لم يعد من المنطق أبدا ...
الفرار من تسليط الأضواء على هذه الظاهرة البدائية ،
والسعي نحو إزالة سماكة الغبار المتكلس فوقها،
حتى لا يبقى المجال حكرا على "عشابات "متنقلة ، بيد " دجال" ،
أو وصفات من فم ساحر !!
هذا الانسجام و التماسك ........وراء التوهيم النفسي الرهيب،
شرائح مختلفة لمواطنين....... باتوا يعتقدون بان أمراض المعدة،
والعين والاذن والحلق والكلاوي والمصران لغليظ والأعصاب والصرع والهذيان ،
إلى جانب مرض السكري والضيقة والقلب والمسالك البولية والعقم عند النساء والرجال،
قد تم الحسم فيها.....
على شكل جرعات ( مجهولة ) في وكر من وكور الدجالين ،
او عبر وصفة خليط أعشاب مجهولة المصدر، ملتبسة التنسيب، فاقدة للمصداقية العلمية ،
دون أن يفكر احد منهم...... كيف ستستجيب أجهزة الجسد لمثل هذه التداعيات!! .
ويا ليت الأمر ينتهي عند هذا الحد ،
فلسان الحمار، أو مرارة القنفذ، وشعر الضبع ، أو جناح الذباب !!!!!! ،
مادة ، تدفع العانس ثمنها باهظا بالعمل الصعبة ، أو غيرها من أصحاب القضايا
لدجال مشعوذ ليأتي لها بفارس الاحلام المنشود.....
ناهيك عن ثقافة الحجاب أو الحروزة ، التي تتلقفها العقليات المثقفة وشبه المثقفة ،
على حد سواء عن سابق موعد، لتتباهى بسعادة عجفاء ،
مشتقة من وصفات السحر والشعوذة....
إلى غير ذلك من الخزعبلات التي بكامل الأسف نتعايش مع نتائجها المدمرة،
و نتساكن معها بحميمية ملتبسة ، بفعل الجهل الساكن فينا ليل نهار،
والأمية التي نهادنها،،،،،
هذه الأساطير والمعتقدات البدائية،
ما هي إلا نتاجات ساذجة مرتبطة بتاريخ وبحقبة زمنية،
لم تكن البشرية خلالها تعلم معالجة الأشياء ،
ولم تكن قادرة على إيجاد حل لمتناقضات الواقع،
ولهذا السبب، ظلت تلجأ إلى حلها .......عبر حكايات واعتقادات من الخيال،
حتى يتسنى لها تجاوز المتناقضات .
ولكن اليوم......!!!!!!!
كيف سنفسر هذا الإقبال منقطع النظير على خيم الدجالين بائعي الخلطات المسمومة ....
والوصفات السحرية الكاذبة.....؟
حتى اصبحت اوكارهم من المعالم السياحية ! التي تحظى بزيارة أكبر عدد من الزوار.
كيف سنفسر هذه العودة....... الى الحقب الزمنية البدائية ؟؟؟؟
بل متى أصبحنا ......
أكثر الشعوب اهتماما بثقافة العرافة ، و بالدجل ، والشعوذة !!!؟؟؟