بسم الله الرحمان الرحيم
اشكر الاخ الفاضل "ابن حزم الظاهري" على هذا الموضوع الهام والحساس جداً، بالفعل فإن الكثير من الناس بصفة عامة
، والعوام منهم بصفة خاصة، لا يكاد يفرق بين المعالج الحقيقي الذي يستند في علاجه على الوسائل الشرعية ويترفع على
الأهداف المادية المحدودة، وبين المعالج المزيف وهو الذي يستند في علاجه على مخالفات شرعية كثيرة ومتنوعة، على
رأسها الاستعانة بالجن، أو بين الساحر والكاهن والعراف، ظانين أنهم معالجون شرعيون،فقصدهم الناس للعلاج لما
يشكون منه من امراض روحية، خاصة وأن الطب الحديث قد عجز عن علاجهم بل قد أرهقهم وزاد من متاعبهم
فكثر بذلك هذا النوع من "المعالجين الدجالين"، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ، ويزيدون المرضى رهقاً وتعباً
وشقاء, وذلك بسبب الجهل والبعد عن الدين حيث تزعزعت العقيدة الاسلامية فى النفوس وضعف الايمان من القلوب
لذلك كان من الواحب على أصحاب الفهم السليم والمنهج القويم، أن ينهضوا لتنبيه الغافلين من أمة القرآن، ويسلطوا
الأضواء الشرعية على خبايا وخفايا هؤلاء الدجالين، ليعرفهم الناس فيتنبهوا لمكائدهم، لتظهر حقائقهم للجميع.
فالاستعانة تكون لله وحده سبحانه وتعالى وهو واحد احدلا شريك له ولا شببه له وهو خالق لجميع الموجودات يحتاج اليه
الخلق وهو مستغن عن العالمين, فمن يستعن بغير الله فقد كفر واشرك به سبحانه وتعالى.