
يوم أمس, 10:44 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة :
|
|
صفة المحبة
صفة المحبة
الشيخ عبدالعزيز السلمان
س99- ما الذي تَفهَمه من معنى قوله تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 4]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ ﴾ [الصف: 4]، ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾ [البروج: 14]؟
ج- في هذه الآيات إثبات صفة المحبة، وهي الصفات الفعلية، وسببها امتثال ما أمر الله به من الإحسان في عبادة الله، وإلى عباد الله، ويؤخذ من الآية الثانية امتثالُ ما أمر الله به من العدل في المعاملات والأحكام مع كل أحدٍ قريب أو بعيد، عدوٍّ أو صديق؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135]، والعدل في حقوق الله بأن تُصرَف نعمُه في طاعته، ولا يستعان بشيء منها في معصيته، وسبب لمحبة الله، وفي الآية الثالثة الحث على تقوى الله عز وجل، والتقوى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وقيل: التحرز بطاعة الله عن معصيته، ومن التقوى الاستقامة على الوفاء بالعهد لمن استقام من المشركين على العهد، ولم ينقضه، وسبب لمحبة الله للعبد، في الآية الرابعة الإكثار من التوبة من المعاصي، والتطهر عن الأحداث والنجاسات بالطهارة الحسية، والتطهر من الذنوب والمعاصي بالطهارة المعنوية بالتوبة النصوح، والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة التي تمحو الخطايا والذنوب.
وفي الآية الخامسة دليلٌ على أن مَن ادَّعى محبة الله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، فليس بصادق، وأن الدليل الصادق لهذه الدعوى هو اتِّباع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفيها الرد على المنكرين لصفة المحبة والمؤولين لها بالإحسان إليهم أو الثواب، وما أشبه ذلك من التأويلات الباطلة.
والآية السادسة السبب المذكور فيها لمحبة الله للعبد، هو ما ذكر في آخرها من الصفات الحميدة.
وفي الآية السابعة ما ذكر في القتال في سبيل الله لإعلاء كلمته؛ قال صلى الله عليه وسلم: "من قاتَل لتكون كلمة الله العليا، فهو في سبيل الله".
وفي الأخيرة إثبات صفة المغفرة، وهي من الصفات الفعلية، ومن أسمائه تعالى الغفور والغفار، وهو الذي أظهَر الجميل وستَر القبيح، والذنوب من جملة القبائح التي سترها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]، ففي هذه الصيغة إشعار بكثرة الستر على المذنبين، والتجاوز عن مؤاخذتهم، ومن أسمائه تعالى الودود، ومعناه المحب المحبوب، فالمحب الكثير الحب لأهل طاعته من أنبيائه ورسله وملائكته وأوليائه، وعباده المؤمنين، وهو سبحانه محبوبهم، ولا تعادل محبة الله عند أصفيائه محبة أخرى.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|