يا ابن آدم
من تواضع لله رفعه ومن تكبّر وضعه الله
عبدي أطعتنا فقرّبناك , وعصيتنا فأمهلناك
ولو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك
إني والإنس والجنّ في نبأ عظيم , أخلُقُ ويُعبدُ غيري
أرزق ويُشكر سواي . خيري إلى العباد نازل
وشرّهم إليّ صاعد
أتحببّ إليهم بنعمي وأنا الغنيّ عنهم
ويتباغضون عني بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي
من عاد منهم ناديته من قريب ومن بعُد منهم ناديته من بعيد
أهل الذكر أهل عبادتي أهل شكري أهل زيادتي
أهل طاعتي أهل محبتي , أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي
فإن تابوا فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين
وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب
والمعاصي . الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد
يا ابن آدم
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