أمن التدريب والخروج إلى الجبهات أو المعسكرات
- اختيار المكان المناسب وتغييره كل فترة.
- أن يكون المكان بعيداً عن الناس قدر الإمكان.
- أن يكون المكان بعيداً عن مسامع الآخرين.
- عدم تكثير المتدربين (3 إلى 5 أفراد مثلاً)، ويمكن الزيادة بحسب الظرف.
- عدم كشف المتدربين على بعضهم إن أَمْكَنَ بأن يتحجبوا عن بعضهم أو يضعوا النقاب.
- أن لا يدرب المدرب ذاتُه كثيراً، أو أن يكون ملثماً –ولكل قاعدة شواذ-
- أن لا تترك أثراً عند مغادرتك للمكان من طعام وشراب وشواخص.
- السمع والطاعة.
- التطبيق في أماكن مشابهة إذا أمكن.
- رفع المعنويات.
- الابتعاد عما يثير الريبة [شراء كميات كبيرة من الطعام من منطقة قريبة من مكان التدريب يثير الريبة * غسيل كثير على الحبل يدل على وجود أعداد كبيرة في المنزل..إلخ، وهذان مثالان واقعيان ضَرّا بإخوة].
- من الأمور المهمة تغيير اسمك في مكان التدريب كأفغانستان، وعدم ذكر بلدك الحقيقي إنما ما يقاربه، فبدل المصري اجعل نفسك فلسطينياً، وبدل التونسي مثلاً ليبياً، وبدل السوري أردنياً وهكذا. [مخابرات إحدى الدول العربية عرفت من خلال التحقيق مع "زيد" أن "أبو فلان" من سكان بلدها موجود في أفغانستان، ولم تعرف اسمه الحقيقي، وأثناء التحقيق مع "عَمْرو" أوهموه أنهم يعرفون "أبو فلان"، وادّعَوا أمامه أنهم يريدون أن يَرَوا مدى تعاونه معهم ليخففوا عنه وأنهم يعرفون "أبا فلان"، ثم يطالبونه بأن يَذْكر اسم "أبا فلان" الحقيقي، فانخدع الأخ، وذكر الاسم الحقيقي مجتهداً وظاناً أنه بذلك لم يقل ما يضر .... لذا ضع اسماً وهمياً، وغَيِّر البلد ولو شكلياً، فالإخوة الذين معك في التدريب ولو أنهم في قرارة أنفسهم عرفوا أنك لست فلسطينياً فإنهم إذا ما أُسروا فلن يقولوا: "يا سيادة المخابرات! نحن نُقَدِّر في قرارة أنفسنا أن الأخ الفلاني كان يُمَوِّه علينا...إلخ" هذا لن يكون بإذن الله.
- لا تترك معك في المعسكر ما لا يلزم مما يمكن أن يَضرك أو يَضر غيرك [أرقام هواتف، مذكرات،...إلخ] خاصة إذا لم تكن مشفرة، وقد تضرر العشرات من الإخوة في الخارج من جراء هذه الاستهتارات بما عُرِف بـ"دفتر هواتف أبي زبيدة"؛ إذْ تركوا الأسماء الحقيقية والأرقام الحقيقية بجوارها بحجة أنهم في دولة الإسلام فعلام الخوف؟!!!!. والواقع أنه عندما يكون الأخ في الجبال وبين الرشاشات لا ريب أن حالته الأمنية تختلف عما إذا كان في المدينة وكلاب المخابرات منتشرة في المكان للبحث عنه، ولكن الذي يطبق الأمنيات كناحية شرعية فلن يؤثر على التزامه بها كونه في دولة الإسلام أو سواها، حتى ولو كانت عناصر "طالبان" ربما أنزلوا العربي المجاهد على المعابر الحدودية وأشربوه الشاي إكراماً، نسأل الله أن يغفر لهم تقصيرهم هذا.
- وربما يُسَوِّغ الأخ لنفسه التهاون بهذه الأمنيات بحجة أنه لن يرجع إلى بلده فعلام الأمنيات؟ لكن الواقع العملي يَرُدُّ عليهم، وهذا حسبنا.
- احذر هناك أن تذكر اسم أحدٍ تعرفه في بلدك الأصلي أمام إخوة الساحة، أو أحدٍ تراه هناك في الساحة لشخص خارجها؛ فقد تضرر ناس بسبب تهاون أشخاص بهذا الأمر أكثر مما يُتصور. [فهناك من مخابرات البلاد العربية الطاغوتية من يَعْتَقل كل من له صلة بالمجاهد من قريب أو بعيد مع سلسلة من الإهانات إلى أن يفرجها الله؛ فإذا انتشر أن فلاناً في الساحة فهذا يَضر أهله ومعارفه].
