عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 23-11-2025, 05:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)



تفسير القرآن العظيم
(تفسير ابن كثير)

إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
الجزء الثالث

سورة آل عمران
من صــ232 الى صــ 241
الحلقة (130)






"حديث آخر" قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "هدايا العمال غلول" وهذا الحديث من أفراد أحمد وهو ضعيف الإسناد وكأنه مختصر من الذي قبله والله أعلم "حديث آخر" قال أبو عيسى الترمذي في كتاب الأحكام : حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن داود بن يزيد الأودي عن المغيرة بن شبل عن قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فلما سرت أرسل في أثري فرددت فقال "أتدري لم بعثت إليك ؟ لا تصيبن شيئا بغير إذني فإنه غلول" ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة "لهذا دعوتك فامض لعملك" هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي الباب عن عدي بن عميرة وبريدة والمستورد بن شداد وأبي حميد وابن عمر "حديث آخر" قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أبو حيان يحيى
بن سعيد التيمي عن أبي زرعة عن ابن عمر وابن جرير عن أبي هريرة قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال "لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول : يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة فيقول : يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك" أخرجاه من حديث أبي حيان به "حديث آخر" قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد حدثني قيس عن عدي بن عميرة الكندي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس من عمل لنا منكم عملا فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة" قال : فقام رجل من الأنصار أسود - قال مجاهد : هو سعد بن عبادة كأني أنظر إليه - فقال يا رسول الله اقبل مني عملك قال "وما ذاك ؟" قال سمعتك تقول كذا وكذا قال وأنا أقول ذاك الآن من استعملناه على عمل فليجئ بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذه وما نهي عنه انتهى " وكذا رواه مسلم وأبو داود من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به "حديث آخر" قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية عن أبي إسحق"
الفزاري عن ابن جريج حدثني منبوذ رجل من آل أبي رافع عن الفضل بن عبد الله بن أبي رافع عن أبي رافع قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر ربما ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث معهم حتى ينحدر إلى المغرب قال أبو رافع : فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا إلى المغرب إذ مر بالبقيع فقال "أف لك أف لك" فلزق في درعي وتأخرت وظننت أنه يريدني فقال "ما لك ؟" قلت أحدثت حدثا يا رسول الله ! قال "وما ذاك" ؟ قال : إنك قلت لي قال : لا ولكن هذا قبر فلان بعثته ساعيا على آل فلان فغل نمرة فدرع الآن مثلها من نار "" حديث آخر "قال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن سالم الكوفي المفلوج - وكان ثقة - حدثنا عبيد بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجية عن عبادة بن الصامت قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الوبرة من ظهر البعير من المغنم ثم يقول" ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم إياكم والغلول فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة أدوا الخيط والمخيط وما فوق

ذلك وجاهدوا في سبيل الله القريب والبعيد في الحضر والسفر فإن الجهاد باب من أبواب الجنة إنه لينجي الله به من الهم والغم وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم "وقد روى ابن ماجه بعضه عن المفلوج به ."
"حديث آخر" عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ردوا الخيط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة" "حديث آخر" قال أبو داود : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن مطرف عن أبي الجهم عن أبي مسعود الأنصاري قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا ثم قال انطلق أبا مسعود لا ألفينك يوم القيامة تجيء على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته "قال : إذا لا أنطلق قال" إذا لا أكرهك "تفرد به أبو داود ."
"حديث آخر" قال أبو بكر بن مردويه : أنبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنبأنا عبد الحميد بن صالح أنبأنا أحمد بن أبان عن علقمة عن مرثد عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الحجر يرمى به في جهنم"

فيهوي سبعين خريفا ما يبلغ قعرها ويؤتى بالغلول فيقذف معه ثم يقال لمن غل به : ائت به فذلك قوله "ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة" "حديث آخر" قال الإمام أحمد : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني سماك الحنفي أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : فلان شهيد وفلان شهيد حتى أتوا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلا إني رأيته في النار في بردة غلها - أو عباءة" ثم قال رسول الله صلى الله عيه وسلم "اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون" قال : فخرجت فناديت إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون وكذا رواه مسلم والترمذي من حديث عكرمة بن عمار به وقال الترمذي : حسن صحيح "حديث آخر عن عمر رضي الله عنه" قال ابن جرير .
حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن موسى بن جبير حدثه أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري حدثه أن عبد الله بن أنيس حدثه أنه تذاكر هو وعمر بن الخطاب يوما الصدقة فقال : ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول الصدقة "من غل منها بعيرا أو شاة فإنه يحمله يوم القيامة" ؟ قال عبد الله بن أنيس : بلى ورواه ابن ماجه عن عمرو بن سواد عن عبد الله بن وهب به ""

