بسم الله الرحمن الرحيم
(الفصل الثالث)
{الأدب مع ولاة الأمور}
الأدب خلق يتخلق به الناس مع بعضهم البعض ومن حكمة الله عز وجل أن جعل الناس درجات ولذلك كان للتعامل مع كل طائفة أو درجة من هؤلاء الناس نوع من التعامل ودرجة من الخلقكما .قال تعالى { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (16)}.سورة الأنعام .ولما كان الرسل والأنبياء هم أعلى الناس درجة ومرتبة بدأنا بالكلام عن الأدب معهم في الفصل السابق .ويليهم في الدرجة والأهمية ولات الأمور وأعني بهذه الكلمة معناها الخاص والعام كما سنوضحه إن شاء الله تعالى في هذا الفصل.
إن ولي الأمر بمعناه العام هو كل من تولى أمر مجموعة من الناس وأصبح مسؤول عنهم أمام الله وأمام الناس وإن إختلفت درجة هذه المسؤولية كالمسؤول عن حياة شخص في جميع شؤونه أو في بعض شؤونه .ويجب أن نعلم أننا بصدد موضوع هام جداً بالنسبة الفرد والمجتمع والأمة ولذلك وضح الله عز وجل في كتابه العزيز هذا الموضوع في آيات تكلم فيها عن ولات الأمور وطاعتهم .وعنا الرسول صلى الله عليه وسلم إعتناءً كبيراً بهذه القضية الهامة وعلى ذلك سوف نحاول تفصيل هذه المسألة إن شاء الله تعالى.
*قبل أن نتكلم عن طاعة ولات الأمور يجب أن ندرك أن الإنسان خلقه الله جل وعلا حرٌ بين الناس عبدٌ لله وحده لا شريك له وكانت طاعة ولات الأمور صورة من صور هذه العبودية التي أمرنا الله عز وجل بها حيث أن طاعة أي مخلوق يجب أن يكون مصدرها طاعة الله عز وجل .فإن أمر المخلوق بمعصية الخالق فلا طاعة ولا إتباع وهذا هو شرط أساسي في طاعة ولات الأمور وغيرهم على إختلاف مسؤولياتهم ودرجاتهم بين الناس .و وضح جل وعلا هذا الشرط في قوله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}.سورة النساء .فجعل الله عز وجل طاعة أٌولي الأمر مرجعها إلي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.وقال صلى الله عليه وسلم(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) (صحيح): 7520 في صحيح الجامع..ولأهمية هذا الشرط جعل الحل في حالة إختلاف الناس أن يعودوا فيما إختلفوا فيه إلى أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذه أُسس يجب أن يفطن الناس إليها ولا ينسوها لأن عدم الأخذ بهذه الأسس فيه الوبال العظيم وقد بين الله عز وجل لنا ذلك في الأمم السابقة أن سبب هلاكهم هو طاعتهم لكبرائهم وعظمائهم بدون متابعت أمر الله ورسوله فأهلكهم الله عز وجل وأدخلهم النار بهذه الطاعة العمياء كما يسميها البعض.حيث قال تعالى{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ }. سورة الأحزاب.وقال تعالى{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }.سورة الزخرف.
*إن أولى الناس بالطاعة هم ولات أمور المسلمين الذين يعملون لمصلحة المسلمين وإن من أشد الضرر على الناس وعلى الأمة كلها إختلاف الناس على ولات أمورهم ومخالفتهم مما يأدى إلى إثارة الفتن والتشتت بين الناس وتحل الفوضى وتتفكك الأمة ويصبح سعيهم شتى فتنهار الأمة وتضيع قوتها و في ذلك آيات كثيرة من واقع الأمم السابقة وأمنتا أيضاً .ولنا في غزوت أحد عبرة وعظة لمن كان له عقل (فإن مخالفة بعض الصحابة لأمر من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم أدى إلى إنهزام جيش المسلمين بعد أن كان منتصراً تأديباً لهم وتعليماً لمن يأتي من بعدهم) وما إنهارت هذه الأمة إلا من بعد أن شاعت الفتن ولم يكن للأمة قائد يقودها نحو التقدم والتمسك بدين الله غز وجل فضاعت همم الناس وتفرقوا ونالهم من الهوان ما نالهم.
