنيف والشتائم والتوبيخ )
وبالرغم ان كتب السحر جميعها من تأليف الرجال !!
نجد ان الرجال نادرا ما اتهموا بممارسة السحر كما اتهمت المرأة بذلك وبهذه الكثافة.
ولا بد من الاشارة الى انه و من الأسباب المهمة في اتهام المرأة بممارسة السحر ايضا هو للتغطية على ضعف الرجل المتعالي اذ لا يمكن ان يسقط رمز الفحولة بسبب الأنثى الا اذا استعانت هذه الأنثى وتحالفت مع قوى الشيطان
عندها يصبح سقوطه له ما يبرره نفسيا واجتماعيا والمجتمع يقبل او يتقبل ويعذر الرجل الذي يشاع انه سحر من قبل امرأة لكنه لا يتقبل المرأة التي تتفوق على زوجها ذهنيا ووظيفيا
وكم من زيجات فشلت بسبب تفوق المرأة على زوجها بل ان بعض الشباب يعزفون عن خطبة المرأة التي تفوقهم في مرتبتها ومرتبها هذه حقيقة ملموسة ونسمعها من بعض الشباب ....
وكما قلنا المجتمع يقبل بإشاعة السحر ولا يقبل بحقيقة تفوق المرأة