الموسوعة الأمنية الحلقة الرابعة عشر
* وبعد هذا فحَرِيٌّ بالمجاهد الصادق أن يعمل بالاتجاه المضاد لأعداء الله ولسان حاله: (موتوا بغيظكم)، (فسيُنْفِقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغْلَبون، والذين كفروا إلى جهنم يُحْشَرون)، ولْنبدأ بسرد طائفة من الأمنيات العامة لوسائل الاتصالات جميعاً:
1- يجب تجنب الاتصال أو الإجابة على الاتصالات الآتية من مناطق مشبوهة عالمياً، والأمثلة كثيرة كيف أخذت المخابرات أصحاب الاتصالات الهاتفية الآتية من باكستان [أخ اتصل فأخذت المخابرات أهله للتحقيق]، ومثله الرسائل الإلكترونية إذا كانت يتم إرسالها من مكان ثابت في منطقة مشبوهة –وسيأتي زيادة توضيح للفكرة-.
2- استعمال كلمات مُشَفَّرة متفق عليها، فالشيفرة بين الأفراد مهمة للغاية سواء للتحذير أو للتمويه على العدو [مثلاً: بدل الجهاد: فيتامين ج، وبدل الشيشان: الوحوش، وبدل أفغانستان: الصين وهكذا]، وهناك أمثلة لا تُحصى تُثبت بيقين أن التصريح بمعلومات مهمة ضر أضراراً كبيرة للغاية؛ سواء الأسماء، أو مواعيد اللقاء، أو أماكن اللقاء، أو أرقام الهواتف، أو العناوين البريدية...إلخ. [هناك وقائع تَنَصَّتَت فيها المخابرات على هواتف أشخاص تريدهم فعرفت بريداتهم؛ لأنهم كانوا يتهاونون فيذكرون العنوان كاملا على الهاتف، فراقبت البريدات، ثم استدرجت، ثم أَسَرت].
- وأما شفرة التحذير فخلاصتها أن توجد كلمة متفق عليها بين الطرفين المتصلين هاتفياً؛ فإن قالها الأول في بداية اتصاله فيُجيبه الثاني بجواب متفق عليه مثلاً: كيف حالكم؟ الجواب: كمبيوتر!!! أي لا علاقة له بالسؤال –والأحسن أن يكون الجواب له صلة بالسؤال ولكنه محروف غير مطروق لئلا يثير الانتباه إذا ما سمعه أحد، مثلاً: فوق الريح-.
- وإن كان الأخ المتصَل به مأسوراً وكان يجيب تحت الضغط مثلاً فيكون الجواب عادياً: "الحمد لله بخير"، فعندها يفهم المتصِل أن المتصَل به مأسور، وليحذر الأخ الطليق أن يتفوَّه بكلمات تُوحي للمخابرات أنه عرف شيئاً عن أسر أخيه كأنْ يقول: "إنا لله، حسبنا الله، حسبنا الله...إلخ"، وإنما لِيُجِب إجابة معقولة أو يَدَّعي أنه مشغول وسيتصل لاحقاً.
3- وعلى نفس الشاكلة في المراسلات الإلكترونية يتم الاتفاق أن تُكَرَّر كلمة بشكل دوري؛ فإن لم توجد هذه الكلمة فهذا علامة على أن الأخ مأسور أو في حالة خطرة، ويمكن أن تكون الكلمة في عنوان الرسالة، والأكمل أن تكون الشفرة المشتركة خفية كزيادة حرف متعمَّد في الكلمة الخامسة من كل رسالة مثلاً، أو نقطة بعد الكلمة السادسة، وهكذا.
4- ومثل هذا عند الدخول إلى "الماسنجر"، مثلاً: يكتب الأول رقماً فيكتب الثاني رقماً متفقاً عليه، أو عبارةً أو أحرفاً وهكذا، حتى إذا ما كان الطرف الآخر مأسوراً أو أن المخابرات تكتب عنه فلن يكتب الشفرة المتفق عليها.
