الموضوع
:
..ومضى عـــــــام..
عرض مشاركة واحدة
#
1
02-01-2007, 08:50 PM
ام نور
.............
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 2,560
الدولة :
..ومضى عـــــــام..
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
إن في مرور هذه الأعوام و تتابع السنين ، و انقضاء الأيام و الليالي عبرة و عظة .
يقول الله تعالى : ( إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب ) ( آل عمران 190 )
ويقول تعالى : ( وهو الذي جعل الليل و النهار خِلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا ) ( الفرقان 62 )
فما هي العبرة التي نأخذها من مرور السنين وتتابع الأيام ؟
لو سألنا أنفسنا هذا السؤال لأجاب أكثرنا : أن أعمارنا سوف تزيد ، و حياتنا سوف تطول ، فنحن قد زاد في أعمارنا عام كامل .
هذا هو ظن كثير منا ، لا يرى في تتابع الأيام و الليالي إلا أنها زيادة في عمره .
و لكن الحقيقة بعكس ذلك ، و بضد ذلك .
فما هذه الأيام التي تمر ، وما هذه الأعوام التي تمضي إلا نقص في حياتنا و هدم في أعمارنا .
فالأعمار مضروبة ، و الآجال مقسومة ، و كل واحد منا قد قسم له نصيبه في هذه الحياة ، فهذا يعيش خمسين سنة ، و ذاك يعيش ستين سنة ، و ذاك يعيش عشرين سنة . و أنت منذ أن خرجت إلى الدنيا ، وأنت تهدم في عمرك و تنقص من أجلك .
هكذا عمري و عمرك : مجموعة أيام ، و مجموعة ليالي ، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة كلما نقصت أعمارنا ، كلما نقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد ، ثم نغادر هذه الدنيا .
أخي وأختي في الله :
ربما يكره كثير منا ذكر الموت ، وربما يقول لك : لا نريد أن تكدر علينا حياتنا ،
و سبحان الله
و الله لو نسينا الموت فإنه لن ينسانا، و لو تشاغلنا عنه لما تشاغل عنا .
إنّ تذكر الموت هو وصية الحبيب الشفوق علينا الرحيم بنا، فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( تذكروا هادم اللذات ) و قال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات )
فهل نحن نحدث أنفسنا بالموت ؟ أم أننا الآن نحدثها بأنها لن تموت إلا بعد سنون و سنوات .
يقول الله تعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) نعم إن الموت ليس وراءنا ، بل هو أمامنا ، و نحن نقطع المراحل إليه ، نحن نسير سيرا حثيثا إليه ، و يوشك أن نبلغ الساعة التي كتب الله أن نغادر فيها هذه الدنيا .
إنا لنفرح بالأيام نقطعها و كل يوم مضى يدني من الأجل
يقول الحسن البصري : ( يا ابن آدم إنما أنت أيام ؛ فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضك )
أخي وأختي في الله :
عام تولى و انصرم ، ودّعنا فيه أحبة و فقدنا فيه أعزة .
ووالله كما ودعت فسوف تُودع ، و كما بكيت فسوف يُبكى عليك ، و كما حملت فسوف تُحمل .
فالموت يأتي فجأة ، ويأتي بغتة ، و العبرة كل العبرة أن تموت على عمل صالح ، أن يختم لك بخاتمة حسنة ، وهذا والله لن يكون إلا لمن استعد لتلك اللحظة وجعل الموت نصب عينه ، وشمر في طاعة الله .
أما من أمّل في أن يعيش طويلا و أهمل الاستعداد لتلك اللحظة فيوشك والله أن تأتيته منيته و هو على عمل لا يرضي الله ، فيكون حاله كحال ذلك الذي و صفه الله تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قالها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ).
وها هو عام سوف يأتى لا تدري لعلك قد نقلت من سجل الأحياء إلى سجل الأموات
لعل ساعة رحيلك من الدنيا في هذا العام .
كم من القصص سمعت ، و كم الحكايات مرت عليك ، أين قلبك ، أين فكرك ؟ لماذا هذه الغفلة ؟
إن السعيد من وعظ بغيره و لم يكن هو عبرة لغيره .
فبادر قبل أن تبادر و أسرع قبل أن يسرع بك ، وعجل في التوبة قبلا أن يعجل بك إلى قبرك ، حيث لا أنيس و لا جليس ألا عملك ، فإن كان صالحا فنعم الأنيس ، و إن كان سيئ فبئس الجليس .
نسأل الله ان يغفر لنا ما مضى وان يكتب لنا التوبة ويتقبلنا فى عباده الصالحين
كل عام وانتم بخير
__________________
وما من شدة إلا سيأتى لها من بعدشدتها رخاء
لقد جربت هذا الدهر حتى أفادتنى التجارب والعناء
وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى
ام نور
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام نور
زيارة موقع ام نور المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها ام نور
[حجم الصفحة الأصلي: 17.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط
16.83
كيلو بايت... تم توفير
0.63
كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]