الجزء 6 والأخير من الرسالة :
171-لا يحق للزوجة أن تخرج من بيتها –ولو للعمل-إلا بإذن زوجها ورضاه,وإلا فهي مقتحمة لحقوقه,مما يسقط عن زوجها وجوب النفقة عليها فضلا عما يلحقها من القضاء الأخروي.
172-إذا تحقق نشوز المرأة:
ا-وعظها الزوج برفق وذكرها بما يقتضي رجوعها عما ارتكبته.
ب-فإن استمرت على النشوز هجرها في المضجع بألا ينام معها في فراش واحد أو ينام معها في نفس الفراش لكن يعطيها ظهره(لكن في الحالتين يجب أن ينام معها في نفس البيت)ولا يباشرها أو يجامعها.
ج-فإن لم يفد ذلك ضربها ضربا غير مبرِّح (لا يكسر عظما ولا يشين جارحة)إن ظن الإفادة.ويمكن أن يُزادَ في الضرب إن ظن الإفادة.
والترتيب السابق واجب شرعا.والهجر والضرب لا يسوغ فعلهما إلا إذا تحقق النشوز,أما الوعظ فلا يشترط فيه تحقق النشوز ولا ظن الإفادة.
173-عند المالكية : إذا اعتدى الرجل على زوجته يُزجَر عن ذلك ,ويجبر على الرجوع إلى العدل ,وإلا-إذا أصر على ظلمه –فإن زوجته يمكن أن تُطَلَّق منهُ .
174-يمكن أن يكنىَّ الأب (أو الأم) بأكبر بنيه أو بأكبر بناته أو يكنى ولو باسم هو ليس اسما لأحد أولاده ,فيقال :"أب فلان " أو "أم فلتان " .
175-الأم تشتاق إلى ولدها (أو ابنتها),وتحب دوما أن تزوره أو يزورها-مهما كان كبيرا-,وتقنعُ ولو برؤيته وتكليمه ولو لدقيقة واحدة.هذا هو قلب الأم وهذه هي طبيعتها وهذا هو شعورها الذي يجب أن يُراعى من طرف الولد مهما كان كبيرا أو متزوجا وله أولاد.إن رؤيتها لولدها وتكليمها إياه من أعظم أمنياتها,وهو أغلى عندها من الدنيا وما فيها.وليعلم الإبن أنه إذا قال :"لماذا أُتعب نفسي من أجل أن تراني أمي لدقائق أو تكلمني لدقائق ؟!" فإنه يُثبت بذلك جهلَهُ بالدين وبطبيعة المرأة (عموما والأم خصوصا) وعقوقَه لأمه في نفس الوقت.ولينظر كل ابن(وكل بنت) إلى قصة"جريج"مع أمه,التي حكاها رسول الله-ص-والتي جاء فيها :" أن أمه طلبته مرة ثم ثانية ثم ثالثة وهو في صومعته لرؤيته ولو من بعيد وللتحدث إليه ولو للحظة ,فقال في كل مرة أو في كل يوم :رب أمي وصلاتي ,ثم قدم-اجتهادا منه وهو مخطئ- صلاتَه على أمه,فدعت عليه واستجاب الله لدعائها.
176-إن المرأة ضعيفة من طبعها أمام السر,خاصة عندما يكون له علاقة بهواها فهي أضعف .وهذه الطبيعة في المرأة يجب أن تكون ماثلة بين أعيننا,ويجب أ ن نضع المرأة تبعا لذلك حيث وضعها الله :
(وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض..),وذلك حتى نعرف وتعرف هي كذلك مدى قدرات المرأة وطاقاتها ,فلا نعطيها ولا تعطي هي نفسها أكثر من ذلك .ومن هنا نقول بأنه لا يليق ولا يُقبَل من الرجل أن يكشف لزوجته عن أسراره الخاصة جدا به وبعمله ,لأن المرأة لن تستفيد من ذلك من جهة ,ولأن احتمال كشفها لهذه الأسرار أكثر من احتمال حفظها لها ,بل إن المرأة في الكثير من الأحيان لا يحلو لها نشر الأخبار إلا إذا قيل لها بأنها خاصة جدا وبأنه لا يجوز كشفها للغير بأي حال من الأحوال.
177-يجب أن يعلم الرجل(حتى لا يحتقر المرأة) والمرأة (من أجل أن ترفع من مستواها العلمي والإيماني و..حتى تكون كما يحبها الله)معا أن المرأة ليست سلعة لمتعة الرجل وليست أداة لتسليته ولذته فقط,وليست مجرد خادمة عنده فقط.إن المرأة لها رسالتها التي لابد أن تؤديها كما أن للرجل رسالة لا بد أن يؤديها.إن الله يريد للنساء أن يكنَّ -قبل الجمال والحسب والنسب- مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات).
