عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-03-2007, 08:36 AM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

المستعين بالجن ساحر كافر

ولاستواء الأحكام الشرعية بين الإنس والجن فالسحر محرم في عالمهم كما هو محرم على الإنس، فالجن المسلم لا يسحر، ولا يأتي بفعل مشابه لفعال السحرة، فأذكر أنه في إحدى الجلسات كنت ألف شريط تسجيل الرقية بقلم، بحيث أمرر القلم من خلال إحدى فتحتي الشريط، ثم ألفه في الهواء بحركة دائرية بيدي اليمنى، تماما كما يلف المنديل باليد في (رقصة الدبكة اللبنانية)، فقال الجن المسلمين الحاضرين للمريض: (هذه الحركة من أفعال السحرة تجمع الشياطين)، وهذا تنبيه منهم لخطورة هذه الحركة التي قد لا يأبه لشرها من يجهل بأمور السحرة، والتي ربما كانت سببا في خرق التحصينات وهجوم الشياطين على جلسة العلاج، وهذا بيان على مدى حرمة التشبه بالسحرة لديهم، فكيف الحال بمن وافقت أفعاله وتصرفاته نفس أفعال السحرة من طلب اسم الأم، والاستعانة بالجن، وغير ذلك من المآخذ الشرعية التي يشهدون هم أنفسهم على أنها سحر مبين.

فمن يستطيع أن ينكر استعانة السحرة بالجن؟ فهل يجوز تقسيم الاستعانة إلى حلال وحرام وقد ثبت أن الأصل فيها الحرمة لا الحل؟ إذا فلا فارق يذكر بين الاستعانة بجن مسلم أو كافر على اعتبار أن الأصل فيها الحرمة لا الحل، أما أنه جن مسلم فهذا يتعارض وحرمة التشبه بالسحرة، مما ينتفي معه أن المستعان به جن مسلم فعلا، لا مانع من تقديم معونة من الجن للمعالج حتى ولو كان شيطانا، أما قبول المعونة فله ضوابطه الشرعية، ولكن بشرط بدون أن يسأل المعالج الجن، بدليل أن الشيطان علم الصحابي فضل آية الكرسي.

فحين كادت الشياطين النبي صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل عليه السلام يعلمه صيغة من صيغ الاستعاذة بالله وحده، فرغم أن معه جبريل عليه السلام، وبنفخة من أنفاسه، أو ضربة من جناحه كان من الممكن إطفاء نارهم وإقصائهم بعيدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن الشياطين لم ترتدع عن كيدها بوجود جبريل عليه السلام! ورغم أن الجن المسلمين مفورون، إلا أنه لم يأمره بالاستعانة لا بالملائكة ولا بالجن، ولكن علمه الاستعانة بالله.

فعن أبو التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان كبيرا أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد قل، قال: (ما أقول؟) قال: (قل؛ أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن)، قال: فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.24%)]