بينك وبين هؤلاء مسافات طوال
كلما نظرت للسماء وتاه فؤادي بين تلك النجوم السامقات، والسحاب الشاهقات، انتابني شعورٌ هو أقرب ما يكون بانسحاب الروح من البدن.
ثم، بينك وبين هؤلاء مسافاتٍ طوال، لسان حالي هكذا يقول.
ولا أزال مقلباً بصري متمعناً متأملاً؛ فلا أكل أو أمل؛ وهل يمل الحبيب حبيبه؟!
أخاطبهم وأسامر، ولكني لا أسمع -كالعادة- رداً ولا أرى جوابا فأقول: وهل نسيت يا صاح، بينك وبين هؤلاء مسافاتٌ طوال!
وكذلك نحن ايضاً من سمت روحه وعلت همته، فارتفع قدره، سمى فوق عنان السماء.
ومنا من لم يصدق أو قل لم يحسن السير؛ فما زال مكانه قاعداً ينظر الى السائرين، ويتمنى لو أنه يعلو كما هم، ولكن لا علو بنفسٍ رديئة.
وقد جرت العادة على أنّ من أخلد الى الارض، ورضي بها لا تسمو روحه بين هؤلاء، فلا يكون نجماً، بلد صخرة صغيرة فى فلاة قاحلة.
منقول