- وواضح أن هذه الشفرة تفيد إذا ما أُسِر أحد الطرفين ثم أجبر على الكتابة أو راسلوا هم عنه، أما إذا تمكنت المخابرات من مراقبة المتراسلَين لفترة من الزمن فإنها ستعرف من التكرار ما هي كلمة السر أو ما هي الشفرة بين الطرفين، إذاً فهذه الطريقة لن تفيد، وسنأتي إلى حلول وقائية أخرى عند الحديث عن الإنترنت منفصلاً مثل تغيير البريدات أو الشفرات بشكل دوري.
5- ينبغي الاتفاق على شفرةٍ ما لتداول الأرقام أو الأماكن، فمثلاً لمعرفة مكان اللقاء يتم ترميز الأماكن برموز متفق عليها: مثلاً كلمة النادي كرمز لحديقة معروفة بين الطرفين في تلك البلد.
- وفي المراسلات الإلكترونية يتم كذلك الاتفاق مسبقاً على شيفرة لتداول الأسماء، وكمثال لشفرة بين طرفين: أخذ الحرف الأول بالتناوب من كل كلمة مكتوبة؛ فإن كان اسم مكان اللقاء "لبنان" فتكون الشيفرة: [لولو- حسن- بنان- ياسمين- نسرين- نور- إحسان- سعيد- نعمان]. خذ الحرف الأول من الكلمات بالتناوب سيكون الناتج كلمة: "لبنان"].
- وتكون الأسماء منوعة فإن أسرته المخابرات وسُئل عن هذه الأاسماء فيمكن أن يدَّعي أنه كان يجمعها لانتقاء الأجمل من بينها لابتنه أو ابن أخيه...إلخ.
6- ومثلاً يمكن الاتفاق على جملة لا تكرار للأحرف فيها مثل (كُسِرت مفاصله)، وكل حرف يقابل رقماً بالتسلسل من 1 إلى 10؛ فإذا أردتَ أن تعطيه الرقم التالي على الهاتف أو في الرسالة (368) فتقول له: من اليمين (ص-ف-ر).
- أو: يسلم عليك [صالح، وفراس، ورامي]، ويكون الاتفاق من قبل أن يأخذ الطرف الآخَر الحرف الأول من كل كلمة ثم يضع بدل كل حرف الرقم المقابل للحرف بحسب الجملة المتفق عليها: (كسرت مفاصله)].
7- مثال آخَر: تتفقان أن تُرسل له الاسم المراد على شكل كلمات، وتتفقان مسبقاً أن الحرف المراد هو التالي تسلسلياً لأول حرف، فإذا أردتَ أن يسافر إلى "دبي" فتقول: سافر لترى: خالد – أحمد – وليد. [لاحظ: بعد الـ خ تأتي الـ د، وبعد الـ أ تأتي الـ ب، وبعد الـ و تأتي الـ ي، وبجمع هذه الحروف مع بعضها تنتج كلمة: "دبي"].
8- ويمكن أن تكون بينكما كلمة مشتركة من قبل: مثلاً اسم: عمران، فإذا أردتَ أن يتصل إلى "عمان"، تقول: "اتصل إلى الأول والثاني والرابع والأخير من الكلمة المشتركة"، وإذا أردت أن يتصل إلى القدس تقول: اتصل بعد "ال" التعريف إلى: بعد 3 حروف من الأول من الكلمة المشتركة، ثم قبل حرفين من الحرف الثالث، ثم بعد حرفين من الثالث. [شاقة لكنها مضمونة إن شاء الله].
9- أو تتفقان على رقم ثابت بينكما مثلاً: 1970، فإذا أردتَ إعطاءه رقماً ما فتقوم بطرحهما من بعضهما ثم ترسل الناتج لصاحبك وتقول له: أضف هذا الرقم إلى الرقم المتفق عليه.
10- ويمكن أن ترسل نصفه من بريدك إلى بريده، ثم ترسل نصفه من بريد آخر لك إلى بريد آخر له، ومن مقهى إنترنت غير عن الأول. [سياتي مزيد توضيح لهذه الفكرة]
11- أو بالتكميل إلى الرقم 10، فتتفقان أنّ أيّ رقم تعطيه إياه عليه أن يكمله إلى 10 فمثلاً إن أعطيته: 96758، فالرقم الحقيقي هو: 14352، أو تتفقان أن يُكمل أول 5 أرقام فقط إلى 10...وهكذا.
