معنى الأمن في الاصطلاح [الأَمْنِيّات]
الأمن هو الإجراءات والاحتياطات الوقائية اللازمة لمستويين؛ دفاعي وهجومي:
1- كتحصينات من أجل أمن وسلامة وراحة قيادات وأفراد ومؤسسات وممتلكات وإمكانيات وخطط ومستندات والموارد الخاصة .... إلخ التابعة للعاملين في الحركة الإسلامية لتجنب الوقوع في أيدي العدو أو الوقوع في ثغرات مَسْلكية أو مِهَنية تعرضهم للخطر أو الاختراق من قبل العدو.... وعلى أقل تقدير تقليل احتمال ذلك.
2- لكشف مخططات وبرامج العدو، ووضع الخطط والبرامج الكفيلة لإحباط أو تقليص الضرر الناشئ عنها.
وإن العمل الإسلامي يتطلب البرمجة لسلامته من كل ما قد يُسيْء إليه أو يتسبب له بأضرار؛ سواءٌ على مستوى التحصين والإعداد، أو على مستوى كشف خطة العدو.
والأَمْنِيَّات: كلمة مُحْدَثة مختصرة دَرَجَت على ألسنة الإخوة المجاهدين، ويعنون بها المعنى السالف.
* مقدمة تأصيلية، وأساسات شرعية
حرَص الإسلام من حيث المبدأ على إرساء الحيطة والحذر وعدم إلقاء النفس إلى التهلكة مع أمرها بالجهاد القتالي، ولا تعارض بين الأمرين، فجاءت توجيهات القرآن الكريم، وإرشادات الرسول الحكيم rتدفع باتجاه تربية أمنية واعية للمؤمنين.
· من كتاب الله تعالى:
- )لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة((الأحزاب: 21).
- )وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ عدواً من المجرمين(. (الفرقان: 31).
- )وَلْيَتَلَطَّف، ولا يُشْعِرنَّ بكم أحداً(.
- )ودّ الذين كفروا لو تَغْفُلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيَميلون عليكم مَيْلة واحدة(.
- )يا أيها الذين آمنوا خذوا حِذْركم فانفروا ثُبَاتٍ أو انفروا جميعاً(. (النساء: 71).
- )يَحْسَبون كلَّ صيحةٍ عليهم، هم العدو فاحذرهم، قاتَلهم الله أنى يؤفكون(.
- )وأعدوا لهم ما استطعتم(.
- )فاتقوا الله ما استطعتم(.
*********************
· من حديث النبي الحكيم r:
- (مِنْ حُسْنِ إسلام المرء تَرْكُه ما لا يَعْنِيه) الترمذي وغيره وحَسَّنه النووي.
- (مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُل خيراً أو لِيَصْمُت) متفق عليه.
- (كفى بالمرء إثماً أن يُحَدِّث بكل ما سمع) مسلم.
- (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان) حسنه بعض العلماء لشواهده.
· من السيرة النبوية الحكيمة:
كانت ممارسته الحياتية rتجسيداً حياً لمعاني الوعي الأمني:
- بيت ابن أبي الأرقم مكان سري للاجتماع.
- قصة هجرة الرسول rمن مكة إلى المدينة، والسير ليلاً والاستخفاء نهاراً، وسلوك طريق غير مطروقة..إلخ.
- في غزوة الأحزاب: حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما كان مستطلعاً، ونُعَيم بن مسعود رضي الله عنه كان مُخذِّلاً للكفار.
- سَرِيَّة المهاجرين بقيادة "عبد الله بن جَحْش" للقيام بواجبات استطلاعية من خلال رسالة سِرِّيَّة مختومة، وأَمَرَه r ألا يَفْتَحَه إلا بَعد مَسيرِه يومين ثم يُنَفِّذ ما فيه.
- بعد العزم على فتح مكة حفظ ذلك سراً، وهيأ الجيش، وسار به مموهاً إلى غير اتجاهها، ثم تراه يدعو "اللهم خذ العيون و الأخبار عن قريش حتى نَبْغتها في دارها".
- في البخاري عن كعب بن مالك: (لم يكن رسول الله rيريد غزوة إلا وَرَّى بغيرها)، ورواه أبو داود وزاد فيه: (وكان يقول: الحرب خدعة). ومن فوائد الحديث أن الأصل في الأعمال العسكرية أن تكون سرية، وأن إخفاء المعلومات ليس عن العدو فقط بل عن الصديق أيضاً، والهدف حصر المعلومات في أضيق دائرة ومنع تسربها ما أَمْكَنَ؛ فللعدو عيون، وقد يتكلم الصديق.
- راجع الغزوات فكلها عبر وبصائر.
***********
*عقيدة المجاهدين بين التوكل والتواكل
- )قل: لو كنتم في بيوتكم لَبَرَزَ الذين كُتبَ عليهم القتل إلى مضاجعهم(.
- )قل: لن يُصيبنا إلا ما كَتب الله لنا(.
- )ما أَصابَ من مُصِيبَةٍ إلا بإذنِ الله(.
- (واعلم أن ما أصابك لم يكن لِيُخْطِئَك، وما أَخْطَأَك لم يكن ليُصيبك) الطبراني، وهو حسن؛ فالرصاصة التي كُتب عليها اسمك لن تُخْطِئك.
- (واعلم أن الأمة لو اجْتَمَعَتْ على أن ينفعوك بشيء لم يَنْفَعوك إلا بشيء قد كَتَبَه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يَضُرُّوك بشيء لم يَضُرُّوك إلا بشيء قد كَتبه الله عليك) الترمذي، وقال: حسن صحيح.
- فـ(إنْ أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كذا لكان كذا وكذا؛ ولكنْ قل: قَدَّرَ الله وما شاء فَعَلَ؛ فإنَّ "لو" تَفْتَحُ عَمَلَ الشيطان) مسلم.
وكل هذا مع حديث: )اعقلها وتوكل(إسناده صحيح عند ابن حبَّان.