حديث آخر "قال ابن جرير : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن عبادة مصدقا فقال" يا سعد إياك أن تجيء يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء "قال : لا آخذه ولا أجيء به فأعفاه ."
ثم رواه من طريق عبيد الله عن نافع به نحوه "حديث آخر" قال أحمد : حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا صالح بن محمد بن زائدة عن سالم بن عبد الله أنه كان مع مسلمة بن عبد الملك في أرض الروم فوجد في متاع رجل غلولا قال : فسأل سالم بن عبد الله فقال حدثني أبي

عبد الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من وجدتم في متاعه غلولا فأحرقوه - قال ."
وأحسبه قال واضربه "قال ."
فأخرج متاعه في السوق فوجد فيه مصحفا فسأل سالما ؟ فقال : بعه وتصدق بثمنه.
وكذا رواه علي بن المديني وأبو داود والترمذي من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي زاد أبو داود وأبو إسحق الفزاري كلاهما عن أبي واقد الليثي الصغير صالح بن محمد بن زائدة به .
وقال علي بن المديني والبخاري وغيرهما : هذا حديث منكر من رواية أبي واقد هذا وقال الدارقطني : الصحيح أنه من فتوى سالم فقط وقد ذهب إلى القول بمقتضى هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل ومن تابعه من أصحابه وقد رواه الأموي عن معاوية عن أبي إسحق عن يونس بن عبيد عن الحسن قال : عقوبة الغال أن يخرج رحله فيحرق
على ما فيه : ثم روي عن معاوية عن أبي إسحق عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن علي قال : الغال يجمع رحله فيحرق ويجلد دون حد المملوك ويحرم نصيبه وخالفه أبو حنيفة ومالك والشافعي والجمهور فقالوا : لا يحرق متاع الغال بل يعزر تعزير مثله : وقد قال البخاري وقد امتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة على الغال ولم يحرق متاعه

والله أعلم - وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أسود بن عامر أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحق عن جبير بن مالك قال : أمر بالمصاحف أن تغير قال : فقال ابن مسعود : من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليغلله فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة .
ثم قال : قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين مرة أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم - وروى وكيع في تفسير عن شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم قال لما أمر بتحريق المصاحف قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أيها الناس غلوا المصاحف فإنه من غل يأت بما غل يوم القيامة ونعم الغل المصحف يأتي أحكم يوم القيامة - وقال أبو داود : عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غنم غنيمة أمر

بلالا فينادي في الناس فيجوز بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل يوما بعد النداء بزمام من شعر فقال : يا رسول الله هذا كان مما أصبناه من الغنيمة فقال "أسمعت بلالا ينادي" ثلاثا ؟ قال : نعم قال "فما منعك أن تجيء ؟" فاعتذر إليه فقال "كلا أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله منك ."
أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (162)
قوله تعالى "أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير" أي لا يستوي من اتبع رضوان الله فيما شرعه فاستحق رضوان الله وجزيل ثوابه وأجير من وبيل عقابه ومن استحق غضب الله وألزم به فلا محيد له عنه ومأواه يوم القيامة جهنم وبئس المصير وهذه الآية لها نظائر كثيرة في القرآن كقوله تعالى "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى" وقوله "أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا" الآية .
هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون (163)
قال الله تعالى "هم درجات عند الله" قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق : يعني أهل الخير وأهل الشر درجات وقال أبو عبيدة والكسائي : منازل يعني متفاوتون في منازلهم درجاتهم في الجنة ودركاتهم في النار كقوله تعالى "ولكل درجات مما عملوا" الآية ولهذا قال تعالى "والله بصير بما يعملون" أي وسيوفيهم إياها لا يظلمهم خيرا ولا يزيدهم شرا بل يجازي كل عامل بعمله .
لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (164)
قوله تعالى "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم" أي من جنسهم ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع به كما قال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" أي من جنسكم وقال تعالى "قل"

إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد "الآية وقال تعالى" وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق "وقال تعالى" وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى "وقال تعالى" يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم "فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرسل إليهم منهم بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه ."
ولهذا قال تعالى "يتلو عليهم آياته" يعني القرآن "ويزكيهم" أي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكو نفوسهم وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم "ويعلمهم الكتاب والحكمة" يعني القرآن والسنة "وإن كانوا من قبل" أي من قبل هذا الرسول "لفي ضلال مبين" أي لفي غي وجهل ظاهر جلي بين لكل أحد .
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير (165)
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير
يقول تعالى "أولما أصابتكم مصيبة" وهي ما أصيب منهم يوم أحد من قتلى السبعين منهم "قد أصبتم مثليها" يعني يوم بدر فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا "قلتم أنى هذا" أي من أين جرى علينا هذا "قل هو من عند أنفسكم" قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قراد بن نوح

حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]