
21-11-2025, 01:32 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,685
الدولة :
|
|
رد: تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)

تفسير القرآن العظيم
(تفسير ابن كثير)
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
الجزء الاول
سورة البقرة
من صــ503 الى صــ 512
الحلقة (51)
انفرد به البخاري من هذا الوجه وقد أخرجه من وجه آخر عن أنس بنحوه وفي صحيح مسلم عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريب من هذا السياق كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى وحكاية البخاري كما تقدم عن عكرمة هو المشهور أن إيل هو الله وقد رواه سفيان الثوري عن خصيف عن عكرمة ورواه عبد بن حميد عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة ورواه ابن جرير عن الحسين بن يزيد الطحان عن إسحاق بن منصور عن قيس بن عاصم عن عكرمة أنه قال إن جبريل اسمه عبد الله وميكائيل اسمه عبد الله إيل الله .
ورواه يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس مثله سواء وكذا قال غير واحد من السلف
كما سيأتي قريب ومن الناس من يقول إيل عبارة عن عبد والكلمة الأخرى هي اسم الله لأن كلمة إيل لا تتغير في الجميع فوزانه عبد الله عبد الرحمن عبد الملك عبد القدوس عبد السلام عبد الكافي عبد الجليل فعبد موجودة في هذا كله واختلف الأسماء المضاف إليها وكذلك جبرائيل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل ونحو ذلك وفي كلام غير العرب يقدمون المضاف إليه على المضاف والله أعلم .
ثم قال ابن جرير : وقال آخرون بل كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بينهم وبين عمر بن الخطاب في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم .
"ذكر من قال ذلك" حدثني محمد بن المثنى حدثني ربعي بن علية عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال نزل عمر الروحاء فرأى رجالا يبتدرون أحجارا يصلون إليها فقال ما بال هؤلاء ؟ قالوا يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى هاهنا قال فكفر ذلك وقال أيما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدركته الصلاة بواد صلاها ثم ارتحل فتركه ثم أنشأ يحدثهم فقال : كنت أشهد اليهود يوم مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق القرآن ومن القرآن كيف يصدق التوراة فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا : يا ابن الخطاب ما من صحابك أحد أحب إلينا منك "قلت" ولم ذلك ؟ قالوا لأنك تغشانا وتأتينا .
فقلت : إني آتيكم فأعجب من القرآن كيف يصدق التوراة ومن التوراة كيف تصدق القرآن قالوا : ومر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا ابن الخطاب ذاك صاحبكم فالحق به .
قال : فقلت لهم عند ذلك نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو وما استرعاكم من حقه وما استودعكم من كتابه هل تعلمون أنه رسول الله ؟ قال : فسكتوا.
فقال لهم عالمهم وكبيرهم : إنه قد غلظ عليكم فأجيبوه قالوا فأنت عالمنا وكبيرنا فأجبه أنت.
قال : أما إذ نشدتنا بما نشدتنا فإنا نعلم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
قلت : ويحكم إذا هلكتم .
قالوا : إنا لم نهلك قلت كيف ذلك وأنتم تعلمون أنه رسول الله ولا تتبعونه ولا تصدقونه .
قالوا إن لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة وإنه قرن بنبوته عدونا من الملائكة .
قلت ومن عدوكم ومن سلمكم ؟ قالوا : عدونا جبريل وسلمنا ميكائيل قالوا إن جبرائيل ملك الفظاظة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا وإن ميكائيل ملك الرحمة والرأفة والتخفيف ونحو هذا قال : قلت وما منزلتهما من ربهما عز وجل ؟ قالا أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره قال : فقلت فوالذي لا إله إلا هو إنهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما وما ينبغي لجبرائيل أن يسالم عدو ميكائيل وما ينبغي لميكائيل أن يسالم عدو جبرائيل .
قال : ثم قمت فاتبعت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلحقته وهو خارج من خوخة لبني فلان فقال "يا ابن الخطاب ألا أقرئك آيات نزلن قبل فقرأ علي" من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله "حتى قرأ الآيات قال : قلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أريد أن أخبرك وأنا أسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر ."
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن مجالد أنبأنا عامر قال : انطلق عمر بن الخطاب إلى اليهود فقال أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون محمدا في كتبكم ؟ قالوا نعم قال : فما يمنعكم أن تتبعوه ؟ قالوا : إن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له من الملائكة كفلا وإن جبرائيل كفل محمدا وهو الذي يأتيه وهو عدونا من الملائكة وميكائيل سلمنا لو كان ميكائيل الذي يأتيه أسلمنا .
قال : فإني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما منزلتهما عند الله تعالى ؟ قالوا : جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله .
قال عمر : وإني أشهد ما ينزلان إلا بإذن الله وما كان ميكائيل ليسالم عدو جبرائيل وما كان جبرائيل ليسالم عدو ميكائيل.
فبينما هو عندهم إذ مر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا هذا صاحبك يا ابن الخطاب فقام إليه عمر فأتاه وقد أنزل الله عز وجل : "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين" وهذان الإسنادان يدلان على أن الشعبي حدث به عن عمر ولكن فيه انقطاع بينه وبين عمر فإنه لم يدرك زمانه والله أعلم.
وقال ابن جبير : حدثنا بشير حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود فلما انصرف رحبوا به فقال لهم عمر : أما والله ما جئتكم لحبكم ولا لرغبة فيكم ولكن جئت لأسمع منكم فسألهم وسألوه فقالوا من صاحب صاحبكم ؟ فقال لهم جبرائيل .
فقالوا ذاك عدونا من أهل السماء يطلع محمدا على سرنا وإذا جاء جاء بالحرب والسنة ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل وكان إذا جاء جاء بالخصب والسلم فقال لهم عمر : هل تعرفون جبرائيل وتنكرون محمدا - صلى الله عليه وسلم ؟ ففارقهم عمر عند ذلك وتوجه نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحدثه حديثهم فوجده قد أنزلت عليه هذه الآية "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله" الآيات .
ثم قال حدثني المثنى حدثنا آدم حدثنا أبو جعفر حدثنا قتادة قال : بلغنا أن عمر أقبل إلى اليهود يوما فذكر نحوه .
وهذا في تفسير آدم وهو أيضا منقطع وكذلك رواه أسباط عن السدي عن عمر مثل هذا أو نحوه وهو منقطع أيضا .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار حدثنا عبد الرحمن يعني الدستلي حدثنا أبو جعفر عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديا لقي عمر بن الخطاب فقال إن جبرائيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا .
فقال عمر "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين" قال فنزلت على لسان عمر رضي الله عنه ورواه عبد بن حميد عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن أبي جعفر هو الرازي : وقال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثني هشيم أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى في قوله تعالى "من كان عدوا لجبريل" قال : قالت اليهود للمسلمين لو أن ميكائيل كان هو الذي ينزل عليكم اتبعناكم فإنه ينزل بالرحمة والغيث وإن جبرائيل ينزل بالعذاب والنقمة فإنه عدو لنا قال فنزلت هذه الآية .
حدثنا يعقوب أخبرنا هشيم أخبرنا عبد الملك عن عطاء بنحوه.
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة في قوله "قل من كان عدوا لجبريل" قال : قالت اليهود إن جبرائيل عدو لنا لأنه ينزل بالشدة والسنة وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب فجبرائيل عدو لنا .
فقال الله تعالى "من كان عدوا لجبريل" الآية .
وأما تفسير الآية فقوله تعالى "قل من كان عدوا لجبريل" فإنه نزله على قلبك بإذن الله أي من عادى جبرائيل فليعلم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلبك من الله بإذنه له في ذلك فهو رسول من رسل الله ملكي ومن عادى رسولا فقد عادى جميع الرسل كما أن من آمن برسول فإنه يلزمه الإيمان بجميع الرسل وكما أن من كفر برسول فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل كما قال تعالى "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض" الآيتين فحكم عليهم بالكفر المحقق إذا آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم وكذلك من عادى جبرائيل فإنه عدو لله لأن جبرائيل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه وإنما ينزل بأمر ربه كما قال "وما نتنزل إلا بأمر ربك" الآية وقال تعالى "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من عاد لي وليا فقد بارزني بالحرب" ولهذا غضب الله لجبرائيل على من عاداه فقال تعالى "من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه" أي من الكتب المتقدمة "وهدى وبشرى للمؤمنين" أي هدى لقلوبهم وبشرى لهم بالجنة وليس ذلك إلا للمؤمنين كما قال تعالى "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء" الآية وقال تعالى "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" الآية
من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين (98)
من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين
ثم قال تعالى "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين" يقول تعالى من عاداني وملائكتي ورسلي - ورسله تشمل رسله من الملائكة كما قال تعالى "الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس" - وجبريل وميكال وهذا من باب عطف الخاص على العام فإنهما دخلا في الملائكة في عموم الرسل ثم خصصا بالذكر لأن السياق في الانتصار لجبرائيل وهو السفير
بين الله وأنبيائه وقرن معه ميكائيل في اللفظ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم وميكائيل وليهم فأعلمهم الله تعالى أن من عادى واحدا منهما فقد عادى الآخر وعادى الله أيضا ولأنه أيضا ينزل على أنبياء الله بعض الأحيان كما قرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ابتداء الأمر ولكن جبرائيل أكثر وهي وظيفته وميكائيل موكل بالنبات والقطر هذاك بالهدى وهذا بالرزق كما أن إسرافيل موكل بالنفخ في الصور للبعث يوم القيامة ولهذا جاء في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يقول "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" وقد تقدم ما حكاه البخاري ورواه ابن جرير عن عكرمة وغيره أنه قال جبر وميك وإسراف : عبيد وإيل : الله وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن إسماعيل بن أبي رجاء عن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس قال : إنما كان قوله جبرائيل كقوله عبد الله وعبد الرحمن وقيل جبر عبد وإيل الله .
وقال محمد بن إسحاق عن الزهري عن علي بن الحسين قال : أتدرون ما اسم جبرائيل من أسمائكم ؟ قلنا لا قال : اسمه عبد الله وكل اسم مرجعه إلى إيل فهو إلى الله عز وجل قال ابن أبي حاتم : وروي عن عكرمة ومجاهد والضحاك ويحيى بن يعمر نحو
ذلك ثم قال : حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني عبد العزيز بن عمير قال : اسم جبرائيل في الملائكة خادم الله قال : فحدثت به أبا سليمان الداراني فانتفض وقال : لهذا الحديث أحب إلي من كل شيء في دفتر كان بين يديه .
وفي جبرائيل وميكائيل لغات وقراءات تذكر في كتب اللغة والقراءات ولم نطول كتابنا هذا بسرد ذلك إلا أن يدور فهم المعنى عليه أو يرجع الحكم في ذلك إليه وبالله الثقة وهو المستعان وقوله تعالى "فإن الله عدو للكافرين" فيه إيقاع المظهر مكان المضمر حيث لم يقل فإنه عدو بل قال : "فإن الله عدو للكافرين" كما قال الشاعر :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... سبق الموت ذا الغنى والفقيرا
وقال الآخر :
ليت الغراب غداة ينعب دائبا ... كان الغراب مقطع الأوداج
وإنما أظهر الله هذا الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره وإعلامهم أن من عادى وليا لله فقد عادى الله ومن عادى الله فإن الله عدو له ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة كما تقدم الحديث "من عادى لي وليا فقد آذنته بالمحاربة" وفي الحديث الآخر "إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب" وفي الحديث الصحيح "من كنت خصمه خصمته" .
ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون (99)
ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون
قال الإمام أبو جعفر بن جرير في قوله تعالى "ولقد أنزلنا إليك آيات بينات" الآية أي أنزلنا إليك يا محمد علامات واضحات دالات على نبوتك وتلك الآيات هي ما حواه كتاب الله من خفايا علوم اليهود ومكنونات سرائر أخبارهم وأخبار أوائلهم من بني إسرائيل والنبأ عما تضمنته كتبهم التي لم يكن يعلمها إلا أحبارهم وعلماؤهم وما حرفه أوائلهم وأواخرهم وبدلوه من أحكامهم التي كانت في التوراة فاطلع الله في كتابه الذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم فكان في ذلك من أمره الآيات البينات لمن أنصف من نفسه ولم يدعها إلى هلاكه الحسد والبغي إذ كان في فطرة كل ذي فطرة صحيحة تصديق من أتى بمثل ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من الآيات البينات التي وصف من غير تعلم تعلمه من بشر ولا أخذ شيئا منه عن آدمي كما قال الضحاك عن ابن عباس "ولقد أنزلنا إليك آيات بينات" يقول فأنت
تتلوه عليهم وتخبرهم به غدوة وعشية وبين ذلك وأنت عندهم أمي لم تقرأ كتابا وأنت تخبرهم بما في أيديهم على وجهه يقول الله تعالى لهم في ذلك عبرة وبيان وعليهم حجة لو كانوا يعلمون .
وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال ابن صوريا القطويني لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك فأنزل الله في ذلك من قوله "ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون" .
أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون (100)
أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون
وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكرهم ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد - صلى الله عليه وسلم : والله ما عهد إلينا في محمد وما أخذ علينا ميثاقا أنزل الله تعالى "أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم" وقال الحسن البصري : في قوله "بل أكثرهم لا يؤمنون" قال نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه يعاهدون اليوم وينقضون غدا .
وقال السدي : لا يؤمنون بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم.
وقال قتادة : نبذه فريق منهم أي نقضه فريق منهم .
وقال ابن جرير أصل النبذ الطرح والإلقاء ومنه سمي اللقيط منبوذا ومنه سمي النبيذ وهو التمر والزبيب إذا طرحا في الماء .
قال أبو الأسود الدؤلي :
طرت إلى عنوانه فنبذته ... كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
قلت فالقوم ذمهم الله بنبذهم العهود التي تقدم الله إليهم في التمسك بها والقيام بحقها ولهذا أعقبهم ذلك التكذيب بالرسول المبعوث إليهم وإلى الناس كافة الذي في كتبهم نعته وصفته وأخباره وقد أمروا فيها باتباعه وموازرته ونصرته كما قال تعالى "الذين يتبعون"
الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل الآية .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|