178-لا يتم استقرار الأسرة إلا إذا سارت على منهج الله خطوة خطوة ولا بد من التنازل من الطرفين (الزوجين) عن بعض الحقوق,لأن الحياة الأسرية ليست في الحقيقة مواد دستورية أو قانونية وإنما هي أخذ وعطاء ومودة ورحمة وجهاد واجتهاد و..,وإلا كانت الحياة الزوجية لا تطاق .
179-لا بد أن يحرص الزوجُ على أن يُكوِّن في نفس زوجته الحبَّ له بالمعاملة الطيبة,وكذا الهيبة منه بالحزم والجد منه ,وهذه هي العلاقة المثلى بين الزوج وزوجته.أما الحب وحده فقد يُجرِّؤ الزوجة عليه,وأما الهيبة وحدها فقد تكوِّن عندها الخوف منه,وكلاهما شر ,والخير كل الخير في الاعتدال.
180-يجب أن يحرص الزوجُ على أن يكون وسطا بين زوجته وأهله:لا يسمح لهم أن يظلموها كما لا يسمح لها أن تظلم واحدا منهم .أما بين الزوجة والوالدين,فإذا لم يستطع الزوج التوفيقَ فالأفضل الميل-بدون مبالغة- إلى جهة الوالدين ولو تم ذلك على حساب الزوجة.
181-يجب أن تُسَلِّم المرأة المسلمة بأن نسبةَ المرأة إلى لقب زوجها بعد الزواج مباشرة لا علاقة له باحترام المرأة لزوجها,بل هو انتقاص من كرامة المرأة وأبيها وأهلها حين نعمل من أجل أن ننسيها وأن ننسي الناس لقب أبيها وأهلها-من خلالها- من بعد زواجها حتى تموت .هذا فضلا عن أن هذا السلوك من مسؤولينا مجرد تقليد أعمى للغرب الكافر الذي يحتقر المرأة بالطرق المغلفة والمكشوفة,ثم يتهم الإسلام بأنه يظلم المرأة .ألا لعنة الله على الكاذبين الكافرين,وأسأل الله الهداية لمن يقلدهم من المؤمنين.
182-اعلمي-أيتها الزوجة-أن العظمة ليست بالادعاء,وإنما بالفعل وبالعمل وبالجهد وبالتطبيق.فإذا أساء إليك أحد الناس وظلمك بالسب والشتم والضرب والحبس والكذب والافتراء عليك و..خلال زمن طويل ثم تمكنت منه في يوم من الأيام وقدرت على مقابلة سيئته بسيئة منك أو على معاقبته العقوبة الحلال في الدين ,ولكنك لم تفعلي بل عفوت وتسامحت,وربما قابلت السيئة بالحسنة,فهذا من أعظم الأدلة على عظمتكِ عند الله ثم عند الناس.
أما إذا قابلت سيئة حقيقية بسيئة مثلها فقد فعلت الجائز وكفى وهذا لا يرفع من قيمتك ولا يحط منها لا عند الله ولا عند الناس.أما إذا أنشأت من لا شيء شيئا مهولا,وضخمت ما كان تافها,وأساءت الظن و..وقالت:
*"ما زارتني,إذن لن أزورها".*"ما باركت لي,إذن لن أبارك لها"."ما أعطتني,إذن لن أعطيها".*"مرت بي فلم تكلمني,إذن لن أكلمها"."اتصلت بفلانة ولم تتصل بي ,إذن لن أتصل بها"أو ...
ثم بنت على ذلك مواقف معادية وقاطعت المرأة الأخرى وأهلها وحَرّشت زوجها وأولادها وإخوتها وأخواتها ليقاطعوها وأهلها كذلك.إذا فعلت كل ذلك فإنها تفعل ما من شأنه أن يحط من قيمتها عند الله وعند الناس,ولن تكون بهذا الفعل وبهذا العمل عظيمة ولا شبه عظيمة ولا فيها رائحة أدب وأخلاق ودين ولو ادعت غير ذلك.والمثال على كل ذلك المرأة التي قالت عن قريبة زوجها:"لقد أعطت زجاجات مشروبات لغيري ولم تعطني قازوزة واحدة "ثم قاطعتها بناء على هذه الحادثة التافهة وقاطع زوجُها قريبته وقاطع الأولاد عمتَهم ,وعادى الجميعُ المرأةَ وأهلها. والغريب أن المرأة عندما لامها من لامها قالت :"إذا سكتُّ عنها بعد أن حرمتني من قرعة القازوز,فإنني أكون قد أذللتُ نفسي لها!".وشر البلية ما يُضحك كما يقولون.نسأل الله الهداية والعصمة من مثل هذا العوج الموجود عند البعض من نسائنا والذي يدل على ضعف رهيب في عقل المرأة وفي نفسيتها والذي تُرضعه المرأة لبناتها مع حليبها من ثدييها منذ سن الرضاعة.
