الحديث الخامس عشر: ذم الاستكثار من الدنيا
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
عن عبد الله بن عباس وأنس بن مالك وعبد الله بن الزبير وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن لابنِ آدمَ واديًا من ذَهَبٍ أَحَبَّ أن يكونَ له واديانِ، ولَنْ يملأَ فَاهُ إلا الترابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ»[صحيح][1].
الشرح:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو حصل لابن آدم وادٍ مملوء ذهبًا لأحب - من حرصه الذي هو طبعه - أن يكون له واديان آخران، وأنه لا يزال حريصًا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره.
معاني الكلمات:
واديًا من ذهب: ملء وادٍ من ذهب.
والوادي: كل منفرج بَين الْجبَال والتلال والآكام.
ولن يملأ جوفه إلا التراب: أي: لا يزال حريصًا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره.
ويتوب الله على من تاب: الله يقبل توبة كل من تاب إليه.
من فوائد الحديث:
• شدة حرص الإنسان على جمع المال وغيره من متاع الدنيا.
• ذمُّ الاستكثار من المال وتمني ذلك والحرص عليه.
• يقبل الله تعالى توبة من تاب من الصفات المذمومة.
[1] حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه متفق عليه رواه البخاري (8-92) ومسلم (2 -725)، حديث أنس بن مالك رضي الله عنه؛ متفق عليه البخاري (8- 93) ومسلم (2 -725)؛ حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه؛ رواه البخاري (8- 93)؛ حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ رواه مسلم (2- 726).