*والطاعة تجب لكل مَن ولي أمر من أمور المسلمين ومَن وَكل له ولي الأمر هذا العمل وقد أعطي الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك الأمثلة كما وراد عنه في حديث أبو هريرة(َ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي)رواه البخاري.لأن هؤلاء يعملون في مصالح المسلمين و في صالح العباد والبلاد إن كانوا أهل دين…
*ومن ولات الأمور علماء المسلمين: إن للعلماء المخلصين العاملين بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم شأن كبير في هذا الدين العظيم وفي هذه الشريعة المباركة ولقد كرم الله عز وجل العلماء أعظم تكريم في كتابه العزيز.حيث قال تعالى{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}سورة آل عمران.وضح الله غزوجل لنا أن العلماء هم الذين يشهدون بأنه (لا إله إلا الله) حق الشهادة وذلكبما آتاهم الله عز وجل من علم يتعرفون به على خالقهم وعلى صفاتة الجليلة العظيمة فهم يعبدون الله عز وجل على علم بقدره وقدرته سبحانه وتعالى و وصفهم أنهم يقومون بالقسط بين الناس أي بالعدل الذي عرفوه من شرعية الله غز وجل .وهم أشد الناس خشية لله جل وعلى حيث قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنمَّا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }.سورة فاطر.فالعلماء هم مصابيح الأمة وقادتها وهم أهل الثقة لذلك كان على الأمة أن تبحث عن هؤلاء العلماء الثقات الذين لا يأخذهم في الله لومة لائم والذين لا يحيدون عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم طرفة عين فهم العلماء الربانيون ومن صفاتهم أنهم عالمون عاملون يجمعون بين العلم والعمل فهؤلاء يجب أن تسير الأمة ورائهم فهم أهل لذلك.فهم ورثة الأنبياء وطاعتهم واجبة وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبي داود(من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر): 6297 في صحيح الجامع.
.ومن الخلق مع العلماء أن نتعلم منهم ونعاملهم بأحسن الأخلاق وأطيبها كأننا نعامل ورثة النبي صلى الله عليه وسلم..
*وأيضا من الأدب مع العلماء أن نتعلم أدب الخلاف في المسائل الشرعية وليس كلما إختلف عالمان في مسألة إفترقنا أحزاب ينهر بعضنا بعضاً ولنعلم أن الخلاف وارد ولقد إختلف الصحابة الكرام ونحن لسنا أفضل منهم .
.وعدم البحث وراء أخطاء العلماء لنعيب عليهم ونسيئ إليهم بين الناس بدعوة أن العالم الفلاني أخطأ في المسألة الفلانية فليس لأحد العصمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم .كما أنهم ليسو كغيرهم من الناس فإن العالم إذا أخطأ بدون قصد فهو مأجور من الله عز وجل كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم.( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران و إذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد): 493 في صحيح الجامع.
.توضيح الأخطاء يجب أن يكون بين العلماء بعضهم وبعض لأنهم أهل لذلك وأكثر فهماً للعلم وأدبه.
-عدم إزاعة الأمور المحدثة التي لا يعرف الشخص مداها ولا أثرها على الناس قبل عرضها علي العلماء وأهل الإختصاص .وقد وضح لنا الله عز وجل ذلك في كتابه الكريم حيث قال تعالى{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }. سورة النساء.
.ويجب أن نعلم أنه ليس كل رأي لعالم يعتبر حجة ويعتبر رأي من الأرآء التي يأخذ بها ويعتد بها في الخلاف فإن من أدب التعامل مع العلماء أن نضع كل منهم في منزلته وعلى هذا تدور المسائل فمثلاً(إذا اتفقوا الصحابة على شئ لا يجب أن نقدم رأي عالم عليهم لأنهم أعلم بالأدلة منا لأنها نزلت فيهم وعليهم)وهكذا فيجب أن ننزل الناس منازلهم وقد أنزل الرسول صلى الله عليه وسلم الناس منازلهم عندما أخبر بأن(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته .) عن ابن مسعود.: (3295 ) صحيح الجامع.و عليه فإن إختلفوا ننزل درجه إلي التابعين ثم الأئمة الأربعة وغيرهم فإن وضحت المسألة وإلا إلى غيرهم حتي نصل إلى حل للمسألة.