183-يا أيها الزوج لا تفتح أذُنك لزوجتك من أجل أن تنقل لك أخبارا تافهة من شأنها أن تفسد بينك وبين إخوتك أو بينك وبين أخواتك,سواء كانت هذه الأخبار صادقة أم كاذبة.وأنتِ أيتها الزوجة اتقي الله في زوجك وفي علاقته بأهله .
184-الزواج الذي لا يكون فيه تعاون بين الزوجين على طاعة الله (صلاة وصيام وذكر وقرآن ودعاء وفعل خير وصدق مع الله ومع الناس وقناعة وإيثار و..) ليس زواجا ,أو هو زواج أبعد ما يكون عن بركة الله عز وجل,فلينتبه الزوجان إلى ذلك .
185-إياك-أيها الزوج-أن تسمح لزوجتك من أول يوم من أيام الزواج,أن تركب على ظهرك بسبب جمالها أو مالها أو حسبها ونسبها من جهة,وبسبب ضعف شخصيتك من جهة أخرى.واعلم أنها إن فعلت ذلك فمن الصعب جدا عليك بعد ذلك –مهما حاولت-أن تسترجع قيادة البيت والأولاد والأسرة أو أن تسترجع القوامة على امرأتك, فاحذر ثم احذر.
186-من مظاهر التقليد الأعمى عند الناس وخاصة عند النساء في الأعراس,ما يفعله البعض من إدخال العريس إلى حجرة من الحجرات في دار العروس(قبل الدخول أو يوم العرس)حيث يجلس بجانب أو أمام العروس,ويضع لها الخاتم في أصبع من أصابعها أمام الرجال والنساء وأمام الكاميرا التي يحملها رجل أو تحملها-بدون حياء-امرأة ,ثم يُقطعان كعكة كبيرة موضوعة أمامهما من قبل إلى قطع صغيرة توزع فيما بعد على بعض المدعوين إلى العرس.
187-فرق بين أن تكون الزوجة مريضة أو مُتعبة أو مشغولة ,فيعينها زوجها-مختارا وعن طيب خاطر وطلبا للأجر من الله-في شأن من شؤون بيتها,وبين أن تكون الزوجة واضعة رِجلا فوق رجل وتتفرج على شاشة التلفزيون(مثلا)أو تشرب قهوة وتتجاذب أطراف الحديث مع غيرها من النسوة وزوجها في خدمتها أثناء ذلك.إن الأول يعاشر زوجته المعاشرة الطيبة ويعاملها بالسنة والقرآن,وأما الثاني فرجل ضعيف الشخصية تغلبُه زوجته(ويستحيل أن تحترمه)يمكن أن نعتبره ذكرا لكن لا يجوز أن يعتبر نفسه(ولا أن نعتبره نحنُ) رجلاً !.
188-كن أيها الزوج قدوة طيبة لزوجتك بالفعل قبل القول,واعلم أنك إذا ألزمت نفسكَ أنت أولا بما تنصحها به كانت توجيهاتك لها دائما وأبدا مثمرة ونافعة بإذن الله .أما إذا كان قولك في واد وفعلك في واد ,فإن تربيتك لزوجتك تكون كمن يزرع في واد أو كمن ينفخُ في رماد .كن أيها الزوج قدوة طيبة لزوجتك في الكرم وفي الزهد فيما عند الناس وفي التواضع وفي الحِلم وفي نظافة اللسان وفي ..غيرها من الأخلاق الإسلامية الأساسية.
189-أيها الزوج أنت راع ومسؤول شرعا عن رعيتك,وأول من أنت مسؤول عنه:زوجتك,وأول ما أنت مسؤول عنه من سلوكها:الصلاة.ومن هنا أنصح الرجل أن يفكر مرات ومرات قبل الزواج من امرأة لا تصلي (إلا أن يغلب على ظنه استجابتها لأمره إذا دعاها للصلاة بعد الزواج),وأن يفكر مرات ومرات في الوسيلة المناسبة لدعوة زوجته للصلاة بعد الزواج إذا أخطأ من قبل وتزوج من امرأة لا تصلي.وإذا هوَّن عليك شخصٌ من أمر المرأة التي لا تصلي وبسَّطه لك فاعلم أنه :
*إما جاهل.
*وإما لا يصلي هو كذلك.
*وإما أنه يكذب عليك ويخدعك.
190-إياك أيها الرجل أن تطلب فيمن تريدها أن تكون زوجة لك :الجمال أولا,وإلا :
* تزوجت فعلا بامرأة ذميمة وحصلت على عكس ما طلبت .
* أو بامرأة جميلة لكنها تُشيِّـبُك-بسوء معاملتها لك أو بسلوكها السيئ مع غيرك-قبل أن تشيبَ والعياذ بالله .
وبارك الله لكل زوج في زوجته ورزقهما ذرية طيبة تكون عتقا لهما من النار-آمين-
رميته عبد الحميد , ميلة , الجزائر
|