عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-01-2007, 11:02 PM
الصورة الرمزية المستغفرة
المستغفرة المستغفرة غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: سوريا
الجنس :
المشاركات: 1,063
الدولة : Syria
افتراضي

الحجاب حكم وأسرار

فضيلة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
(عضو هيئة كبار العلماء بالمملكةالعربية السعودية)
تعبد الله نساء المؤمنين بفرض الحجاب عليهن، الساتر لجميع أبدانهن، وزينتهن أما الرجال الأجانب عنهن، تعبدا يثاب على فعله ويعاقب على تركه؛ولهذا كان هتكه من الكبائر الموبقات، ويجر إلى الوقوع في كبائر أخرى، مثل: تعمدإبداء شيء من البدن، وتعمد إبداء شيء من الزينة المكتسبة، والاختلاط وفتنة الآخرين،إلى غير ذلك من آفات هتك الحجاب.
فعلى نساء المؤمنين الاستجابة إلى الالتزام بماافترضه الله عليهن من الحجاب والستر والعفة والحياء طاعة لله تعالى، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم قال الله عز شأنه: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " (الأحزاب 36) كيف ومن وراء افتراضه حكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، منها: أولا: حفظ العرض: الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبةوالفتنة والفساد.
ثانيا: طهارة القلوب: الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات. وصدق الله سبحانه "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".
ثالثا: مكارم الأخلاق: الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفةوالاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفالة والفساد.
رابعا: علامة على العفيفات: الحجاب علامة شرعية على الحرائرالعفيفات في عفتهن وشرفهن، وبعدهن عن دنس الريبة والشك: "ذلك أدنى أن يعرفن فلايؤذين"، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء.
ومما يستطرف ذكره هنا، أن النميري لما أنشد عندالحجاج قوله: يخمرن أطراف البنان من التقى **** ويخرجن جنح الليل معتجرات قال الحجاج: وهكذا المرأة الحرة المسلمة.
خامسا: قطع الأطماع والخواطر الشيطانية: الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضهاومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وإبعاد قالة السوء، ودنس الريبة والشك،وغيرها من الخطرات الشيطانية.
ولبعضهم:
حور حرائر ما هممن بريبة ****كظباء مكةصيدهن حرام.
سادسا: حفظ الحياء: وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع فيوجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان، وخصال الفطرة، وخلق
الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها، قال عنترةالعبسي: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي **** حتى يواري جارتي مأواها
فآل مفعول الحياءإلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن تطورها في الرذائل، وماالحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء.

سابعا: الحجاب يمنعنفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.

ثامنا: الحجاب حصانة ضدالزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
تاسعا: المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله تعالى: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسايواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير" (الأعراف / 26).
قال عبدالرحمن بن أسلم (رحمه الله تعالى) في تفسير هذه الآية: يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى. وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ) رواه أبو داود وغيره. فاللهم استر عوارتنا وعورات نساء المؤمنين، آمين.
عاشرا: حفظ الغيرة: فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك، أو ينال منها، وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري، غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أنتنال الحرمات، أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها وطهارتها ولو بنظرة أجنبي إليها.

(من كتاب حراسة الفضيلة للدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد)



التعديل الأخير تم بواسطة قاصرة الطرف ; 31-01-2007 الساعة 12:39 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.25 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]