الموضوع: صفة الرحمة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-11-2025, 05:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,362
الدولة : Egypt
افتراضي صفة الرحمة

صفة الرحمة

الشيخ عبدالعزيز السلمان

س100- بيِّن ما تفهَم مما تضمنته الآيات التي تلي (بسم الله الرحمن الرحيم) وقوله: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107]، ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64]، وقوله: ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54]؟

ج- في هذه الآيات إثبات صفة الرحمة وسَعتها، وإثبات صفة العلم وسعتها، وإثبات صفة المغفرة.

والرحمن الرحيم اسمان دالان على اتِّصافه بالرحمة، واسم الرحمن خاص بالله تعالى، لا يوصَف به غيره، وأما الرحيم فيدل على تعلُّقها بالمرحوم، ويوصَف به غيره، فيقال: فلان رحيم، وتضمنت إثبات الرسالة، والمأخذ من لفظ الجلالة؛ لأنه المألوه المعبود، ولا طريق إلى عبادة الله إلا من طريق الرسالة، وذلك من اسم الرحمن؛ لأن رحمته تَمنع من إهمال عباده، وتركهم سدى، وقوله: ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54]؛ أي: أوجبها على نفسه تفضلًا وإحسانًا وامتنانًا منه على خلقه، ومن أسمائه تعالى الحفيظ، وهو مأخوذ من الحفظ وهو الصيانة.

وللحفيظ معنيان؛ أحدهما: أنه قد حفِظ على عباده ما عمِلوا من خير وشر، وطاعة ومعصية، فهذا المعنى من حفظه يَقتضي إحاطة علمه بأحوال العباد كلها، والمعنى الثاني أنه الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون.

وحفظُه لعباده نوعان عام وخاص، فالعام حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يَقيها ويحفظ بنيتها، وتمشي إلى هدايته ومصالحها بإرشاده لها وهدايته العامة؛ قال تعالى: ﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 50]، النوع الثاني: حفظ خاص لأوليائه عما يضر إيمانهم، أو يُزلزل إيقانهم من الشُّبه الفتن والشهوات؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38]، وهذا عام في جميع ما يضرهم في دينهم ودنياهم، وفي الحديث: (احفَظ الله يحفظك).

أقسام الرحمة:
س101- ما أقسام الرحمة؟ وما دليل كل قسم منها؟
ج- قسم منها عام مشترك بين المسلم والكافر والبر والفاجر والبهائم وسائر الخلق، ودليلها قوله تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [غافر: 7]، فما يصل إلى المخلوق مِن رزقٍ وصحة إلا من رحمته تعالى، وقسم خاص بأنبيائه ورسله وأوليائه وعباده المؤمنين، ودليلها قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، وقوله: ﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117].

س102- ما أقسام الرحمة المضافة إلى الله؟
ج- نوعان؛ أحدهما: مضاف إليه من إضافة المفعول إلى فاعله، ومنه ما في الحديث الصحيح: (احتجت الجنة والنار)، فذكر الحديث، وفيه فقال للجنة: (إنما أنتي رحمتي أرحم بك من أشاء)، فهذه رحمة مخلوقة مضافة إليه إضافة المخلوق بالرحمة إلى خالقه، وسماها رحمة؛ لأنها خُلقت بالرحمة وللرحمة، وخَصَّ بها أهل الرحمة، وإنما يدخلها الرحماء، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، كلُّ رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض)، ومنه قوله: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا ﴾ [فصلت: 50]، ومِن تسميته تعالى للمطر رحمة بقوله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الأعراف: 57]، وقوله: ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ﴾ [هود: 9]، والنوع الثاني مضاف إليه إضافة صفة إلى موصوف، وذلك مثل ما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، وكما في الحديث: (يا حي يا قيُّوم، برحمتك أستغيث).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.67%)]