[ابوالوليد المسلم]

نصيحة العمر:

كن أنت من تنقذ نفسك

بدر شاشا

في لحظة ما سيتوقَّف كلُّ شيء من حولك: الأصوات، الحكايات، الوعود، وحتى الوجوه التي ظننتَها لن تغيب، ستجد نفسَك وحدَك، تُحدِّق في الفراغ، وتبحث عن معنى لكل ما مرَّ، وكل ما كُسِرَ فيك، وهنا، فقط هنا، تُولَد الحقيقة التي تغيِّر كل شيء: "لا أحد سينقذك … إلا أنت."

قد تعيش عمرَك كله تنتظر أن يَفهمك أحدٌ، أن يُضمِّد أحدهم جراحَك، أن يَنتشلك من سقوطك، لكن الحقيقة أن الذين تَنتظرهم منشغلون بحروبهم، أو أنهم ببساطة لا يفهمون، وللمرة الأولى ستُضطرُّ إلى أن تواجه الحياة كما هي: بكل قسوتها، بعُزلتها، ببرودها أحيانًا، لكن هذا ليس خبرًا سيئًا، بل هو أعظم ما يُمكن أن يحدث لك؛ لأنك حينها فقط ستبدأ في بناء نفسك، ستتعلَّم أن تَمسح دموعك بيدك، أن تَكتُب نهاية جديدة لقصة كنتَ تظن أنها انتهت، أن تنهَض مع وجود الألم، لا بسببِه، بل بالرغم منه.

ستَفهَم أن القوة ليست أن تبقى صُلبًا دائمًا، بل أن تسقط ألف مرة وتنهَض في الألف واحدةً.

أن تكون حقيقيًّا مع نفسك، أن تَحزن دون خجلٍ، وأن تستمرَّ حتى لو كنت تمشي وحدَك.

نصيحة العمر؟ كن المنقذ الذي انتظرته.

ازرَع في قلبك نورًا لا يَخبو إن خذَلك العالم، وتذكَّر دائمًا: ما دام فيك نَفَسٌ، ففيك أملٌ.