29-11-2006, 05:19 PM
|
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 73
|
|
العلوم الجليلة في القرآن الكريم...
بسم الله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا والحمد الله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل والصلاة والسلام على المصطفى الصادق الأمين محمد رسول الله وخاتم النبيين بعثه الله بالهدى والنور ليخرجنا من الظلمات إلى النور.
القرآن هو معجزة الرسول تولى الله عز وجل بحفظه، إذن يستحيل أن تطاله يد السوء فتحرفه أو تغيره أو تؤوله على غير معناه الحقيقي.
وعليه فلا بد من الاشتغال واستفراغ الجهد لتدبر معانيه حتى يتأتى تطبيق تعاليمه لأن ذلك هو مراد إرسال الرسول.
وقبل أن يدخل الطالب في هذا العلم، في هذا الباب الشريف عليه أن يعرف أولا ما احتواه كتاب الله من العلوم الجليلة التي هي مفتاح التدبر والفهم.
أولا: علم ضرب الأمثال: إنه علم يتضمن عدة فوائد منها الحث والزجر والوعظ والاعتبار وتقريب المراد للعقل فيكون بمثابة إدراك المحسوس بالحس.
ثانيا: علم ذكر صفات أهل السعادة وصفات أهل الشقاوة: فائدتها الترغيب في التحلي بصفات أهل الجنة لنيل رضا الله والجنة والترهيب من التلبس بصفات أهل النار حتى لا نكون محل سخط الله والنار، ومن فوائدها الاعتبار؛ فمن فعل فِعل أهل السعادة نال ما نالوه ومن فعل فِعل أهل الشقاوة نال ما نالوه.
ثالثا: علم ذكر أسماء الله تعالى وصفاته وتقديسه عن النقائص: إنه علم متعلق بالله جل وعلا فمن ناله نال حظا وافرا فهو طريق لمعرفة الله جل وعلا و بها يتحقق الركن الأصيل من أركان الإيمان وهو "الإيمان بالله" ومن كان بالله أعرف كان إيمانه أكمل. فقبيح بالعبد أن يجهل ربه الذي يؤمن به ونعمه عليه لا تزال متواترة وفضله عليه عظيم.
ومن كان عارفا بهذا العلم فحري أن يستدل به على أفعاله وأحكامه القدرية والشرعية بأنها دائرة بين العدل والفضل والحكمة.
رابعا: علم ذكر الأنبياء والمرسلين: فمن تمام الإيمان بهم أن تعرف سيرهم وأحوالهم مع أممهم وأن تحبهم لأنه حق من حقوقهم، وهذا يقتضي شكر الله على هذه المنة العظيمة فلولاهم ما عرفنا ربنا ولا عبدناه فسببهم نلنا كل خير وبسببهم اجتنبنا كل سوء.
وبمعرفة سيرة الرسول وأحواله تحصل القدوة الحسنة ومن أعظم الاقتداء هو أن نمتثل بما أمرنا به لأن ذلك سعادتنا في الدنيا والآخرة. فلا سبيل إلى فهم كتاب الله إلا بالرجوع إلى أحوال الرسول وسيرته ومن الفوائد في معرفة الرسول أن تَخِفّ عن العبد المزعجات والمقلقات فإذا عرفنا ابتلاء الرسول فمهما ابتلينا فهو دون ابتلائه.
خامسا: علم الأمر والنهي: فبمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله يحصل الامتثال (أي الفعل أو الترك) فإذا أمرنا الله بأمر وجب علينا معرفة هذا الأمر حتى نأتمر به وإذا نهانا وجب علينا أن نعرف هذا النهي حتى نجتنبه. وبالتالي يتفرع منه علم يسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أي الدعوة إلى هذا الخير بالموعظة الحسنة فلا بد من أن تعرف المعروف حتى تأمر به وأن تعرف المنكر حتى تنهى عنه.
سادسا: علم ذكر اليوم الآخر، وهو ما يحصل للعبد من أهوال الموت و شدة القبر والموقف العظيم بين يدي الله وصفات النار المفظعة وصفات الجنة الممتعة؛ والعارف بهذا العلم يحصل له في القلب الخوف والرجاء، الخوف من المصير ورجاء تيسير الطاعات وتسهيلها.
ومعرف صفات الجنة ونعيمها يحصل له الاشتياق إليها والاجتهاد لبلوغ المحبوب.
سابعا: علم مجادلة المبطلين ودفع شبه الظالمين بإقامة البراهين العقلية الموافقة للأدلة النقلية؛ وهذا العلم هو من خواص العلماء الربانيين والجهابذة الراسخين والعقلاء المستبصرين.
فكل مأمور في كتاب الله إلا وفيه تنبيه عقلي على أن من وراءه مصلحة وكل منهي في كتاب الله إلا وفيه تنبيه عقلي على أن من وراءه ضرر ومفسدة.
أما أهل الباطل فدحضهم ولو بقليل من الحق، يكفي لزهق باطلهم.
ومن أراد الزيادة والتفصيل فما عليه إلا الرجوع إلى كتاب "بدائع الفوائد" لابن القيم
أو كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
اللهم علمنا كتابك وارزقنا العمل به.
__________________
|