مع عيدي الفطر السعيد و الأضحى المبارك (لا تنسوا غيركم - العيد للجميع و الفرحة مشاركة)
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نحن الآن نودع شهر رمضان المبارك، و بدأنا العد العكسي لأيامه و لياليه الجميلة التي لا تعوض
نشعر بحزن لفراق هذا الضيف العزيز الذي يسعدنا بأيامه و لياليه ... و نرجو الله أن يبلغنا رمضان كل عام ان شاءالله..
فقط جئت أذكر نفسي و أذكركم و نحن سنستقبل العيد السعيد ان شاءالله بعد أيام قليلة، أعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن و البركة و الوحدة الإسلامية و الإجتماعية ان شاءالله....
نحن كل يوم نتناول طعام الإفطار مع عائلاتنا و أهالينا و أولادنا، نجتمع مع الأقارب و الأصحاب في جو رمضاني رائع نحبه...
ينتظره أولادنا بفرح و سعادة، و نحاول أن نسعد من حولنا بكلمة حلوة و جو دافئ...
و في هذه الأيام بدأ الكثيرون منا بتجهيز نفسه لشراء الثياب للأولاد والعائلة ابتهاجاً بالعيد، والألعاب للأولاد الذين صاموا شهر رمضان الكريم تشجيعاً لهم و ليميزوا قيمة أيام شهر رمضان عن أيام أشهر أخرى...
كلنا ننتظر الفرحة التي نستشعرها مع أنفسنا و مع أولادنا وعائلتنا في أيام عيد الفطر السعيد إن شاءالله ...
كل هذا جميل و رائع ...
و لكن كم واحد منا فكر، أن هناك الكثيرون من الأطفال المحرومين من حنان أبائهم و أمهاتهم...
كم واحد منا فكر أنه ربما هؤلاء الأطفال ينتظرون أن يشعروا بفرحة تنقصهم، فرحة التواجد العائلي و البسمة و الدفء ولمسة حنان نمسح بها على رؤوسهم...
كم واحد منا فكر أن هؤلاء الأطفال مهما انتظروا العيد فربما لن يلبسوا الثياب الجديدة، و لن يجدوا البسمة في صباح العيد تنتظرهم...
مهما كان هذا متوفراً في أي دار للأيتام، فستبقى الفرحة بالحنان العائلي ينقصهم...
كم واحد منا فكر أن هناك مسنين في دار العجزة لم يزره أبنه أو ابنته، و تناول طعامه و هو يفتقد غالٍ على قلبه تركه بإرادته أو لظروف خارجة عن إرادته...
كم واحد منا فكر بأن بعضاً من هؤلاء المسنين، كانوا يناموا و دموعهم متحجرة في أعينهم، أو ربما بللت وسائدهم....
نعمة العائلة و الأمن والأمان يعرف قيمتها جيداً من فقدها...
ما زالت هناك أيام قليلة من شهر رمضان، فليبادر من شعر بأننا أمة واحدة بالذهاب مع أولاده إلى أحد دور الأيتام لإحضار عددا من الأطفال لتناول طعام الإفطار معهم و قضاء بعض الوقت مع أولاده حتى لا يشعروا بفرق عنهم.
و ليبادر الأهل مع الأولاد بأن يشتروا و لو قطعة ثياب واحدة لطفل يتيم خلال تسوقه لشراء الثياب لأولاده و تقديمها له قبيل أيام العيد ...
و ليبادر بعض الأهل بإحضار هدية لأم أو أب فقدوا أولادهم أو أن أولادهم تخلوا عن أهلهم ، فشعروا بالوحدة والغصة وحرقة في الداخل ، ووجودنا معهم لبعض الوقت قد تفرح قلوبهم ، أو ربما هدية صغيرة و تأكدوا حتى لو كانت وردة ، أو منديل صغير، ممكن أن تسعد هؤلاء الإباء...
ماذا لو فكرنا في أول أيام العيد أو ثانية بالقيام مع الأولاد بالذهاب لزيارة أحد دور الأيتام او دور العجزة و لو مدة 15 دقيقة نشعرهم بها بفرحة العيد...
هم لا يطلبون الكثير، يطلبون فقط أن نشعر بهم معنا، ولا يشعرون بفرق عنا، نتذكرهم في مناسبات حلوة تسعدنا و تضفي سعادة عليهم..
صدقوني لا يهم أن ندفع لهم المال ، بقدر ما يحتاجون أن نشعرهم بوجودهم معنا و لو لفترة قصيرة ، و أن يشعروا بأيام مميزة معنا و ليس أنهم مختلفون عنا ، لا تقولوا لي ندفع مالاً لهم و كفى ، المتبرعون كثيرون ، و لكن ، ما يحتاجون أكبر و أشمل من هذا ...
و لها فائدة أخرى، هي أن يعتبر الولد من هذه المواقف فينشأ عليها في حياته المستقبلية مع أولاده بعد ذلك ، و يشعر فعلا بنعمة الأسرة ومعناها و قيمتها، و يرى ماذا يمكن أن يحل بوالديه لو تخلى عنهما يوماً..
شهر رمضان أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار
فلنسعد قلب فقير و لنسمح دمعة يتم و لنقبل جبين و يد أب و أم بحنان ، فنرضى الله سبحانه تعالى و ترتاح أنفسنا إن شاءالله.
و أتوجه في النهاية بتحية إلى كل أم و أب فقدوا عزيز أو غالي و خاصة أهلنا في فلسطين والعراق في تلك المذابح اليومية, و أهلنا في لبنان الذين فقدوا أحبة لهم في فترة الحرب، و كثير من الدول الإسلامية و جلسوا إلى مائدة إفطارهم كل يوم يفتقدون وجودهم معهم ، ربما لا يشعرون بطعم ما يأكلون .... و أدعو الله لهم جميعا الصبر و السلوان و أكرمهم الله و إياكم بكل الخير والصحة والعافية و راحة البال...
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).. (و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ، صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم...
و كل عام و أنتم بخير وعافية و سعادة و طمأنينة و راحة بال ان شاءالله للجميع
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 05-10-2007 الساعة 03:04 PM.
|