- لا بد من خطة مدروسة قَبْل الخروج، تكون محكمة ومنطقية ومحفوظة جيداً خشية الأسر المفاجئ، وسنأتي في "الاعتقال والتحقيق" إلى تفصيل "تقطيع الخيوط لإحكام الخطة". وكمثال: من أجل إحكام الخطة وتقطيع الخيوط وتضييق دائرة الضرر فإنه من المستحسن أن يسافر الأخ إلى العمرة أو الحج إن لم يكن ذهب من قبل، ثم يبدأ العمل الجهادي، حتى إذا أمسكوه وسألوه عن الأشخاص أو الشخص الذي أرسله إلى أرض الجهاد أو الإعداد فيقول لهم عن شخصية وهمية يدّعي أنه رآها في العمرة أو تعرف عليها هناك، ويكون الأخ قد وَضَع من قبل صورة لشخصية في ذهنه طولها وعرضها وشعرها وصوتها ولون جلدها ...إلخ، ومن هناك يصنع بريدين ويرسل من أحدهما إلى الآخر رسالة على أساس أنه الشخص الذي سيُخرجه ويكون في الرسالة كلام بحسب وضع الأخ، وعندما يصل الأخ إلى بلده يرسل رسائل من البريد الآخر يطالب الأول بالاستعجال وأن الدنيا ضاقت عليه بسبب الفشل الدراسي، أو يرسل رسالة يستعجله فيها بحجة أنه يريد المال، وأنه فَشِلَ في العمل التجاري في بلده [أي تُوْهم أن خروجك كان للمال فهذا يخفف الأمر والتهم الموجهة إلى الأخ المجاهد عند المخابرات]، وهكذا تكون الرسائل دورية كل شهر أو شهرين بحيث إن صار للأخ شيء فيكون الحبل مقطوعاً ولا يتضرر إخوة آخرون، ولو دُرِسَت هذه الفكرة جيداً لاستفاد الإخوة الذين اعتُقلوا في أفغانستان كثيراً منها؛ وذلك بأن يُلصِقوا إخراجهم بشخصيات وهمية، ولكن لا بد أن تكون الخطة محكمة].
- ويمكن أن يدَّعي أنه تعرَّف عليه من أحد المنتديات، ولكن يَجب أن يكون الأمر مدروساً؛ لأن المخابرات ستسأل: متى تعرفت؟ وما هو المنتدى؟ وكيف وَثِقْتَ به؟ وماذا عرض عليك؟ وهل يوجد أحد آخر معك؟...إلخ.
- وإن تعلل الأخ بأنه خرج من أجل المال لأنهم هناك مثلاً يُعطون مبالغ لمن يتدرب ويقاتل معهم، أو هرباً من الفشل في الدراسة أو الحياة فهذا قد يساعد ويخفف الحكم على الأخ في بلاد الطواغيت، وسنأتي إلى "نبذة عن مخابرات بلادنا الإسلامية ومَقْدِرَتها وموقفنا منها وطريقة التعامل معها".
- إذا كان في مدينتك من تتيقن بالأدلة القاطعة أنه عميل للمخابرات من المشايخ أو أنه يتظاهر أنه يمكنه إخراج الشباب إلى مواطن القتل والقتال فيمكنك أن تَحْضر عنده فترة دون أن يَعرف الشيخ العميل اسمك، حتى يَتَعَرَّف على الجو، فإن أُسِر الأخ فيما بعد فيمكنه أن يدّعي أنه تعرف على شخص في مجالس ذاك الشيخ، ولكن يجب أن تكون المواصفات في ذهنك كما لو كانت حقيقية، أما أن تنسب الأمر للشيخ نفسه فهذا لا ينفع لأنه مكشوف عند الدولة نه كذب، والدولة لولا أنها واثقة منه يقيناً لَمَا تركت له المجال. [الكلب لا يَعَض على ذنبه].
- وهذا الادعاء قد يفيد في تشكيك المخابرات بجدوى ذاك العميل، وتزرع في المخابرات وسواسَ أن تكون مجالسه بؤرة يستفيد منها الصادقون لاجتذاب الشباب. [وحقاً يمكن اجتذاب الشباب من تلك المجالس لو أُحْكِمَت الدراسة].
- إذا كان الأخ في بلد وضعه الأمني عسير فلا بد أن يعمل ترتيبات أمنية تجعل أهله بعيدين عن كل معارفه وعن كل تحركاته وما شابه هذا، [في اليمن مثلاً من المألوف أن تودع الأم ابنها ليذهب عدة أشهر للإعداد ثم العودة، وهذا الكلام قبل أحداث الثلاثاء المبارك].
- فإن كان الأخ مثلاً يَحْضر دروساً في جامع معين، أو عند شخص معين وكان أهله يعرفون هذا؛ فإن هذه الجهة من المحتمل أن تتضرر إذا ما ذَكَر الأهل ذلك للمخابرات، وهناك وقائع كثيرة تُثْبِت تضرر أمثال تلك الجهات؛ لذا لا بد أن ينوع الأخ قبل سفره من الجهات التي يَحضرها حتى تصير كثيرة للغاية، وحتى يقتنع الأهل أنه ما عاد يركز على الجهة الأولى، أو أن يفتعل خصومة بينه وبين الجهة الأولى أو يدّعي عدم ارتياح أو تبدلاً في إعجابه بها أو غير ذلك مما يحقق الغاية نفسها. [وهذا ربما يحتاج سنة].
- عمل وهمي كعَقد عمل، أو أوراق وهمية للخروج للدراسة وما شابه هذا.
- ونفس الأمر يقال للأخ الذي سيَخرج في علاقاته مع أصدقائه الملتزمين خاصة لأنهم أدعى للتضرر؛ فكثيراً ما يكون للأخ واحد أو أكثر من رفاقه المعروفين عند أهله أو يتصلون به وما شابه ذلك، فلا بد من وضع خطة تبعدهم حتى عن مساءلة كلاب المخابرات. [وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب].
- ويمكن أن يتظاهر الأخ بقلة الالتزام رويداً رويداً حتى لا يربط الأهل أمر اختفائه المفاجئ مثلاً بجهة دينية، ولكن يجب دراسة أبعاد أو أضرار مثل هذا التحلل الظاهري؛ لأنه قد يَنعكس سلباً على كثير من الملتزمين العاديين الذين ينظرون إلى الأخ الذي سيتصرف بمثل هذا نِظرة القدوة. [راجع "محذورات الأمنيات"]
- ولكن تخفيف اللحية يلزم عموماً؛ لأنه في الفترة الأخيرة من المستحيل عبور الحدود باللحية الكثة المتروكة على السنة.
- ويمكن أن تتم المصارحة للأهل بعد عمرة يقوم بها أنه تَعَرَّف هناك على شخص يمكنه أن يوصله إلى أرض الجهاد، ثم يسافر. [والإخوة المشرفون على الإخراج هم أدرى بالحل الأنسب لكل أخ بحسب ظرفه، وما نذكره هنا إنما هو اقتراحات من واقع التجربة].
- وفي حال المصارحة للأهل، أو في حال انكشاف الأمر أمام الأهل فيما بعد أن ابنهم لم يكن مسافراً للدراسة مثلاً، في هذه الحالة ينبغي تحذير الأهل بأسلوب مناسب بأن لا يُبَلِّغوا المخابرات، وربما يَحْسن التهديد المبطَّن أنكم إن بلّغتم فلن أعود إليكم.
- ويجب تعليم الأهل حقيقة المخابرات؛ لأن كثيراً من الأهل –ربما لعدة أسباب- قد ينظرون إلى المخابرات على أنها الإله الذي لا يخفى عليه شيء إلا قليلاً، أو على أنهم المنقذون لابنهم –خاصةً إن تلاعب المحققون بعواطف الآباء والأمهات-، أو ربما ينظر بعض الأهالي إلى أولادهم على أنهم مراهقون لا يَعرفون مصلحتهم وأنهم هم وحدهم كبارٌ وأصحاب خبرة.
- فكثير من الأهل من سذاجتهم قد يكونون سبباً في اعتقال أولادهم ولسان حالهم: "خليه يتربي حتى يُبَطِّل، نحن نعرف مصلحته وهو لا يزال صغيراً"، وسبب هذا أيضاً الثقة الزائدة بطيب المخابرات، أو جهلهم، أو خوفهم، أو ظنهم أن المخابرات تَعْرف كل شيء، فلا بد من الدعاية الإعلامية من الآن وعلى نار هادئة لإعادة ثقة الناس بخالقهم.
