أصدقاء الأمس ..... أعداء اليوم
يساق الناس إلىأرض المعاد، و هم يترنحون من هول الموقف، مشيتهم غير متزنه، و خطواتهم غير ثابته ،و كل من له عمل صالح يريد أن يهرب ممن لهم أعمال سوء، يساق الناس إلى أرض المعاد، وهم يترنحون من هول الموقف، مشيتهم غير متزنه، و خطواتهم غير ثابته، و كل من له عملصالح يريد أن يهرب ممن لهم أعمال سوء، ينادونه فلا يرد عليهم، و يستنجدون به فلاينجدهم، يظنون أن قرابته لهم أو صداقته بهم في الدنيا ستشفع لهم في ذلك اليوم.
ولكن هيهات... إنه لا يلتفت إليهم طلباً للنجاة بنفسه، و ترى أولئك الذين تجمعوا علىحب الدنيا، أو تجمعوا على معصية الله، يفرون من يعضهم البعض فهم يومئذ أعداء ألداء،صداقتهم في الدنيا قد تلاشت تماماً، و لم لا و كل منهم قد ساعد الآخر على أن يكونمن أهل النار؟
كل الناس في هذا الموقف أعداء إلا المتقين، لماذا لا يكون المتقونأعداء لبعضهم البعض في ذلك اليوم؟ لأن المتقين كانوا يعاونون على الخير، فإذا رأىواحد منهم زميله يمشي في طريق الخير أعانه، و إذا رأه يمشي في طريق الشر يقف فيطريقه، و ينصحه حتى يعود إلى طريق الخير. لقد كان المتقون يتعاونون على البر، فوقواأنفسهم عذاب النار، كل واحد منهم نصح الآخر، أي: أمره بالمعروف و نهاه عن المنكر،فنفعهم ذلك في هذا اليوم العظيم، و نجاهم الله .
منكتاب مشاهد يوم القيامة محمد متولي الشعراوي.