12- ومثل هذا في تحديد زمان اللقاء يتم الاتفاق مثلاً أنّ أي موعد يُذكّر فالموعد الحقيقي قبله بـ 3 أيام مثلاً؛ فإن كان الموعد الحقيقي في /24/ رمضان، فسيُخبر أحدهما الآخر أن الموعد في /27/ رمضان، والطرف الآخر يكون عَرف تلقائياً الزمان بحسب الشيفرة المتفق عليها.
13- يمكن الاتفاق على شفرة ليدخل صاحبك إلى بريده؛ فالبريد آمَن حتى الآن من الاتصال الهاتفي؛ فمثلاً تتصل ببيته أو جوّاله على أساس أنك واحد من رفاقه المعروفين وتسأله عن دفتر الفيزياء أو عن صحته، أو عن وظيفته –بحسب وضعه-...فيفهم هو ويدخل للبريد، أو بالاتصال بهاتفه من الشارع: 3 رنات مثلاً.
14- وينبغي تغيير الرموز أو الشيفرات دورياًً.
15- ويجب التأكيد على وجود الشفرة بين الإخوة وعدم التهاون في المحافظة عليها؛ لأن الضربة لا تتكرر والخطأ هو الأول والأخير كما يقولون. [كاد أحد الإخوة أن يكشف مجموعة مهمة للمخابرات لعدم انتباهه إلى غياب الكلمة المشتركة * وتم استدراج أحد الإخوة بعد أن أَسرَت المخابرات زميله وراسلته عنه ثم وعدته في مكان معيَّن وأرسلت إلى المخابرات الأمريكية لتقبض عليه].
16- المراسلة الإلكترونية لا يجوز أن تكون من البيت أو من مكان ثابت، وإنما من عدة أماكن عمومية، وكذلك الاتصال الهاتفي بأنواعه لا يجوز أن يكون من جوال إلى جوال إلا في حالات خاصة سنأتي إلى ذكرها في مكانها، وإنما من الشارع "الهاتف العمومي" على الجوال أو إلى الهاتف الثابت؛ وذلك لتقليل احتمالات كشف الشبكة عن طريق مراقبة هاتف كل واحد من المتصلين؛ بينما إذا كان الطرفان يتكلمان من رقمين ثابتين عند شركة الهاتف بأسماء أشخاص معينين فإذا انكشف واحد فسينكشف الآخر، أما إذا كان الاتصال من الشارع وكانت الأسماء وهمية والمعلومات مشفرة فلن يتضرر إلا هاتف واحد.
17- في الاتصالات الحديثة ربما بَقِيَت المخابرات تجمع المعلومات على مدار سنة، فلا تنخدع بالظاهر الساكن؛ فالسكون قبل العاصفة، واعمل على تضليل العدو، وتقطيع الخيوط بتبديل البريدات للمجموعة كلها بآن واحد، وكذا الهواتف، وتغيير شكلك وما شابه من نبرة الصوت أو الكلمات المتكررة التي يمكن أن يُعرف بها الشخص من كثرة تكراره لها.
18- ومرت معنا فكرة جيدة في "أمن الوثائق" نعيدها هنا: يمكن كتابة ما يلزمك من أرقام وعناوين على ملف كتابي (WORD)، ثم تحفظه في أحد بريداتك بعد أن تضع له كلمة سر طويلة [والأحسن أن تكون على التناوب بحرف صغير وكبير مع أرقام]، وينبغي وضع بريد خاص للمحفوظات الخطيرة أو عدة بريدات بنفس العنوان على أكثر من شركة خشية حصول عطل في إحدى الشركات، وهذا البريد الخاص لا ترسل منه ولا إليه من أي بريد آخر للعمل؛ بمعنى أنه خاص للاحتفاظ بمثل هذه الأشياء، أو اسحب الأوراق المهمة على (سكنر) واحفظها في البريد أو الموقع الخاص، وعلى أقل تقدير ضعها في مكان واحد غير مكشوف في البيت حتى إذا طرأ طارئ تأخذها أو تُحرقها أو ترسل من يفعل ذلك ولا تكون في تلك اللحظة في حالة تشتت.
وسنتحدث عن الهاتف الثابت، ثم اللاسلكي، ثم الجوَّال
|