*ومن جملة الطاعة لولاة الأمور طاعة أصحاب الأعمال الذين حمَّلوا من يعمل عندهم أمانة في أداء عمل معين مقابل ما يدفعه للعامل أوالموظف
وفي تضيع هذه الأعمال وعدم الإلتزام بها تضييع للأموال وذلك محرم شرعاً وسيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة لأنه تضييع لأموال الغير .وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنة) رقم1881السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله. وإتقان العمل من المحافظة على أموال الغير ومَن أضاع أموال الناس فهو إنسان غير أمين.وقال صلى الله عليه وسلم.( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ الأمانة وحسن الخلق وعفة مطعم . ) : 873 في صحيح الجامع.
و قال صلى الله عليه وسلم(أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) .عن أبي هريرة .: 240 في صحيح الجامع.
*طاعة الوالدين :إن من أهم الناس الذين لهم الطاعة على الإنسان هم والديه ولهم أعلى درجات الطاعة لتلك الأهمية البالغة جعل الله عز وجل لبر الوالدين قدر كبيرمن الوحي من الكتاب والسنة حتى أنها بلغت منتها الطاعة وحسن المعاملة وفي ذلك الحكم الكثيرة ومنها أن الولدين هم سبب وجود الإبن وإحترامهم وطاعتهم يعلمك الوفاء لأنهم سبب في وجودك فمن باب أولى طاعة الخالق جل وعلا .ولنتعرف على مدي إهتمام الشرعة الإسلامية العظيمة بهذه المسألة ومدى هذه الطاعة سنتعرض لآيات القرآءن. حيث قال تعالى{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنِ وَفِصَالُهُ فِي عَامَينِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مُرْجُعُكُمْ فَأُنَبِّئَكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }سورة لقمان. فلأهمية بر الوالدين كانت وصية الله عز وجل للإنسان وطاعتهما تصل لأقصى درجة .ومنتهاها كما أوضحت الآية هي أن يجاهداك على الشرك بالله ومع ذلك يجب عليك أن تصاحبهما في الدنيا بالمعروف .والأحاديث في هذا المجال كثرة ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم .عن معاذ بن جبل.( أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس وإن أصاب الناس موت فاثبت وأنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله ) رواه أحمد والطبراني في الكبير .
و روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال(الوالد أوسط أبواب الجبة)عن أبي الدرداء (صحيح الترغيب والترهيب)
.بل إن فضل بر الوالدين والقيام على طاعتهما ورعايتهما يعدل فضل الجهاد في سبيل الله كما ورد في الحديث (أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)رواه مسلم رحمه الله.
.ويجب أن يعرف الإنسان أن الشر كل الشر في عقوق الوالدين وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتيجة عقوق الوالدين الجزاء يكون في الدنيا والأخرة حيث قال(اثنان يعجلهما الله في الدنيا البغي وعقوق الوالدين ).: 137 في صحيح الجامع
وقد وضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن عقوق الوالدين من الكبائر حيث قال (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور): 1195 في صحيح الجامع.
.ويجب أيضاً طاعة من قام مقام الوالدين إن لم يكونا موجودين كالوصي علي الأولاد مثلاً أو الأخوة والأقارب إن كانوا القائمين علي شؤون الشخص وهذا من باب رد الجميل والشكرعليه.
*ولنا أن نتأمل لمّا كانا الولدين هم سبب لوجود الذرية في الحياه كانت محبتهما وطاعتهما واجبة ويجب أن تعلم أيها الأخ العزيز أن مقدار الحب الذي يحبك إياه أبواك ما هو إلا قطرة أو أقل في محيط حب الله لك وما أحبك والديك إلا لأن الله عز وجل ألقا هذه المحبة منه في قلبيهما رحمةً بك وعطفٌ منه عليك فكان لزاماً علينا أن يكون حب الله جل وعلا في قلوبنا أعظم مما سواه فهو الذي أوجدك ورزقك وألقى عليك محبته ومحبة خلقه (فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)(الهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك).