زوجتي جعلتني شاباً وأنا في الستين !!
لأن أباها يدخن لم تجد زوجتي في تدخيني سببا يجعلها تتردد حين سئلت عن رأيها في الزواج مني لأنها كانت تبادلني حباً بحب ، ولكن حين قالت لها أختها الصغرى انه كثير التدخين ردت بحزم ، سوف ترون كيف أجعله يتوقف عن التدخين أو على اقل تقدير يقلل منه ، وقبل أول ليلة لزواجنا ( يوم العرس ) أرسلت مع أخيه ورقة صغيرة لازالت أحتفظ بها تقول فيها :
من أجلي أرجوك توقف اليوم عن التدخين ، وكنا قد تناقشنا حول الموضوع نفسه أثناء فترة الخطوبة ، ولأني أحبها جداً حرصت على تلبية أول طلب لها ، وكنت أمينا في هذا الحرص ، رغم أن نفسي حدثتني أن أستمر في التدخين وأقوم في نهاية اليوم بتنظيف فمي جيداً وتطييبه بالنعناع وغيره حتى لا أكون عصبيا ، لكن الحب كما ذكرت وفرحتي بأن يضمنا عش الزوجية جعلني ألبي رغبتها .
مر اليوم الأول دون تدخين ورغم أنني كنت أشعر برغبة عارمة في إشعال سيجارة إلا أنني كنت أقاوم ، وفي اليوم الثاني أرسلت في إحضار سجائر ، فما كان منها إلا أن ابتسمت وأمسكت بالعلبة ووقفت بها أمام المرآة ، ثم نظرت إلى وقالت : ترى أياً منا أجمل ؟ وحاولت أن أبين لها أن المقارنة خاطئة وأنني لست مدمناً ، ولكني تعودت عليها ، فبادرتني قائلة : ولماذا لا تتعود على أنا لأكون بقربك بدلاً منها ؟ فهي تصيبك بالأمراض أما أنا فأسعدك .
قلت : لقد تعودت أن أدخن سيجارة حين أفكر بعمق أو حين أكون غاضبا وأيضا حين أكون مع أصدقائي نتبادلها في سعادة .
فردت علي كمحام جيد يتقن المرافعة في قضية هو مؤمن بها :
هل ترفض أن أساعدك في التفكير وأن أحمل عبأه معك ؟
أما مسألة الغضب فلن أجعلك تغضب أبداً وسوف أزيل من طريقك كل ما يضايقك ، أما تبادلها مع أصدقائك حين تكون سعيداً فلا أدري كيف يقبل إنسان أن يتبادل من يحب مع غيره !
إذا كنت لا تغار على من تحب فأنت لا تحبه وبالتالي فأنت تحبني أنا وليس هي ، ثم ابتسمت وهي تطوقني بذراعيها وواصلت الحديث :
إذا اشتقت إليها أنظر إلى عيني وسوف تجد فيها من الحب ما يجعلك تنساها وسوف نرى أنا أم هي التي تكسب معركتك .
مر شهر العسل كاملاً دون تدخين ، كنت أسعى جاهداً أن لا أظهر لها ضعفي أو رغبتي في سيجارة ، وكانت هي حريصة كل الحرص أن تبدد أي سحب تقترب من سمائي ، وبعد عودتنا من سفرنا فترة شهر العسل أصبت بنزلة برد ، وكانت في السابق تستمر مدة طويلة حتى يزول السعال ومضاعفاته ، وفي كل مرة يطلب مني الطبيب التوقف عن التدخين ، لكني كنت آخذ الدواء ولا أعود إليه للمراجعة ، أما هذه المرة فقد ذهبت إليه لأخبره أنني توقفت عن التدخين ، وأن في داخلي إحساسا لم أعرفه من قبل بأنني قوي ، ولم يكتب لي الطبيب سوى فيتامين ( ج ) فقط على غير العادة .
كان ذلك وأنا في الثامنة والعشرين من عمري وأنا الآن في الستين ، نعم في الستين ولكني ما زلت أبدو شاباً ، وهذا ما أشكر زوجتي عليه دائما ً .