- ضع في حسابك أن كل شيء في المعسكر سيَصل عاجلاً أو آجلاً إلى المخابرات، وأن من يُؤْسَر من الإخوة سيَعترف بكل شيء، واعمل على هذا الأساس [أي من باب الحيطة أن نعمل بعامل أمان كبير]. وقد وَضَعَت كثير من الحكومات العربية كلّ ثقلها لتُمْسِك الذين كانوا في أفغانستان قبل الغزو الأمريكي، وكانت تسعى بشراسة لتعرف من خَرَج ومن سيَخْرُج ومن يُساعد على الخروج، وكانت الاجتماعات على مستوى الرئاسة بشكل دوري، وحاولت دسَّ خطباء مفوهين ينادون بالجهاد وأرسلوه إلى أفغانستان ليرى عدد الأشخاص التابعين لذاك البلد، لكنّ الله تَفَضَّل على الإخوة وكشفوا تلك الدسيسة، وفي مثل هذا الظرف كان أحسن شيء هجرة بلا رجعة؛ لأن الذين تضرروا من رجوعهم كثيرون كماً ونوعاً هم وغيرهم لكثرة الخيوط التي أوصلت إلى مستورين.
- وقد واجه الإخوة المسؤولون عن الإخراج مشاكل من رجوع عدد من الإخوة بعد التدريب، وكان واحدهم بعد أن يرجع يجلس ليسد الثغرات التي انفتحت عليه، وكم عجَز إخوة عن سد كل الثغرات، فصار خروجه للتدريب ضرره أكبر من نفعه. [وقد يكون عدم الخسارة هو الربح في كثير من الأحيان].
- لا يجوز خروج اثنين بنفس الوقت؛ لأن انكشاف واحد كثيراً ما يدل على الآخَر.
- لا تحدد للأخ الذي سيخرج تسلسل الطريق كلها مهما حصل، وكلما قطع مرحلة تعطيه المرحلة التالية، حتى إذا ما أُسِر الأخ في مرحلة من المراحل فإن احتمال الضرر الناتج من اعترافه يكون أقل بكثير.
- ولعل أنسب طريقة للعمل في البلاد المتشددة مخابراتياً [وأكثر البلدان العربية اليوم إن لم نقل: "كلها" صارت في غاية التشدد والذنبية لأمريكا] أنسب طريقة أن يكون الشخص المشرف على الإخراج في البلد غير معروف السكن ولا رقم هاتف، ومعه جواز سفر مزور جاهز ثم يقوم بتسفير الشباب المجاهد واحداً تلو الآخر، وكلما انتهى من واحد ينتقل إلى آخر.
- والتجربة أثبتت أن أمة الإسلام لم تصبح عقيماًَ، والتجربة أثبتت أن من الشباب الذين إن رأيتهم في بلدانهم رأيتهم غائصين في الملذات حتى الركب، وما إن دعا الداعي أنْ حي على الجهاد حتى رأيْتهم يتسابقون على الطعان، حتى رأيتهم في أرض الجهاد رهباناً في الليل فرساناً في النهار، وما أكثر هؤلاء في الجامعات، فضلاً عن المساجد.
- لا ينبغي أن يعرف كذا شخص بعلاقتك بالإخراج إلى أرض الجهاد وهم لا يزالون بين أهلهم ومعارفهم يذهبون ويأتون، فلا ينبغي مكاشفة أيٍّ كان بإمكانية الإخراج إلى أرض الجهاد إلا من ترى فيه الأهلية، وسنأتي إلى توضيح كيفية التدرج بالأخ من الصفر حتى مكاشفته بإمكانية الإخراج، وذلك عند فقرة :التجنيد" [كيف تكسب الأخ إلى طريق الجهاد في سبيل الله]؟
- قد يكون بعض الشباب كثير السؤال عما لا يفيد، فينبغي على المشرف أن يعلمه خلاف هذا، وربما يقع المشرف في حَرَج فمثلاً لم يَحِنْ الوقت المناسب لكشف وجود طريق للأخ الجديد فربما يسأل الشاب: هل تعرف طريقاً؟ فقل: لو كان أحدنا يعرف هل تراه هنا؟ فإن أعاد السؤال: فقل: أوما سمعتَ ما أجبتُك؟!! [أسلوب للإسكات]، [التورية خير من الكذب الصريح، وراجع مزيد توضيح في "محذورات الأمنيات"].
تذكيران:
1- ما يتعلق بإجراءات السفر والتنقل للوصول إلى المعسكر أو مكان التدريب مهم جداً وتم الحديث عنه في "أمن المواصلات والتنقلات للأفراد والجماعات" فليراجَع.
2- تم ولله الحمد ما يتعلق بأمن الاتصالات بالهواتف والإنترنت للأخ المجاهد -على الطريق أو في المعسكر أو في الجبهة- في "أمن الاتصالات".